النهاية

1.7K 231 53
                                    

بعد مرور شهر

مرَّ شهرٌ كامل بجميع أحداثه، الجميع مُنشغل بحياته الخاصة، أصبحت مريم تتردد كثيرًا على المكتبة لشراء الكتب التي تحتاجها

بينما مريم بالمكتبة إذ بهاتفها يرن فتحته لترى هوية المتصل ولكنه كان العميد، أخذت الفرحة مكانها بوجه مريم ولم تستطع إخفاء سعادتها لترد فورًا

رأى أحمد سعادتها الغامرة ليقترب ويسألها عن هوية المُتصل لتهمس له

«العميد!!»

اتّسعت ابتسامته تدريجيًا ليستمع إلى مُحادثتهما

«بجد!، يعني الطريقة دي طلعت فعّالة؟!»

سألت مريم ليُجيبها العميد مُبتسمًا

«أيوة وفي حفلة تكريم ليكوا انتوا الاتنين يوم السبت في الجامعة»

سمعت مريم تلك الجملة ليتراقص قلبها بسعادة ثم يُنهي العميد المكالمة

نظرت إلى أحمد وأخبرته ما حدث ليتحدّث بفرحة غمرته

«بجد مصدقتش في يوم من الأيام إننا نوصل للسر دا أنا كنت جاي معاكي بس بدافع المرح»

أجابت هي بفخرٍ

«طبعًا مع عالمة الآثار مريم مُراد مفيش مستحيل»

عدّل هِندامه وعبث بشعره ثم تحدث

«رحلتي من صاحب المكتبة لعالم الآثار أحمد أُسامة..»

ثم تذكر شيئًا هامًا، ذهب ليحمل العديد من الكُتب ثم طلب منها إحضار مِفتاحه من الدُرج لتذهب هي سريعًا وما إن فتحت الدُرج حتى تجد عُلبة حمراء تأخذ شكل القلب مُلصقٌ بها ورقة وردية اللون مُدوّن عليها جملة قد صدمتها

قرأت تلك الجملة التي حملتها الورقة لتتوقف عن البحث عن المِفتاح

«هل تقبل عالمة الآثار الزواج بصاحب المكتبة؟!»

ضحكت على تلك الجملة لتحمل العلبة بيديها ليسألها عن إجابتها لتتحدث بخجلٍ شديد

«عالمة الآثار مُوافقة»

ليضحك هو على خجلها ثم يُخبرها أنه سيأتي إلى منزلها مساء اليوم تحديدًا الساعة الثامنة لتومئ هي وتخبره أنها ستُحدّث والدها بالأمر

وبالفعل وافق والدها وتمّت الخطبة تحت مُباركاتِ الأهل والأصدقاء

____________

يوم السبت

حضر حفل التكريم كِبار عُلماء الآثار بالإضافة إلى بعض علية القوم، شعرا بالسعادة تغمرهم فهُما لم يتخيلا لوهلةٍ أن هذا التكريم الضخم وجميع الحاضرين قد أتوا خصّيصًا لأجلهم

ألقى كلٌ مِنهما خطابه على الحاضرين ثم أستلما جائزتهما لتنهال عليهم عِبارات التبجيل التي أشعرتهم بروعة ما فعلوا

أخذ الجميع يُصفّق لهُما بحرارة حتى صديقات مريم اللاتي سخروا منها بالبداية، ذهبوا إليها جميعًا وأمطروا عليها بجُمل الأسف النّابعة من قلوبهنّ لتُسامحهنّ مريم وتُخبرهنّ أنه ليس بالأمر الكبير

كانت تلك أفضل مُغامرة قد حظى بها كلاهما، استمتعا بها واكتشفا العديد من الأسرار كما أنهما أصبحا قادرين على اتخّاذ القرارات وحل مشكلاتهما بسهولة فما كانوا به ليس بالأمر الهيّنِ أبدًا

لم يتصورا أن يُسدل السِتار على قصتهما وكلاهما مُنتصر، ظنّا أنهما لن يخرجا من تلك الحِقبة وسيعلقا هناك إلى الأبد

بالرغم من صغر سنهما استطاعا إثبات أن السن ما هو إلا مُجرد رقم لا يُشكّل أي عائق وإنما العزيمة هي من تُحرّك زمام الأمور

بعد عامين

أقاموا حفل زفافٍ ضخم حضره العميد والعديد من علماء الآثار وباركوا لهُما، وتمكنا أخيرًا من عيش حياتهم بسلامٍ بعيدًا عن كلّ تلك العقبات التي قابلتهم

تمّت بحمدِ الله،أتمنى إنها تكون نالت إعجابكم،أشوفكم بإذن الله في الرواية القادمة❤

Red mercury-الزئبق الأحمرМесто, где живут истории. Откройте их для себя