صخرة الفِرتاس. ✓

٧_《مُنافِسٌ》

في اليوم التالي، وبعد غروب الشمس مباشرة، قرر فريدي أن يذهب إلى قصر عائلة إيكارد، ليتحدث إلى إيزابيلا عن أمر الخِطْبَة، فبعد تحيره بالأمس، أدرك الحل الأمثل، ثم أن عائلة إيكارد لن تجد غرابة في زيارته، فهو خطيبها، لذا لا مشكلة.

أخذ إحدى العربات التي تُجَرّ عن طريق الخيول، وبالرغم من صعوبة الأمر في البداية، ولكنه بعد بضع دقائق استطاع أن يتمكن من القيادة، وخلال ساعة كان قد وصل إلى القصر الفاخر لعائلة إيكارد حيث المساحة الخضراء الشاسعة، فإنها أكبر عائلة بالإمبراطورية، لذا تمتلك معظم الأراضي والحقول.

ترجل من العربة، وسار نحو البوابة، ثم أدخله أحد حراس القصر بعد إبلاغ السيد أرون بالأمر، الذي يكون مالك القصر ووالد إيزابيلا، قد كان أمرهم بإيصال فريدي إلى غرفة مكتبه، إلى أن يقابله شخصياً.

بمجرد أن وطأت قدمه حجرة المكتب، أدرك أن مكتب صاحب القصر، لا يقل فخامة عن قصره، بدا على الحجرة، الثراء بكل إنش بها من حيث الأثاث والكتب والدفاتر العملاقة.

خلال تأمله الغرفة، سقطت عيناه على إدوارد، فأصبح فريدي، فاغر الفم مما يرى، كان إدوارد يجلس بكل استقامة وطريقة حديثه رزينة، فارتسمت ابتسامة على شفاه فريدي، على حين غرة... حيث تذكر شخصية إدوارد بعالمه الحقيقي، فأنتبه له إدوارد، واعتدل بجلسته ليقف ويرحب بفريدي، حيث صافحه، وأردف قائلاً:
- فريديك، كيف حالك الآن؟ هل أنت بخير؟

أجابه فريدي إلى الفور إنه بخير، ثم شعر بوجود شخص ثالث، يراقبهما... كان شاباً بنفس عمره، الذي كانت هيبته بالغة التأثير حتى على شخص متحجر كفريدي، كان يملك عيوناً حادة، زيتونية وبشرة سمراء صافية، اتسقت مع شعره البني الناري، الذي كان أملساً وممشطاً إلى الوراء، يلامس شحمة أذنه، ومما زاده هيبة، أنفه المستقيم الممتد قليلاً وجبهته العالية التي لا يعلوها أي تغضن.

نظر الاثنان إلى بعضهما البعض، فكانت هناك نظرات حادة مصدرها هذا الشاب، أما فريدي، كانت نظراته تظهر حيرته مما يشعر به، مع أنّ فريدي لا يهتم بردة أفعال الآخرين، لكنه شعر بذلك، فأردف بخاطره:
- يا إلهي، لما أشعر بالبرودة... هذا الشاب ينظر لي وكأن ثأره، سيدركه مني!.

شعر إدوارد بالجو الدرامي بينهما، فحاول أن يخفف من حدة الوضع، فحمحم قائلاً:
- حسناً، يا فريديك سأعرفك ب "أدريان والتر إيكارد"، ابن عمي الأكبر ومدعاة فخر عائلة إيكارد جميعها.