١٩_《تايجون وهي》

286 73 20
                                    

أردفت قائلة، وهي ترتسم علامات الخذلان على وجهها:
- بل أنا من تشعر بالخذلان!
- لم تتفهموا مطلقًا سبب فعلتي هذه، كان هناك خائن بيننا بالمعركة ذاتها، أعتقد أنه كان قريباً منا، لذا لم أنبس ببنت شفة، حتى يمكنني التعرف إليه.

انطلقت ضحكة صاخبة من جانب تايجون، بينما فريدي كان فاغر الفم مما يسمع، كيف يمكن لإيزابيل أن تغير موقفها باللحظة ذاتها، دون أن يرمش لها جفن، ثم وقف تايجون أمامها مباشرة، وهو يتفرس حركة عينيها:
- إيزابيلا، بالرغم من أني أستعمل يدي دائما قبل عقلي، هذا لا يعني أبدا إني لا أمتلك عقلا جيداً.

ثم اعتدل وسار حولها وأردف:
- لا تستهزئي بتفكيري... هل ما تقولينه حقيقي؟.

أجابت بثقة:
- بالطبع وهذا ما جعلني صامتة منذ بداية اعتقالكم لي أنا وسيد فريديك.

نظر لها تايجون على نحو ماكر، مضيقاً لعينيه، محاولاً أن يتحرى من صدق عباراتها وأردف:
- إذا لماذا أخفيتِ معرفتكِ بالمكان الذي يتواجد به مفتاح زودرا؟

فتوسعت عينا إيزابيل، وقالت بنبرة متحمسة:
- أنا؟ أين؟...

فقاطعها فريدي سريعا وأردف:
- كيف عرفتم تلك المعلومة؟

رمقه تايجون، وتجاهله وكأنه لم يسمع ما نطق به منذ قليل، فحمحمت إيزابيل وأردفت:
- أجل، كيف توصلتم إليها؟

لم يجبها على استفسارها وأردف:
- بل أخبريني أولا، لما تحمي هذا الجرذ، يكفي أن نتركه بإحدى الخيم المخصصة للمعتقلين، أنا أخبرت أبي أن يتركه فقط لأجلك، متحججا بكونه زوجك المستقبلي، وأنا إلى ذلك لا أعتقد أن ذلك هو مغزاكِ، لذا يمكنني أن أخبر الحراس بذلك الآن، أريد أن أتحدث معك على...

فقاطعته إيزابيل، وأردفت بتأثر بالغ:
- تايجون... عليك أن تفهم، أنا لست مدانة بأي شيء، لقد خاطرت بحياتي كلها وبالنهاية تعاملونني أنا، وأتباعي بهذه الطريقة.

بدا على تايجون، إنه اقتنع بحديثها قليلا وأردف:
- حسنا يا إيزابيلا، سوف أنقل لأبي حديثك هذا، أعتذر حتى الآن عن معاملتك على هذا النحو، ولكنك تعرفين أبي.

ثم طالعها مجددا ينظر إليها، ويتفرس في ردات أفعالها، هناك شيء داخله يخبره بأن هناك شيئا ليس على ما يرام، لم تتحدث إيزابيلا كثيرا عن حياتها معه، لكنها كانت تتحدث دائما عن كونها مخطوبة لأحد أصدقاء طفولتها، وأن علاقتها ليست على ما يرام معه، لأنه شخص متملق، يريد النفوذ فقط عن طريق عائلتها، ولكنها ممتنة إلى أنه كان مغرورا بدهائه للحد الذي أعماه عن حقيقة شخصيتها، كان يعتقد أنه هو من يبتزها ويمسك بزمام الأمور، وإنها مجرد فتاة تحلم بالفروسية فقط، وستضطر إلى الانصياع وراء ضغوطه.

عندما تذكر تايجون ذلك، ازدادت حيرته، من الواضح أنها تريد حماية خطيبها كما أن فريدي، عيناه لم تتحرك عنها، ولو للحظة ببهو القاعة منذ قليل، كان يقف مقابلا لها، ليتفادى أي أذى عنها، يستمع إلى كل حرف تقوله بشكل يقظ، عقولهم متصلة، حديثهم متطابق.... هناك شيء داخله، يخبره بأن هناك قطعة ليست في موضعها الصحيح.

صخرة الفِرتاس. ✓Where stories live. Discover now