هرب!

1.5K 229 3
                                    

الأصغر  في العقارب الثلاث يُشير ناحية الرقم واحد
والأكبر يُشير ناحية ثلاثة

إنها الواحدة والرُبع بعد منتصف الليل
تغُط مريم بنومٍ عميق بينما الآخر قد جلس ليتفحص المكان؛ كي لا يجرؤ أي عقرب من الاقتراب سواء من النائمة هناك أو مِنه

وإذ بأحد الحراس يقترب منهم ليعتدل أحمد في جلسته ويسمع صوت مفتاحٍ يدخل القفل
ليرى بعدها باب الزنزانة قد انفتح

وقف أحمد يُعدّل من هندامه والآخر ينظر له وكأنه ينتظره أن يُنهي ما يفعل.

نظر أحمد إليه ليقول ساخرًا لأنه بالطبع يعلم أنه لن يفهم حرفًا مما يقول

«إذًا ماذا تريد! هل أنتَ آتٍ لتفقد حال السجناء؟! »

نظر له الرجل بابتسامة طفيفة قد زيّنت ثغره
ثم أفرج عن لسانه سامحًا له بالكلام

«ألا تعلم من أنا؟! »

نظر له أحمد بدهشة فكيف له أن يفهم ما يقول بل ويرد بالعربية!

«كُفّ عن التحديق بي، هكذا ألن تهرب؟»

قال الحارس وهو يضحك

مع ضحكة الحارس هذه ظنّ أحمد أنها خدعة وهذا الحارس يريد الإبقاء عليهم هنا أكثر لذا يترك لهم الفرصة سانحة للهرب

وعندما يهربون سيمسك بهم تند البوابة ويبقيهم هنا أكثر لهربهم وتثبت عليهم التهمة أيًا كانت.

«تفكير سليم»

اكتفى الحارس بتلك الكلمتين اللتان انطلقتا من فمه ليندهش الآخر.. فهل هذا الحارس ساحر أم أنه كائن شيطاني يقرأ الأفكار؟!

فهو لا يستبعد أي شئ، فالتعويذة التي أتت بهم إلى هنا كفيلة أن تفعل الأسوء!

«لا تقلق فأنا حتمًا سأساعدكما على الهرب من هنا، ثق بي»

قال الحارس جملته ليومئ أحمد فقط دلالةً على الموافقة، فهو لا يملك سوى الموافقة أو التعفُّن بتلك الزنزانة

ذهب لإيقاظ مريم ولكنه وجدها نائمة بعمق فهي لم تنم منذ قدمت إلى تلك الحقبة

لذلك قرر حملها لأن ليس لديه وقت لإيقاظها ويبدو أنها ثقيلة النوم

قدم الحارس إليه بعدما علم أن مريم لا تستيقظ فقرر مساعدته بحملها إلا أن أحمد لم يوافق وقرر حملها بنفسه

فهي قدمت معه هو؛ لذا لا يمكنه تركهها وخاصةً لحارسٍ لا يعلم حتى لمَ يُساعدهم ولا يعلم من هو حتى وهل إذا كان حارسًا بالأصل!

Red mercury-الزئبق الأحمرTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon