"سيلفر والامير ايدوارد"

17 4 1
                                    

        بعدها، استيقظت كوزيت وارتدت ملابسها واتجهت مباشرة لغرفة كارا، عندما وصلت دخلت لكنها لم تجد كارا فلم تهتم، ثم حاولت ان توقظ سيلفر:«سيلفر، استيقظ، سيلفر!» قال:«ماذا هناك؟ لا يزال الوقت مبكرًا على المغادرة» قالت:«لا انا اريدك ان تذهب معي الى الامير ايدوارد، هيا» اعتدل وجلس ثم قال:«مهلا ألم تقل اختي الا نذهب؟» قالت:«اعلم هيا تحرك الآن» قال:«ولكن مهلا...» امسكت يده واخرجته من الغرفة، ثم تبعها الى جناح الامير، لم تكن بيده حيلة.

        في طريقهما التقيا بالسيد الدوق كاميليون دورين، بعينيه الحادتين السوداويتين، وقد كان طويل القامة ومستقيمًا، ويبدو في الخمسين من عمره، همست كوزيت والقلق ينتابها:«انه الدوق، يا شقي عليك ان تكون محترمًا وان تتصرف وكأنك من هنا، لا تتسبب في احراجي» ثم ناداها باسمها، أتت إليه ثم انحنت وقالت:«نعم يا سيدي الدوق» قال:«من الذي معك؟» قالت:«سيدي الدوق سوف اقوم باخراجه لا تقلق» قال:«سألتك من هو» شعرت بالتوتر وقالت:«انه...شقيق احد خادمات القصر، اتى ليطمئن على اخته، اعذره هو لا يعرف قوانين القصر» قال:«حسنا» ثم نظر الى سيلفر نظرة حادة، شعر سيلفر بالتوتر، تجاهل نظراته ولم يقل شيئًا، قال:«انت من كان مع ابنتي امس؟» قال:«اجل، كيف عرفت؟» قال:«اخبرتني ابنتي عنك امس» قال:«اها، حسنا» ثم ذهب، ارتاح الاثنين عندما تركهما الدوق، قال سيلفر:«كاد قلبي ان يخرج من فمي عندما نظر الي، لقد خفت كثيرًا، انه يشبه الاسد» قالت:«هممم يبدو لقبا مناسبا، من الآن فصاعدا سألقّبه باسد القصر» قال:«ليس وقت المزاح هيا لنذهب»

        ان الدوق يتصف بالعزم والشدة والنظام، لكن نقطة ضعفه هي ابنته كانون، هي لاتزال فتاة صغيرة وهي مغرورة وعصبية بعض الشيء، لكنها تريد ان تكون مثل والدها، انه مثَلها الاعلى، اما امها الكونتيسا مارينا، هي لا تظهر كثيرًا في القصر، كما انها قامت بالكثير من المشاكل واحيانا يفكر الدوق بان يطلّقها لكنه خائف على ابنته فهي تحب امها ولا تريد مفارقتها. معروف ان عائلة دورين عائلة الدوق هي اغرب عائلة في القصر.

        وصلت كوزيت مع سيلفر لغرفة الامير ودخلت مباشرة وفتحت النافذة وصرخت بسعادة:«استيقظ يا سمو الامير، انه الصباح ولديك ضيف!» نهض ثم قال:«صباح الخير، من تقصدين؟» قالت:«انظر، انه الشقي سيلفر، الذي لفت انتباهك» نظر اليه سيلفر نظرة غريبة يبدو عليها الحزن قليلا، قال:«صباح الخير يا سمو الامير» قال:«صباح الخير، لما انت هنا؟» قالت:«انا احضرته الى هنا من اجلك» قال:«وما الذي سوف افعله به؟» قالت:«تكلم معه، هو سوف يغادر اليوم لذا استغل الفرصة قبل ذهابه» قال:«حسنا اجلس» جلس سيلفر على سرير الامير، تنهد الامير ثم قال:«أتعرف لما جذبت انتباهي؟» قال:«ألأنني اعرف كيف اتصرف مع اختي وانني اعرف معنى الاخوّة؟» قال:«لا، بل لانك جريئ وقد تصرفت على طبيعتك امامي، هذا لا يحصل الا نادرًا» قال:«حقّا؟ انت شخص مغرور ظننتك تعلمت الدرس مني» قالت كوزيت:«يا سمو الامير هو لا يقصد ذلك حقا انا اعتذر بدلا منه... قطع كلامها:«لا هو يقصد ذلك» قال:«معك حق انا اقصده، وانا اكره الاشخاص امثالك، لا اعرف كيف وقعت اختي بحب... اغلقت كوزيت فمه، كانت ستقول شيئا لكن الامير قال:«اختك؟ تلك الخادمة واقعة بحبي؟ هي لا تستحقني وانا اشعر بالاشمئزاز عندما أراها» عضّ سيلفر يد كوزيت وصرخ في وجهه:«ان تلك الخادمة افضل منك باضعاف، هي متواضعة وطيبة وجميلة ومسؤولة وتفكر قبل ان تتكلم عكسك تمامًا، هي ليست من لا تستحقك، انت الذي لا يستحقها!» قالت كوزيت:«آسفة يا سمو الامير لكنه محق، لا تحكم على شخص انت لا تعرفه جيدا، انها صديقتي منذ زمن وهي كما قال الشقي» قال:«كيف تجرآن على قول هذا؟ حرّاااس» قالت كوزيت:«مهلا يا سمو الامير لقد تسرعت...» دخل الحراس وامسكوا بهما، قال سيلفر للامير بصوت خافت قبل ان يأخذوه:«انت لست رجلًا» ثم خرجوا من الغرفة.

~نهاية الفصل العاشر~

كنز العائلة الملكيةWhere stories live. Discover now