"ليلة مليئة بالمرح"

61 6 1
                                    

        عادا الى منزلها بكل حماس، جلسا امام الباب ليستطيعا رؤية النجوم والتحدث بنفس الوقت، وقال سيلفر:«اذن، كيف كانت ايامك في ذلك القصر، وهل سيدفعون لك؟» قال كارا:«كانت ايامي كالمعتاد، تنظيف وترتيب ومساعدة الاميرة، اما بالنسبة لراتبي، فطبعا سوف يدفعون لي، ماذا تتوقع؟» قال:« حسنا، لقد رأيت حذاء جميلا اريد شراءه، لهذا سألت عن الراتب» قالت:«حسنا، سوف اشتريه لك المرة القادمة، لانك لم تقم بمشاكل في غيابي، ولانك بدأت تنضج» قال:«انضج؟ ماذا تقصدين؟ انا ناضج منذ ولادتي» لقد ضحكت كارا من كلام اخيها وقالت:«بالنسبة لي انت ستبقى صغيرا، لا اريد منك ان تكبر» وضحكا معا، في ذلك الحين ذهب كوكو لينام من اجل ان يستيقظ مبكرا ويقوم بصياح النهوض غدا كعادته، اما كارا وسيلفر فقد بقيا يسهران حتى وقت متأخر من الليل، لقد نسيا امر الطعام وكل شيء، كل مايهمهما هو استغلال الوقت قبل عودة كارا الى القصر.

        في صباح يوم الغد، استيقظ كوكو اولا وبدأ يصيح صياح النهوض لكي يستيقظ كلٌ من كارا وسيلفر، لكنهما يبدوان متعبين، لايستطيعان النهوض، ذلك بسبب سهرهما ليلة امس، لكنهما يريان ان الامر يستحق. بقي كوكو يصيح منتظرًا احدهما ان يصحو لكن لا فائدة، ثم انزعج سيلفر وصرخ في وجه كوكو:«كوكو! توقف عن هذا ألا ترى اننا لا نستطيع الاستيقاظ!؟ نحن متعبان جدا» كانت كارا مستلقية وضحكت على اخيها الذي لايزال يكلم الحيوانات، ثم قالت له:«بصراخك هذا ايقظتني، لا تصرخ في وجهه انه مجرد حيوان، لايمكنه فهمك، كما ان هذا عمله وهو محق في ايقاضنا، لايمكننا البقاء نائمين طوال اليوم» قال سيلفر:«انا اسف يا كوكو، لن اعيدها مرة اخرى، ولكي تسامحني سأحضر لك الحليب، حسنا؟» ابتسمت كارا ثم جلست ووضعت يدها على رأس سيلفر وقالت:«ألم اقل انه لايفهمك؟ ان تصرفاتك طفولية حقا» قال:«مهلا انا لست طفلا!» ضحكت كارا ثم بعدها سيلفر، ثم بعد وهلة قال سيلفر:«صحيح يا أختي، ألم تخبري الاميرة عن...؟» قالت:«اوه.. لا ليس بعد، اشعر بالتوتر كلما احاول اخبارها، مع انني اعرف ان الاميرة كاثرينا متفهمة وعاقلة، لكني اتوتر فجأة، ربما لان هذا موضوع واضح كيف ستكون نهايته، لكنني على الاقل استطعت ان اخبر احدا» قال:«حقا! من؟» قالت:«الآنسة كوزيت خادمة الامير ايدوارد، انها صديقتي يمكنها مساعدتي على الاعتراف له» قال:«حسنا ان هذا انجاز، هل يمكننا الاحتفال؟» ضحكت كارا وقالت:«لا ليس بعد، كما انني افكر في الاستسلام، من المستحيل ان يحبني شخص عظيم كالامير» قال:«لماذا؟ انت جميلة وطيبة ومهذبة لما قد لا يقع بحبك» قالت:«ربما لانني افتقر الى الذكاء، ان كنت سأتزوجه فهذا يعني انني سأصبح ملكة عن قريب، ويجب على الملكة ان تكون ذكية لتستطيع حماية مملكتها» قال:«انت ذكية! ومسؤولة ايضا يمكنك فعلها لا تستسلمي!» قالت:«شكرا اخي اقدر محاولتك في تشجيعي» ثم وقفت واكملت كلامها:«لنذهب ونحضر الحليب، اريد رؤية عمي بائع الحليب لم اره منذ زمن» قال:«اجل يجب ان احضر الحليب لكوكو ليسامحني» ثم اسرع وخرج من المنزل وصرخت كارا:«سيلفر ألم اقل انه لا يفهمك!؟ انتظرني!» وراحت تجري وراءه.

         وصلا الى السوق، ثم ذهب سيلفر اولا الى بائع الحليب وقال:«عمي، اريد لترا من الحليب، انه ضروري» ثم اتت كارا وقالت:«مرحبا يا عمي، لم ارك منذ وقت طويل، كيف حالك؟» ضحك وقال:«مرحبا يا كارا، اهلا بعودتك، انا بخير، ماذا عنك؟ لقد عرفت انك عدتي عندما رأيت سيلفر متحمسا» ضحكت وقالت:«انا بخير ايضا، اريد فقط ان اخبرك، شكرا لاعتناك بأخي عند غيابي، انت شخص طيب حقا يا عمي» قال:«لا تشكريني يا كارا، انتما بمثابة اولادي، ان هذا واجب الاب» ثم قال سيلفر:« اين لتر الحليب!؟» قال:«صبرا يا سيلفر، لما انت متسرع؟» تنهدت كارا وقالت:«يعتقد ان كوكو لن يسامحه على صراخه في وجهه ان لم يحضر له الحليب» ضحك بائع الحليب وقال لسيلفر:«عمرك 16، لكنك تتصرف كطفل في الخامسة» قال:«لست طفلا! انا رجل بالغ!» قالت كارا:«بالغ؟ حسنا انت رجل بالغ بعقل فتى صغير» قال:« توقفا عن التنمر علي هذه طبيعتي» ثم ضحكت كارا وبائع الحليب ايضا، واعطاه لتر الحليب ورجعا الى المنزل.

        تناولا فطورهما، وارتاح سيلفر لان كوكو سامحه، ثم بقيا يستغلان بقية اليوم في الضحك والحديث، انهما يتميزان بالاخوة، اخوان رائعان حقا، عكس ايدوارد وكاثرينا فهما لا يتفقان منذ الصغر، لكن هذا لايعني انهما لا يحبان بعضهما او لا يشتاقان لبعضهما البعض، ان قوة الاخوّة دائما موجودة بين الاخوة، حتى لو انها لا تظهر لكنها موجودة في قلوبهم.

~نهاية الفصل الثاني~
       

كنز العائلة الملكيةWhere stories live. Discover now