القاهرة ٢٠١٤
تختبئ الشمس خلف تلك الغيوم وكأنها تخجل أن تُفصح عن وجهها ذلك اليوم..
صوت السيارات يدوي بالمكان،الكثير من الضوضاء
حتى صوت ذلك القطار الذي قد انطلق لتوّهكلُّ تلك الأصوات كانت تُغطّي على صوت الفتيات لذلك وضعت الفتاة المدعوّة بمريم يدها لتغطي أذنها
ثم تحدثت عاليًا قائلةً:
«على فكرة بقى أنا قريت كتير جدًا وبحثت في الموضوع ومتحمسة للنتيجة اللي هوصلها بعد كدا..»
نظرت لها إحداهن باستنكار وسرعان ما أفرجت عن لسانها لتهم بالحديث
«على فكرة يعني أنا شايفة الحوار كله كدب في كدب أصلًا وسائل الإعلام أكّدت كتير جدًا إن الموضوع كدب..»
«على فكرة بقى أنا درست المادة دي كتير وفعلًا المادة ليها استخدامات كتيرة..ولحد حالًا محدش اكتشف سر التحنيط فيها اي إما أهتم أنا بالموضوع وأدرسه مش يمكن أوصل لحاجة مهمة تبقى اكتشاف العصر.!!»
قالت مريم وهي تضع يدها بخصرها بفخرٍ وهي تتبادل النظرات مع كلٍ منهنّ
«ومالك كدا عملالي فيها كليوباترا التامنة!!يعني علماء الآثار والعلماء مكتشفوش سر التحنيط وإنتِ مريم مراد هتكتشفيه وإنتِ لسة مكملتيش سنة في كلية الآثار!!»
قالت إحدى صديقاتها وعلامات الاستهزاء تعتريها وجميعهنّ يومئن بإيجابٍ دلالةً على منطقية كلامها..
«طب أنا مش هضيع وقتي معاكوا..أنا هروّح بيتي أحسن ليا وليكوا وأهو ترتاحوا مني ومن كلامي الفاضي..»
قالت مريم وهي تنظر لهنّ نظرة حملت الكثير من العتاب واللوم وأعطهنّ ظهرها ورحلت
حدثّت مريم نفسها وأخذت تندب حظها فحتى صديقاتها يرونها كالبلهاء التي تأمل بأن ينحني القمر ليعانق الأرض وكأنها تتطلع إلى شئ مستحيل الحدوث..
ذهبت إلى المكتبة القريبة من منزلها لاستعارة بعض الكتب التي قد تُفيدها برحلة بحثها التي لا نهاية لها
عندما دخلت إلى المكتبة سرعان ما تعرّف عليها صاحب المكتبة فهي تتردد عليها كثيرًا هذه الأيام
وقفت تحدّق بالكتب حتى جاء صاحب المكتبة ليكسر حاجز الصمت أخيرًا
«بتدوري على حاجة محددة؟! »
حكت مؤخرة رأسها بإحراج فهي كالعادة تأتِ لتبحث عن غير المألوف وليس لديها رغبة محددة..
YOU ARE READING
Red mercury-الزئبق الأحمر
Fantasyإكسيرٌ للحياةِ مدفونٌ على أعماقٍ من أرض هذه الصحراء القاحلة، ولكن عند استخراجه سلب حياتهم جميعًا كان كالورم الذي فشل استئصاله كالفيروس بلا عقار كفصيلة الدم المخالفة تمامًا للمريض ما إن يتم مزجها بدماؤه حتى تُكتب عليه تلكَ النهاية.. لم يكن مجرد سفر ب...