فيلم مدبلج

2.3K 269 5
                                    

«يعني يوم ما نيجي نيجي في عصر اخناتون اللي كان مبوظ مصر أصلًا وفقدنا ممتلكاتنا وقارفيننا بيه في التاريخ »

قالت مريم وهي تندب حظّها الذي أتى بها إلى تلك الحقبة التي كانت نقطة سوداء في تاريخ مصر

«بصي احنا شكلنا هنفضل هنا كتير لأننا مش عارفين هنرجع زمننا تاني ازاي فأحسن تعالي نروح نشوف مكان نقعد فيه قبل الغروب وبطلي كلام.. »

قال أحمد بتعب

١٢:٠٠ ظهرًا

الشمس حارقة تكاد تنحني لتقف على رؤوسهم، العرق يتصبب منهم

كلاهما يمسح جبينه من العرق، تبقى فقط بضعة أمتار قليلة للوصول

«احنا مش هنوصل بقى، أنا بقيت حاسة إن الولية دي بتضحك علينا وبتتوهنا.. أشوفها تاني بس ولو حشتها من إيدي هضربك معاها.. »

قالت مريم وهي ترفع خصلة تمردت وسقطت على عيناها لتحجب الرؤية

«كفِّ عن الثرثرة، أذناي لا تحتمل! »

قال أحمد مُقلّدًا نبرة الشقراء ليُضايقها

«لا بس مقولتليش كنت بتاخد عربي عند مين! »

قالت مريم متجاهلة لحديثه

«كنت باخد عند مستر نادر.. كان بيقرفنا بقطع النحو بيحطلنا القطعة على السبورة ويطلعني أعرب»

قال أحمد وابتسامة طفيفة قد زينت ثغره

....

بعد سويعاتٍ

كانت حدة أشعة الشمس قد خفّت تدريجيًا، البيوت قد بدأت تظهر أمامهم.. السعادة تغمرهم حيث أنهم يمشون منذ ما يقرب من الثلاث ساعات

على الرغم من الاستراحات بالطريق إلا أنهم كانوا يفترشون الأرض فقط لعدم وجود أي مكان يستطيعون الولوج إليه

العديد من الناس قد كانوا يمشون في طرقات المدينة، الرجال والنساء كلاهما يرتدي أقراطًا ومجوهرات حتى الرجال يتكحّلون

«الراجل دا عليه سحبة أيلاينر أنا نفسي مبعرفش أرسمها الظاهر إن الفراعنة هما اللي أخترعوا الايلاينر»

قالت مريم وهي تحقد على الرجل حيث أنها لا تستطيع تقبل فكرة أن رجلًا يقوم بفعل شئٍ هي لا تستطيع فعله

«سابوا اي للبنات!!»

قال أحمد باندهاش

«يبني انت متفرجتش على مسلسل يوسف الصدّيق شفت أليخهماهو كبير كهنة آمون أهو الراجل اللي شبه الكورة قدام دا شبه بالمللي»

قالت مريم وهي تضحك

ضحكة أفلتت من أحمد ليقهقه بصوتٍ مرتفع فهي دائمًا ما تنجح بإضحاكه لدرجة أنه قد ظنّ أنها هاربة من الرسوم المتحركة

فهي مرحة دائمة الضحك وضّاءة المحيا وشعرها البنّي المجعد هو أكثر ما يُميّزها،أحيانًا يندم أنه قد رافقها منذ البداية ولكنها تأتِ بعدها لتطلق إحدى نكاتها التي تجعله ينفض تلك الأفكار عن نفسه

جلّ ما يُفكر به الآن هو عائلته فهو قد تركهم فجأة لابد وأنهم قلقون عليه كثيرًا الآن

أما هي فلم تُفكر بالأمر إطلاقًا عند قراءتها للتعويذة ولكنها الآن نادمة كثيرًا على ما فعلت

فعائلتها قد تبادرت إلى ذهنها كثيرًا، هي حقًا تشعر بالسوء حيال ذلك ولكن فضولها سيقتلها

هي تعلم أن فضولها سيودي بها ذات يوم ولكنها فقط تنساق وراءه منتظرة ما سيحدث بعد ذلك

قاطع شرودها صوت الناس والهتاف العالي الذي أيقظها من الصراع الداخلي الذي لا يتوقف

«في اي هما بيصوّتوا كدا لي!»

قالت مريم بانزعاج

«والله معرفش استني أسأل»

قال أحمد وقد توجه لأحد المارة لسؤاله

«عذرًا ولكن ما الذي يحدث؟ لمَ كل هذه الهتافات؟!»

"ماذا تقول فأنا لا أتمكن من فهمك! هل أنت أجنبيّ؟"

ردّ عليه الرجل

كل ذلك تحت صدمة أحمد ولكنه رجع سريعًا إلى مريم التي سخرت منه

«هو إنت مفكر إننا في فيلم مدبلج والترجمة هتظهر بعد قليل!»

Red mercury-الزئبق الأحمرWhere stories live. Discover now