١٧_《حِصّار مرَهونْ》

405 76 39
                                    

كان الذعر والقلق وعدم الفهم يسيطر على فريدي وإيزابيل، من هذا الرجل البربري، ولما السيوف موجهة نحو فريدي.

دلف الرجل ذو الأعين المتباينة، يأخذ بعض الخطوات باتجاه إيزابيل، كانت في ذروة خوفها وجسدها يرتجف بأكمله، ولكنها كعادتها كانت تحاول التماسك، فقام فريدي بالتحرك للأمام هو الآخر، ليقف بجانب إيزابيل، خوفا من أن تتعرض لأي أذى، فمنعه المسلحون مجددا، وقام أحدهم بعقد ذراعي فريدي إلى الخلف وإمساك رأسه من الخلف أيضًا وإجباره على الركوع، فقامت إيزابيل بإطلاق صرخة تردف باسمه، ثم رفعت سيفها، التي لم تدرك أنه لا يزال بيدها، أمام وجه البربري وبنبرة جادة، أردفت:

- من أنتم؟

لم يجبها أي من المسلحين، حين كان البربري ينظر لها بحيرة، أحقاً لا تتعرف إليه؟ لم ينبس أي ممن حولها ببنت شفة، فأردفت قائلة:
-هل أكلت الهررة، ألسنتكم؟
- إذا لم تتركوا السيد فريديك الآن، سيفي سيستأنف عمله المعتاد، بغرزه بعنق زعيمكم!

انطلقت ضحكة هيستيرية من البربري، وأنزل السيف من على عنقه بيده، وأردف قائلا على نحو ساخر:
- زعيمة... ألا زلتِ تفضلين المزاح؟

فورا أدرك فريدي وإيزابيل، أن من يتحدث الآن.... أحد المتمردين أو ربما قد يكون الزعيم ذاته!.

فقامت إيزابيل بإنزال سيفها جانبها، وأردفت بنبرة مهتزة، وهي تحك خلف عنقها بظهر يديها، قائلة:
- نعم... أجل... حسناً، أعتقد ذلك.

تعجب المتمردون من ردة فعلها ونبرتها غير الواثقة، ثم أردف أحد المسلحين المحاصرين لفريدي، قائلاً:
- ما الذي يجب علينا أن نفعله معه... نقتله هنا .... ننحر عنقه أم نكتفي بإنهاء حياته، شنقاً؟

بالطبع لم تكن هذه بعبارات من شأنها أن تسعد فريدي، لقد زادته قلقا، ثم عصفت العديد من الأفكار بخاطره، هل هي نهايته؟ هل إذا قتل هنا بهذا العالم، سيختفي من عالمه الحقيقي؟

أجابتهم إيزابيل بنبرة جادة، وهي تحاول تصنع القوة والسلطة:
- بلى، أجلبه معنا

فأردف مسلح:
- أعتقد أن مجيئه ليس آمنا لنا، حتى وإن تركنا أطرافه غير سليمة وقطعنا لسانه، لقد كان يرفع سيفه بوجه الزعيمة، لا نضمن أمننا بوجود دخيل معنا.

في تلك الأثناء، كان البربري يحدق بإيزابيل، يشعر بأن هناك شيئاً مختلفاً، ربما بسبب قربه منها، لم ير إلا إيزابيلا القوية، التي لا تعرف الرحمة، فقرر أن يعرف خطتها القادمة، فأمر أحد الحراس بنبرة جادة، وعلى نحو آمر، أردف:
- ألم تسمعوا الزعيمة، قالت أجلبه معنا!.

فقام الحارس بإنزال جزعه، واضعا قبضة يديه على كتفه الأيسر وأردف:

- أعتذر... أمرك، سيد تايجون.

صخرة الفِرتاس. ✓Where stories live. Discover now