٤_《إيزابيلا》

605 104 50
                                    

- ماذا تقصد بالجميع... أردف جاسبر بابتسامة واسعة قائلاً:

- سيدي، كنت أعرف أنك ستتذكرها... بالتأكيد، تريد أن تطمئن لوجود السيدة إيزابيلا بالمنزل، لرؤيتها!.

نظر له فريدي بتقزز وقال له:
- لماذا تنظر لي هكذا...

وما هي إلا ثوانِ، وقد أدرك الاسم الذي سمعه، فزاد توتره وأصبحت نبضات قلبه سريعة بشكل جنوني، وتابع:
- إذاً من تكون هذه السيدة؟

قد قالها فريدي ليزيح الشك من قلبه، ولكن إجابة جاسبر كانت بمثابة سكب الزيت على النار حيث ابتسم الآخر، ومال عليه ووكزه بكتفه، وقال:
-خطيبتك، السيدة إيزابيلا من عائلة إيكارد.

كاد يُغشى على صديقنا فريدي، حقاً كيف له أن يتماسك، يتملكه الشك الأقرب إلى اليقين أن يكون إدوارد وإيزابيل بعالمه هذا، تماماً كما يرى حارس العَقَار في هيئة الخادم جاسبر أمامه، فأخذ يردد في نفسه ألا يكون ذلك صحيحاً، من المحتمل أن يكون إدوارد هنا، لكن إيزابيل... مستحيل، لقد كان بالكاد يرد السلام عليها... الآن هي خطيبته. أخذ يجول ذهاباً وإيابا... لا يعرف ماذا يفعل، ثم قاطعه جاسبر:
- هيا يا سيدي الجميع... ينتظرك.

أجابه فريدي بأنه يأخذ حمامه الآن وسيلحقه بعدها، دخل إلى حمامه الخاص، كان الحمام فاخراً بشكل مدهش، يوجد مرآة طولية بكل جوانبه الأربعة ¸ وحوض الاستحمام الواسع من الرخام به ماء دافئ وضع به القليل من زهور الربيع الصفراء، وكانت المرآة الرئيسية عليها مختلف أنواع الزيوت والعطور الطبيعية، أدهش فريدي من جمال التصميم وقال:
- حقاً... أقر بعبقرية التصميم... أيها المصمم أحييك!.

ثم تنهد، ونظر إلى نفسه بالمرآة وأردف:
- أي حياة كنت تعيشها يا سيد فريديك، أي كانت هذه اللحظة حلماً أم عالم اللعبة، ما كل هذه الزيوت والعطور!
- بالتأكيد حياتك مختلفة عني، أنا من ينهى استحمامه فقط في خمس عشرة دقيقة.

ثم أردف:
- مهلاً... هل اعتدت على الوضع، فلتفق يا فريدي، هذا فقط حلم وسينتهي.

انتهى من استحمامه المطول، ثم ارتدى الملابس التي وضعها الخدم قبلاً، كانت البذلة ثلاث قطع، قميص من الكَتَّان لونه أبيض، سترة زرقاء ذات ياقة عالية، بأزرار فضية منقوش عليها نقشات خفيفة منسوجة بخيط فضي وسروال ضيق من القطن والذي لونه أزرق خالص، قام بارتدائهم ثم خرج من الحمام، ليجد جواربه وحذاءه بجانب المَقْعَد الذي يكون أمام مرآة غرفته، فأخذ حذاءه الأسود الجلدي، الذي يكون عالي الرقبة تصل إلى حد الركبة، ارتدى ملابسه ثم قام بتمشيط شعره الأسود الذي كان أكثر لمعاناً وصحية، ثم نظر إلى نفسه بإعجاب، قائلاً:
- هل السبب أني لم أهتم إلى النظر بالمرآة هو ضعف نظري، أم لما أنا الآن أقف أنظر إلى ملامحي بتمعن، هل أنا أصبحت نرجسي؟.

صخرة الفِرتاس. ✓Where stories live. Discover now