- تعلم أن حديث الرجال... لا رجعة فيه... أليس كذلك؟
قالتها إيزابيلا، وهي تركض بابتهاج تاركة فريدي ورائها، متجهم يفكر فيما حدث منذ قليل فقال بخاطره:
- يا إلهي، إلى هذا الحد كانت لا تطيقني... أقصد فريديك.
ثم انطلقت منه ضحكة استهزاء وأردف:
- يا لسخرية الأيام، بالرغم من إنها خطيبتي هنا، ولكن لا فائدة فالنتيجة واحدة، بكلا العالمين... حقيقة إن إيزابيل تمقتني صحيحة!
ثم اعتدل ليستند إلى الشجرة ليتمكن من الوقوف، ثم نفض في ملابسه، وذهب للأعلى ليجد جدته جالسة تشرب قدح الشاي بهدوء جلي، تبتسم بداخلها وتطالعه وكأنها تنتظر منه الحديث، بالطبع هي لا تعلم الكارثة التي حلت على العائلة منذ قليل...
فأردفت:
- فريديك... ألم تحددا ميعاد الزفاف بعد؟
أردف فريدي بصوت مهتز:
- ماذا... زفاف من؟
أردفت وابتسامتها متسعة قائلة:
- عزيزي ما الذي يحدث معك؟، قبل الحادث مباشرة، أخبرتني أنك ستحدد ميعاد زفافك بعد مقابلتك لإيزابيلا!
سار للأمام خطوتان، ثم تراجع وهو منكس الرأس وبصوت مهتز، أردف:
- الحقيقة يا جدتي، لقد فسخت الخِطْبَة
فجأة سقط القدح من يدها، وتوسعت عيناها وأردفت بصياح:
-هل ما تستمع إليه أذناي الآن... صحيح!.
جاء الخدم سريعاً عندما سمعوا صوت الانكسار، فقالت بنبرة حادة وعميقة:
- فريديك، فلنتحدث بغرفتي.
وصل كلاهما إلى الغرفة وقفت الجدة أمامه مباشرة وهي عاقدة يديها أمام صدرها وأردفت:
- حسناً... سأستمع إلى تفسيرك، أخبرني ما السبب المفاجئ لذلك القرار، هل هذه مزحة منك... أم هذا بسبب أن جزءا من ذاكرتك قد اختفى!
ما زال فريدي غير قادر على رفع وجهه أمام جدته، صديقنا المعروف بقصف الجبهات، لا يجد جواباً برأسه، كيف له أن يخرج من هذه الورطة، كيف يخبرها عن السبب.
لاحظت جدته امتناعه عن الرد، فقلقت وتنهدت ثم أمسكت بيد فريدي وأردفت:
- ولدي، أخبرني الحقيقة... لا بد أن هناك سبباً.
ثم أردفت:
- هل هذا متعلق بإيزابيلا! ولكن هي متيمة بك، وكلاكما كان فرحاً بهذه الخُطْبة... أخبرني يا ولدي... أنا حقاً أريد أن أفهم.
نظر لها فريدي بنصف عين مفتوحة، ورفع رأسه قليلاً وأردف:
- جدتي... أنا أخبرك أن هذا الفعل المناسب الآن...
- هذا شيء اعتيادي حيث يتقابل الغرباء، ثم تتوطد علاقتهم إلى أن يكونوا أصدقاء ثم أحباء ثم من الممكن أن يقرروا أن يكملوا حياتهم معاً، ويرتبطوا بخيط مقدس كالزواج، ومن الممكن أن ينفصلا لاختلاف شخصياتهم على سبيل المثال...
YOU ARE READING
صخرة الفِرتاس. ✓
Adventureفريدي مطور الألعاب... شخصية مجتهدة بعملها، لحد الإدمان، بالثلاثينيات من عمره، شخصية انطوائية ومملة بدرجة كبيرة، يعتمد على رتابة واحدة في حياته اليومية، ولا يسعى لإدخال أي تعديل جديد بها! فريقه، والذي يسمى ب "الورقة الرابحة" يعمل على تطوير لعبة "صخرة...
