ثكلتكِ أمكِ

3K 315 14
                                    

نظر أحمد ناحية مريم التي تغط بالنوم وكأنها
مستلقية على سريرها

إلى أن استفاقت هي لتنظر حولها وهي تفرك عيناها بيديها لتهم بالصراخ

حينها وضع أحمد يده على فمها كي تكفّ عن الصراخ فهي كادت أن تثقب أذنيه

«اي في اي بطلي شوية صوتك عالي أوي.. »
قال أحمد بانزعاج

« احنا بجد وصلنا!! الكتاب طلع صح؟! »

قالت وعيناها تبرقان كالأطفال وكأنها لم تصبح فتاة بالعشرون الآن!!

«طب تعالي نشوف هنطلع من الصحرا دي ازاي..»

قال أحمد بنفاد صبر فهي ستجعله يُجن من تصرفاتها
الطفولية

«طيب يلا أصلي عطشت من دلوقتي لمجرد التفكير بس إني في صحرا فتعبت.!!»

قالت بعفوية لتتركه وتتقدم نحو الأمام تستشكف المكان

«استني في واحدة أهي تعالي نسألها ونتأكد احنا فين!»

قال أحمد بصوت مرتفع موجهًا حديثه لمريم التي بالكاد استطاع رؤيتها في مرمى بصره

وفور سماعها لكلماته عادت للركض من جديد لتتجه نحوه

«يلا اسألها انت»

«مش بيقولوا ليدز فيرست ولا اي؟!»

«لا لا خليها أحمد فيرست هتبقى أحلى والله!صدقني أنا أدرى»

«بصي جتلي فكرة حلوة احنا نلعب حجرة ورقة مقص واللي يكسب التاني يروح يسألها بس بسرعة قبل ما تبعد!!»

شرعوا باللعب لتعلن أيديهم الفائز..كانت الصخرة هي من حسمت اللعبة فهي قد تمكنت من المقص الذي قد كان بيد مريم

فكان الفائز معروفًا وهو «أحمد»

«لا على فكرة بقى إنتَ غشاش..مش لاعبة لا»

قالت مريم وهي تضع كلتا يداها بخصرها بتحدٍ

«على فكرة بقى إنتي اللي خسرتي!!هتبقي خسرانة وبتكدبي كمان!!»

ارتفعت أصواتهم حتى اقتربت منهم سيدة تقترب من الثلاثون ربيعًا

«لمَ تتشاجرون؟! صراخكم أذهب الطيور عن المكان »

«طيور اي بس يا طنط دا احنا في صحراء جرداء لا زرع بها لا ماء انتِ بتتكلمي ازاي بس..!! »

قالت مريم باستهزاء

«مريم! انتي مش ملاحظة حاجة غريبة ولا أنا بس اللي لاحظت وانتي جاية تتخانقي بس!! »

قال أحمد مستفهمًا

«أيوة صح معاك حق أنا فعلًا لاحظت بس فكرت أنا بس.. »

قالت مريم وهي تنظر له غير آبهةً بالقابعة أمامهم الآن

«طب ولاحظتي اي بقى يا ست مريم!! »

«اه منا بقول الولية دي قد أمي وجاية تتخانق معانا لا وشعرها أكرت كمان!! انت مخدتش بالك من الخصلة الشقرا اللي طالعة من الطرحة الليموني اللي لبساها..»

«يعني هو دا اللي لفت انتباهك؟!! الطرحة الليموني!!! »

ترددت مريم قبل أن تتحدث بتلعثم

«لا لا طبعًا خدت بالي انت مفكرني مغفلة ولا اي؟ هي تقريبا كدا شبح لأنها ظهرت فجأه كدا أول ما أنا لفيت شفت بقى!! طلعت ذكية.. »

قالت وهي تعدل من هندامها

«أنا كنت عارف.. أنا كان المفروض أصلي استخارة قبل ما أفكر أجي مع بنت في حتة أصلا.. »

قال أحمد بنفاد صبر

«لا بس انت مجتش مع أي بنت انت جيت مع مريم مراد وانت في كامل قواك العقلية »

ثم تابعت الحديث

«وبعدين ثانية كدا يا أستاذ أحمد هو مين اللي كان متحمس يجي معايا وكمان قرأ التعويذة قبلي مش كان انت ولا أنا بيتهيألي ولا اي»

«صح صح معاكي حق فعلا.. »

كان ليكمل كلامه إلا أن القابعة أمامهم صرخت بهم بصوتِ عالٍ

«أنتما كفّا عن الشجار.. أذني كادت أن تنفجر!! »

«طب أنا سكتالك بقى يا ولية من ساعتها وريني مين هيحوشك من ايدي بقى.!! »

قالت مريم وسرعان ما أمسكت برقبة السيدة الأخرى تعتصرها

«خلاص بقى يا مريم سيبي الست في حالها!! »

قال أحمد وهو يحاول الفصل بينهما

«طب بصي بقى لو مسكتيش وقفلتي بوقك هشتمك سمعاني كويس!! »

قالت مريم مُهددة وهي تكاد أن تفقع أعين السيدة
بإصبعها

ولكن السيدة لم تصمت وسحبتها من شعرها

«كدا!! طب ثكلتكِ أمكِ بقى.. قلتلك اسكتي أحسن مسكتتيش تستاهلي الشتيمة بقى»

أمسك أحمد بطنه إثر الضحك

«ثكلتكِ أمكِ ملقيتيش غيرها!! »

قال أحمد ضاحكًا

«منا معرفش غيرها والله! طب غششني كدا قولي اي حاجة»

Red mercury-الزئبق الأحمرWhere stories live. Discover now