"مكان الكنز، اقناع الامير وانتقام الاميرة"

16 4 1
                                    

        بقي سيلفر وكارا ينتظران الاميرة، لكنها لم تعد ولم يسمعا منها اي صوت، فقرر سيلفر ان يتبعها فحملته اخته بصعوبة ودخل النافذة وبقيت كارا وحدها.

        لم يستطع سيلفر رؤية شيء، كان الظلام دامسًا، فصرخ قائلا:«يا اميرة، اين انتِ؟» قالت:«لا تصرخ انت تخيفني» كان صوتها قريبا من سيلفر فمشى قليلا حتى اصتدم بها فصرخت، سمعت كارا صوتها وشعرت بالخوف، قال سيلفر:«يا اميرة هذا انا سيلفر، لا تخافي انا معك» امسكت يديه وقالت:«شكرا، كيف لنا ان نبحث عن الكنز ونحن لا نرى شيئا؟» قال:«المكان هنا غريب، ظلام، رمل كثير على الارض» قالت:«اشعر ان المكان مألوف» قال:«حقا؟ حسنا، كارا!» قالت:«امم نعم» قال:«المكان هنا مظلم، احضري لنا شيئا ننير به الطريق» قالت:«حسنا» رأت شمعة فوق الطاولة، فحملتها واشعلتها بحجرتين موجودتين في ذلك القبو، احضرت كرسيًّا ووضعته امام الرف ثم وضعت الشمعة فوقه، وارادت الصعود لكن لم تستطع، فانزلت بضع كتب ووضعت قدمها مكانها، فاستطاعت الصعود، حملت الشمعة، واخرجت رأسها ويدها واعطتها لسيلفر بدون ان تطفئها، ثم قال لها:«انزلي» قالت:«حسنا» نزلت لكنها سقطت، ثم رفعت رأسها فتجد الاميرة بين يدي اخيها، قال:«اختي هل انت بخير؟» قالت:«اممم اجل» فتحت الاميرة عينيها فوجدت كارا وقالت:«شكرا لانك احضرت الشمعة لقد كنت خائفة» قالت:«العفو يا سمو الاميرة، ان هذا المكان غريب» فوقفت وتابعوا المشي حتى وجدوا بابًا من حديد، حاول سيلفر فتحه لكنه لم يستطع، قالت كارا:«انه محكم، ولا يوجد مكان لادخال المفتاح فيه، هذا يعني انه لا يحتاج مفتاحا» قالت الاميرة:«كيف لنا ان نفتحه؟» قال سيلفر:«ربما هو باب سحري، قد نحتاج كلمة سر او شيء من هذا القبيل» قالت كارا:«باب سحري....مرآة سحرية، ربما نحتاج المرآة لفتحه» قالت الاميرة:«لم نحضرها معنا» قالت كارا:«حسنا اذن لنعد في الغد ومعنا المرآة، لقد تأخر الوقت من اجل تناول الغداء لابد انهم قلقون علينا، وايضا نحن متعبون وحالتنا مزرية» قالت الاميرة:«حسنا، لابأس» فعادوا ادراجهم، وجعلوا كل شيء كما كان، وقد خاب امل الاميرة لانها لم ترى الكنز اليوم، لكنها كانت متحمسة من اجل يوم الغد.

        غيروا ملابسهم، وذهبوا لطاولة الغداء فوجدوا الجميع ينتظرونهم، قال الامير:«اين كنتم؟ لقد غبتم لوقت طويل» قال سيلفر:«كانت اختي والاميرة يجولان في المكان، ان زخرفة القصر جميلة حقا» قال الملك:«اوه اجل لقد تم اختيار فنانين مشهورين من اجل زخرفة جدران قصري، يبدو انك تمتلك ذوقا رفيعا في الفن يا سيلفر» قالت الاميرة بصوت خافت لسيلفر:«اجل انه كذلك هذا واضح جدا» ضحك كل منهما بدون ان ينتبه احد، ثم جلس الجميع وبدؤوا بتناول طعامهم.

