سر التحنيط

1.1K 199 9
                                    

«ماتت!!»

قال أحمد في ذهولٍ تام، أيعقل أنها تخلصت من حياتها قبل أن يُعدمها الملك؟!

هل علم بمخططاتها؟!

لم يجد إجابة لسؤاليهِ ولكن قاطع ذهوله صوت فاتن

«الملك يُريد ثلاثتنا بغرفته خلال دقائق لذا يجب علينا الذهاب»

تبِعاها وصولًا إلى غرفة الملك 

طرقوا الباب بهدوء ليفتح لهم حارس، دخلوا جميعًا إلى الغرفة لينتصفوها

"أخبريهم أنني أريد منهم الإشراف على تحنيط والدتي؛ لأنني أريدهم تعلم التحنيط حتى إذا فارقتُ الحياة لا يُحنط جثتي أولئك الكهنة"

تحدث الملك مُوجهًا حديثه إلى فاتن لتُترجم لهم ما قاله ليهمس أحمد لمريم بفرح

«فُرِجت أهي!!»

لتبتسم والسعادة تغمرها

أبدوا جميعًا موافقتهم ليبعث الملك بعض الحراس معهم وصولًا إلى معبد آمون؛ فهو لا يريد الذهاب إلى هناك

عند ذهابهم استقبلهم كهنة آمون بالترحاب فهم لا يريدون إغضاب الملك ثانيةً حتى وإن كانوا يُخططون بالسرّ لإسقاطه

بدأ الكهنة بالتحنيط مع وجود بعض الكهنة المُختصين بالطب

كان أول شئٍ قد فعلوه هو استخراج المُخ من الجثة باستخدام الإزميل والمطرقة؛ للقطع من خلال الجدار الأنفي وبعد ذلك سحبوه من فتحة الأنف بسنارة مُحمّاة

قاموا باستخراج جميع الأجزاء الرخوة بالحسم عدا القلب (مركز الإحساس والعاطفة)

وهكذا لم يعد هناك أي أجزاء رخوة تتعفن بالبكتيريا، تاليًا قاموا بحقن زيت الصنوبر بالأحشاء

ثم تبعها ملئ تجويف الصدر والبطن بمحلول النطرون ولفائف الكتّان المُشبعة بالراتنج والعطور

وهي مواد لا يُمكن أن تكون وكرًا للبكتيريا

ثم قاموا بتجفيف الجسد واضعين إياه في ملح النطرون لاستخراج المياه وتجفيف أنسجة الجسم

لم تستوعب مريم جميع تلك العمليات الدقيقة فأخرجت ورقة وقلم كانت أحضرتهما معها لتدوين كل شئ قد يُصادفها حتى لا تنسى

أخذت تُدون ما حدث خلال عملية التحنيط المُعقدة التي رأتها وأحمد لم يستطع إخفاء ذهوله بما حدث على مدار مُغامرتهم تلك

سقطت دمعة من عينيه حاول إخفاءها فهما سيخرجان من هنا وتنتهي مُغامراتهم معًا

أكملوا النظر إلى العملية الدقيقة الحادثة أمامهما

وضع الكهنة طلاءً سائلًا من الراتنج على الجثة لغلق مسام البشرة حتى لا تكون موطنًا للحشرات ثم تلاهُ إغلاق فتحات الأنف والأذن بشمع العسل

ثم المرحلة التي تسبق الأخيرة

قاموا بطلاء وجه المومياء بمساحيق تجميل ومُلمّع للشفاه ثم وضعوا قليلًا من تلك المادة الساحرة التي عُرِفت باسم

الزئبق الأحمر

داخل حلق المومياء، ولكن مريم كانت تُدوّن مُلاحظاتها ولم تنتبه لتلك الخطوة المُهمة بالنسبة إليها

ثم أخيرًا قاموا بِلَف مومياء الملكة بأربطة كِتّانية مدهونة بالراتنج ملونة بأكاسيد الحديد الأحمر

وهنا انتهت عملية التحنيط

فتحت مريم ثغرها بدهشة إذًا الزئبق الأحمر لا يُستخدم بالتحنيط حقًا!!

طوال مدة تواجدها هنا اكتشفت تدريجيًا ومع الوقت أنها مادة يتصارع عليها السحرة فقط لكنها لا تُستخدم بالتحنيط بأي شكلٍ من الأشكال

بادرت لإخبار أحمد الذي نفى جميع شكوكها

«لا حطوه في فم المومياء بس انتي كنتي بتكتبي مخدتيش بالك»

تنهدت مريم براحة فأخيرًا سر التحنيط الذي عجز العلماء عن اكتشافه بحوزتهما ينقصهما فقط الرحيل عن هنا

________

ملحوظة هامة

كل اللي اتذكر في البارت عن التحنيط قرأت عنه ومُتفق عليه من قِبَل بعض علماء الآثار فـ منعًا لإثارة الجدل اعتبروه جزء خيالي من الرواية لأن لحد حالًا مفيش مصدر مؤكد

Red mercury-الزئبق الأحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن