في مكتب العميد
طرقا الباب باحترام ليأذن لهما بالدخول، ألقيا السلام عليه
«اتفضلوا»
قال ثم أشار لهم ناحية كرسيين ليجلسا عليهما
«طيب دلوقتي انتي قولتيلي إنكوا اشتغلتوا مع مُختصين وانعزلتوا لفترة مش قصيرة على ما توصلتوا لسر التحنيط»
قال العميد مُبتدئًا الحديث، ليتبادلوا جميعًا أطراف الحديث
«ممكن حضرتك تناشد المُختصين إنهم يجربوا الطريقة دي على جُثث الحيوانات ويشوفوا الفترة اللي هتستمر الجُثة بنفس الشكل من غير تحلل»
قال أحمد مُوجهًا حديثه للعميد كي يُثبت له صحة ما يدّعونه
«أكيد هتواصل مع كبار علماء الآثار والكيميائيين وأول ما نوصل لنتيجة أكيد هتواصل معاكوا وخاصة إني واثق في إجتهاداتكوا»
تحدث العميد مُضفيًا البهجة إلى قلوبهم، شكراه ثم خرجا من المكتب لتذهب مريم لحضور مُحاضراتها ولكن قبلها
«ممكن رقمك عشان لو العميد كلمك تكلميني على طول؟»
استأذن أحمد بأدبٍ ليحصل على رقم هاتفها لتومئ هي وتُمليه عليه
شكرها ثم انصرف ليُباشر عمله
_______________
دخلت مريم إلى قاعة المُحاضرات لتتجه إليها جميع الأنظار وتذهب صديقاتها إليها مُسرعاتٍ
«اي اللي حصل؟! شُفناكي في مكتب العميد..كان عاوزك لي؟»
بادرت إحدى زميلاتها بالسؤال لتنظر إليهنّ مريم بفخر فمُرادها قد تحقق أخيرًا وحصلت على كل ما تمنته كما أن سخريتهنّ منها لا تُغادر بالها
تنتظر اليوم الذي يُعلن به عميد الكلية عن صحة اكتشافاتها بِصُحبة أحمد، حينها سيُمكنها إثبات صحة وجهة نظرها منذ البداية
«لا أصل بقالي فترة مبجيش الجامعة وماما كانت معرفاه عن اختفائي فـ كان بيطمن عليا مش أكتر»
قالت مريم مبتعدة عن الموضوع الأصلي؛ لأنها أرادت جعله مُفاجأة لينبهر بِهما جميع الطُلاب، حيث أنهما سيكونا حديث الجامعة وليس حديث الجامعة فحسب إنما حديث العالم بأكمله، فَسِر التحنيط كان مُبهمًا لآلاف السنين
بعد انتهاء مُحاضراتها ذهبت إلى المنزل، وبينما العائلة بأكملها تجتمع لتناول الغداء أخبرتهم مريم بالأمر لينصدموا جميعًا
سألها أدهم -أخوها- سؤالًا قد تبادر إلى ذهنه حينها
«يعني قدرتي توصلي للي كنتي عاوزاه في الأسبوع صح؟!»
أومأت مريم لينبهر بالسرعة التي استطاعت بها التحصُّل على معلوماتٍ هامة كتلك!!
صفق لها أدهم ليتبعه والداها لتشعر بالفخر يتخلل قلبها ويشعرها بسعادة غامرة لم تستطع وصفها لتكتفي بشكرهم
_________
بمنزل أحمد
أخبر جميع أفراد عائلته بالأمر ليُقابلوه بعبارات الفخر بما أنجز خلال فترة ليست بالطويلة، ولكنه فاتحهم بموضوعٍ آخر ليُصفّق الجميع وتنهال عليه عبارات التهنئة والفرح
YOU ARE READING
Red mercury-الزئبق الأحمر
Fantasyإكسيرٌ للحياةِ مدفونٌ على أعماقٍ من أرض هذه الصحراء القاحلة، ولكن عند استخراجه سلب حياتهم جميعًا كان كالورم الذي فشل استئصاله كالفيروس بلا عقار كفصيلة الدم المخالفة تمامًا للمريض ما إن يتم مزجها بدماؤه حتى تُكتب عليه تلكَ النهاية.. لم يكن مجرد سفر ب...
