٢٤-《وَحْشُ الكامُونِ》

355 61 28
                                    

منذ اليوم التالي وحتى أسبوعين، كان فريدي خلالهم، يحضر دروس المبارزة ومعه إيزابيل، كان كلاهما يقضيان الوقت بالصباح حتى غروب الشمس مع فرسان أوليكسان، يتعلموا كل فنون المبارزة السحرية، وبعد غروبها يتجاذب معها أطراف الحديث، يتعرف إلى طباعها... ما الذي تحبه وما تكرهه، مما جعل علاقتهم تتوطد أكثر، لم يتبق، حتى يوم واحد على اليوم المنشود، إنه اليوم الذي سيتمكن فريدي فيه بغرز سيف فينيتاس، وغرزه بصخرة الفرتاس بعد أن يقتل به الوحش الأسطوري.

كانت إيزابيل تعرض على فريدي تقنية جديدة بمبارزة السيف، تعلمتها في أثناء قراءاتها أحد الكتب الموجودة بمكتبة القلعة، بينما هو كان يطالع حركاتها الرشيقة، ويتأمل ملامحها التي تجعله في حَيْرَة من أمره، كيف تجتمع الشخصيتان، فتاة رقيقة المشاعر ودافئة... وبالوقت ذاته شخصية قوية لا تخضع، وخلال تفحصه لها غرق في أفكاره، متى سيتقدم إليها، لم يتبق أمامه غير اليوم، ربما يحدث شيء غير متوقع بالمعركة، ويخشى أنه لن يستطيع حتى يعترف لها بحبه، على نحو لائق، فلقد تيقن من حبه لها، وبمجرد رؤيته لابتسامتها الساحرة، أيقن بأنه حزم قراره، تحسس جيب سترته ليتقن من وجود الخاتم الذي صنعه لها، فقد كان طلب من لوتيسكا أن تحضره بالمواصفات التي يريدها، منذ الأسبوع الماضي.

لاحظت إيزابيل شرود فريدي، فسارت باتجاهه ثم وضعت السيف بجانبها، وجلست بجانب فريدي، وابتسمت له قائلة:
- ما الذي يشغل بالك إلى هذا الحد... فريدي؟
قال:
- أفكر بكِ يا عزيزتي...

توسعت عيناها، وأردفت بنبرة سخرية:
- عزيزتي!
_أليس هذا الأمر جديداً عليك، يبدوا أن جانباً آخر لديك سيظهر الآن.

فألقت نَّظْرَة خاطفة إليه لتجده محدقاً بها، احتلت حبات التعرق جبهته، وبأنفاس متقطعة يخالطها الشعور بالرهبة والتوتر والقلق، التف ليوجه نداؤوه نحو عينيها، حيث جلس على ركبتيه، وأخرج خاتماً من سترته، كان الخاتم مصنوعاً من الذهب الخالص، يتوسطه زهرة أمارلس والتي هي محاطة بسائل يحفظها داخل مربع من الذهب أيضاً، منقوش عليه الأحرف الأولى من أسمائهم بالداخل.

نظرت إليه إيزابيل، تستوعب ما يقوم به، ثم أردف قائلا بنبرة مهتزة ومتحمسة بالوقت ذاته:
- لقد ترددت كثيرا يا إيزابيل، قبل أن أقوم بهذا الأمر، لكني أخشى أن يحدث أي شيء غير متوقع، دون أن أظفر باعترافي، لحبك والذي بدأ بالإعجاب بكِ، منذ خمس سنوات، وتنامى هنا بالإمبراطورية الخضراء، لقد تيقنت من حبي إليكِ، وباستحالة قضاء أيامي، بدونك.... أرجوكِ.... اقبلي بهذا القلب، الذي بات في سبات طويل، فأنا لطالما كنت رجلاً منطقيا، ولكني للمرة الأولى سأثق بقلبي، قلبي الذي لا يمكن أن ينبض لغيرك....

تنهد قليلا، وأخذ يحدق بعينها، ويتفرس ملامحها وهو يتحرى من ردة فعلها، قائلا:
_أعرف أنك لا تثقي بحديث هذا، الذي كان مثل الكهف في برودته، ولكن عليكِ ذلك يا من أنارت في روحي كل ما كان مظلماً، لذا أنا أتقدم إليكِ يا آنسة إيزابيل.... هل يمكنكِ أن تقبلي كشريك لكِ؟.

صخرة الفِرتاس. ✓Where stories live. Discover now