        هذه المرة بعد ان انتهوا من تناول الطعام بقي سيلفر مع سيده لكي يحاول اقناعه بما يسمى بمفهومه معنى الأخوّة، لينفذ وصية الملكة، فجلس معه بالغرفة وقال:«يا سمو الامير، هل تكره اختك؟» قال:«ولما قد لا اكرهها؟ انها تحب استفزازي، وتغار مني لانني ولي العهد» قال:«ربما، لكن قد تكون هذه طريقتها لاظهار حبها لك» قال بسخرية:«اختي تحبني؟ ان هذا من المستحيلات، حتى لو كانت تحبني سأبقى اكرهها» قال:«يا سمو الامير، ألا تشعر بالذنب لقولك هذا؟» قال:«لما قد اشعر بالذنب؟» قال:«هل حقا لو كانت تحبك ستبقى تكرهها؟» قال:«اجل، لان اختي ستبقى اختي ولن تتغير طبيعتها، ستزعجني سواء كانت تحبني او لا» قال:«انت قلتها بنفسك، اختك ستبقى اختك، ومن واجبك حمايتها والاعتناء بها وان تحبها، لقد فقدت والدك، أتريد ان تفقد اختك ايضا؟» قال:«لكنها لا تحبني» قال:«لا، انها تحبك، لقد قالت ذلك بنفسها» قال:«حقا؟» هز رأسه وقال:«لما لا تعطيها فرصة لتثبت هذا؟» قال:«حسنا، بما انني لن اخسر شيئا» ابتسم سيلفر قائلا:«رائع».

        كانت كارا في ذلك الوقت تساعد سيدتها على وضع قناع لحماية بشرتها من حرارة الصحراء، بعدها انتهت وبقيت كاثرينا متجمدة في مكانها ليجف القناع، فسمعت كارا طرق الباب وفتحته، انها الاميرة مونيكا، انحنت وقالت:«سمو الاميرة مونيكا، هل تحتاجين شيئا؟» قالت:«لا فقط انا اريد التكلم مع الاميرة كاثرينا» رفعت كارا رأسها وقالت:«سمو الاميرة كاثرينا مشغولة حاليا، من فضلك عودي لاحقًا» قالت:«مهلا ايتها الخادمة، اتريدين ان اخبر ابي عن حقيقتك؟» قالت:«اي حقيقة؟» قالت:«انت ليس مستشارة الامير أليس كذلك؟» قالت الاميرة كاثرينا:«دعيها تدخل يا كارا» ففسحت الطريق لها ودخلت ثم قالت:«انظروا من يضع قناعًا ليحافظ على بشرته البيضاء» قالت:«انا لا اريد بشرة سمراء مثلك، اريد ان احافظ على جمالي» قالت:«أتقصدين انني لست جميلة؟» قالت:«انا لم اقل هذا، ان فهمك لكلامي بهذه الطريقة يجعلك غبية يا سمو الاميرة مونيكا، من الافضل ان تتخلصي من غبائك، امي لا تريد احفادًا اغبياء» قالت:«كيف تجرئين؟» قالت:«ما الذي تريد التكلم عنه معي؟» تنهدت بغضب وقالت:«لا شيء» قالت:«اذن اخرجي من غرفتي، انت تجيدين تضييع الوقت» بقيت صامتة ثم وقفت وخرجت بغضب، اغلقت كارا باب الغرفة وقالت:«نلت منها يا سمو الاميرة، ان انتقامك رائع» قالت الاميرة:«اود ان اضحك ضحكة الانتصار لكن القناع يمنعنيييي» ضحكت كارا وقالت:«لا بأس انها غلطتها، لقد اتت بوقت غير مناسب» قالت:«نعم معك حق».

~نهاية الفصل الثاني والعشرين~


كنز العائلة الملكيةWhere stories live. Discover now