١٤_《صريح ووقح!》

374 74 54
                                    

كان إدوارد يقود العربة، بينما أدريان وفريدي بداخلها، أحدهما جالس بأقصى اليمين والآخر بأقصى الشمال، كان الصمت والسكون وبعض من الهمهمة والتنهيدات هي من تزاحمهم بجلستهم وبغضون ذلك، كان أدريان يتذكر يوم معرفته لخطبة إيزابيلا من فريديك.

حينها، شعر بأن العالم يهدم حوله، هو لم يحلم طوال حياته إلا بشيء واحد فقط... أن تكون إيزابيلا هي زوجته وشريكته التي يقضي أيامه معها، تذكر عندما تم مفاضلة فريديك عنه، لم يؤلمه غير أن هذا كان قرار إيزابيلا نفسها.

وصل إدوارد إلى حانة الفرسان، ثم ربط عجلات العربة بحبل متين، وعقدها بجذع إحدى الأشجار.

دلف ثلاثتهم إلى الحانة، حيث كانت منخفضة الارتفاع، مبنية على أربعة أعمدة من أشجار عريضة الجذع، كانت رائحة المشروبات هي المسيطرة على الحانة، بالتأكيد كانت روائحها ليست جيدة؛ مما جعل فريدي يضغط على أنفه حتى لا يشتم أي منها، كان هناك قرابة أربع طاولات خشبية طويلة، كل طاولة تكفي، حتى أربعة عشر فرداً، والأكواب كانت خشبية واسعة، وكانت تُصَّبْ من براميل خشبية أيضاً.

كان هناك مساحة واسعة، من الواضح أنها حلبة مخصصة لقتالات الفرسان غير الرسمية، كما يوجد قزماً متوسط السن، يرتدي عباءة تتدلى أطرافها من على المقعد، الذي يجلس عليه أمام الحلبة، ويستند بيديه على طاولة، حيث يجمع الرهانات.

لم يستطع فريدي أن يمسك على لسانه، فأردف باشمئزاز:
- لم تجد مكاناً أقذر... لكي نجتمع به؟.

توجه كل من أدريان وإدوارد بنظرهم ناحيته وعيناهم متسعتين، وأردف كلاهما بالوقت ذاته:
- أنت من عرفتنا على الحانة، كما أنه مكانك المفضل!.

سعل قليلاً، ثم أشار بأن يجلسوا إلى أقرب طاولة، جلس ثلاثتهم ثم طلب أدريان المشروبات، ثم قاطعه فريدي قائلاً:
- فقط... أريد كوب ماء.

نظر له أدريان بتمعن، قائلاً:
-أنت فقط لم تفقد الذاكرة، أنت تغيرت بالكامل!.

اضطر فريدي أن يشرب أحد المشروبات، حتى لا يثير الشكوك.

أخبرهم إدوارد، أنه سيذهب إلى طاولة حيث يجلس صديق له، ولكن كلاهما علم، بأن إدوارد ذهب ليتجنب الصراع الذي سيدخله معهم، فهو صديق لأحدهم، ويتشارك دم العائلة مع الآخر.

اعتدل أدريان بجلسته ليكون مقابلاً لوجه فريدي، ثم أردف قائلاً بنبرة عميقة:
- لم أردت أن تتزوج إيزابيلا... سيد فريديك؟.

باغته سؤاله الصريح، ثم أردف بامتعاض:
- ولما على أن أجيبك؟

فأردف أدريان بصوت خافت ونبرة متحسرة:
- ربما لأني الأحق!.
- أنا من لم يفارقها منذ نعومة أظافرها، أنا من سحر بابتسامتها أولا وأنا من يعرف ما تحبه وما تكرهه... بل أرى فيها كل نساء العالم.

صخرة الفِرتاس. ✓Where stories live. Discover now