موت الملكة!

1.1K 182 0
                                    

«أدهم دا أخويا وبالنسبة للخاتم فـ للزينة بس »

قالت مريم وهي تضحك على نظراته الجادة التي كانت مُعلقة على إصبعها الرابع فهو قد جال ببصره يداها الاثنتين وصولًا إلى البنصر

نظر إليها بحرج فهو قد أقحم نفسه مجددًا بما لا يعنيه ولكن سماع أنها ليست مخطوبة يروق له لا يعلم لماذا ولكن هذا ما يريد اكتشافه

«أنا آسف مكنتش أقصد أنا بس كان عندي فضول أعرف مين دا..»

قال بحرجٍ وهو يعبث بِخصلات شعره المُبعثرة

«لا خلاص ولا يهمك المهم احنا لازم نفكر ازاي هنكتشف آخر سر قبل ما الاسبوع دا يخلص»

قال مريم بنبرة جعلتها جدية لتُغير الموضوع بعدما رأت وجه أحمد الذي أصبح يُضاهي الطماطم بُحمرتها

فأومأ وأكملا طريقهما نحو الغرفة ليتحدثا بحل لتلك العُقدة

________

في حديقة القصر

بينما الطيور تُحلّق مُداعبةً الغيوم إذ بنيران غضبه تأتي لتلتهم كل أجوائها السعيدة

خرج سريعًا ليرى ذلك المشهد الذي توقع رؤيته منذ البداية فلم تتغير ملامح وجهه الغاضبة فهو لم يُصدم

رأى والدته واقفة مع أحد كهنة معبد آمون وأصوات حديثهما قد داعب أذناه

"لم تُفلح محاولتنا هذه المرة يجب علينا أن نكون أكثر حذرًا تاليًا!!"

وجه الكاهن حديثه لتلك الواقفة أمامه تستمع لأوامره بهدوءٍ وكأنها صبيّ يتلقى الأوامر من والده

"أعدك سيحدث بالمرة المُقبلة وحينها لن توجد احتمالات للخطأ وسأتبرأ من تلك اللعنة المُلازمة لي"

قالت بجديّة وكأن من تُخطط لقتله لا يكون وليد رَحِمِها

حمحم لينتفض قلبها فهي قد تعرفت على تلك النبرة جيدًا؛ فهي تلك النبرة التي يرُّج صداها القصر يوميًا

تجمدت أطراف الكاهن ليتحدث بتوتر قد حاول إخفاءه قدر المُستطاع

"مرحبًا جلالة الملك بنفسه!! ولكن أوليس عليك الراحة من أجل أن يلتئم جرحك؟!"

نظر إليه الملك ببرودٍ شديد

«لا أريد رؤية وجهك أو وجه أي أحد من الكهنة بقصري ما دامت الدماءُ تجري في عروقي!! أفهمت أم أن عليّ تطبيق القانون؟!! "

فهم الكاهن مقصده لينصرف سريعًا قبل أن يُغير رأيه بينما والدته واقفة وكأنها لم تكُ تخطط منذ ثويناتٍ لقتل ابنها بدمٍ بارد

ذهبت إلى غرفتها قبل أن يُفجّر غضبه بوجهها فيبدو أن غضبه سينال جميع من بالقصر

لم تصدمه حقيقة أن والدته من خططت لذلك فهو يعلم إيمانها الشديد بإلاههم آمون

إن سؤلتْ حياتها رضًا لآمون ستُجيب (فداؤه حياتي وحياة عائلتي بأكملها!!) لذلك لم يُكلّف نفسه عناء السؤال

فقرر وأخيرًا الذهاب إلى غرفته لأخذ قسطًا من الراحة لعلّهم يتركونه وشأنه

__________

«هنهرب من هنا ونروح معبد آمون ونراقبهم ونشوفهم بيحنطوهم ازاي وبس »

قالت مريم فكرتها تلك ليضحك على سذاجتها فلو كان الأمر بتلك البساطة لإنحى القمر جاثيًا على ركبتيه للشمس كي يبزُغ نهارًا

«الموضوع مش بالسهولة دي خالص!!»

قال أحمد لتنظر له بِحزنٍ فهو قد هدم سقف طموحاتها

كانا سيُكملا التفكير لولا أصوات الهمسات بالخارج الذي دفتعهم للخروج مُسرعين ليروا ما يحدث

وجدا فاتن أمامهما ليسألاها عمّا جرى لتُجيب بِهمسٍ

«والدة الملك شربت سُمًا وفارقت الحياة!!»

قال كلاهما بنفسٍ واحد

«إيه!!»

Red mercury-الزئبق الأحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن