{طلَـب -شوكـولا حُلـوَة.}

1.1K 108 128
                                    


┓━━━━♔━━━━┏

-21-

[أنا لا أكتفي بالأجزاءِ الصغيرة، بل أرضى حين أحتلُّ المكان كُلّه.]

┛━━━━♔━━━━┗

.

.

.

┓♠━━━━━━━⚜━━━━━━♠┏

تمايلت الستائر الخفيفةُ بوهنٍ وحذر، كما لو أنها لا تنوي جذبَ الأنظار إليها في تلك اللحظة. تمرُّ نسماتٌ مُتسللةٌ بفضول لتحضُرَ المشهد، وقد بدا أن الجُدران الساكنة تُنصِت هي الآخرى أيضًا. ليلٌ عميق يُغطي سماءَ لندن، والأجواءُ العليلةُ تصنعُ من حدائقِ قصرِ كيم متوهجةً بالأنوار والسِحر.

ظهرَ المنظر عبر تلك النافذة الواسعة التي تعكس وهجَ ألوانٍ خافتة، تُقابِل رواقًا يلمعُ بالذهبِ فخورًا وقصرًا صامتًا يغرق في أركانه الساكنة والبعيدة. تلك النافذة من بين الآلاف في قصر كيم كانت مفتوحةً على وسعها، تُدخِلُ رائحة العُشبِ في أُمسيةٍ صيفية، وعلى إطارها الفاخِر.. وقفَ ظِلٌ بِخفة.

هيئةٌ رشيقة وخفيفة تعتليها، يُرفرف طرفَ سترةٍ حالكة تُغلفها فيما تستندُ أصابعٌ هادئة فوقها. صمتٌ ثقيل، أنفاسٌ خافتة وقناعٌ ميت وجامد، يُحدق ساكنًا في عيونٍ ينبثقُ العدمُ والظلام منهما، كقُطعةٍ فحمٍ لا تحترق ولا تلمع.

كانا المُقنع.. وسيده.

ذو وجهِ الأرنب يبدو مستعدًّا للقفزِ راحلًا عبر النافذة، لكنه كان ينتظر آخر كلمات كحيلِ الرموش، وريثِ العائلة الذي يقف كنصبٍ تاريخي عريق لا يُهدم. إنه يُنصت بحرصٍ وصمت عميقين فيما كان جسده يقطعُ سبيل نورِ الحديقة إلى ذلك الوجه الأثري كأنتيكةٍ لم يملكها أحد يومًا. كان الوريث تايهيونغ يحبِسُ ظلام المجرّة في عينيه الواسعتين، يحتكِرُ الأسود وغموضه في تلك العيون التي تُحدق في فُتحتي القناع مُباشرة.

شفتَا الأرنب مطبوقتين بسكونٍ كدُميةٍ لا تعرِف الحراك سوى بأمرٍ من مالِكها، وخصلاته القصيرةُ تتمايل بوهنٍ مع النسمات التي تراقبهما بحذر، تعبُر لتتجرأ بالعبث بخيوطٍ ملتوية مُدججةِ السواد تُنثرُ حولَ وجهِ الشامخ. 

كانت فقط إيماءة واحدة وصغيرة من رأسه بخفوت، يفعلها كملكٍ اعتادَ أن يكون رأسه عاليًا، وتعبيره ساكن كما لو أن ذلك الوجه مصنوعٌ من فخارٍ بارد، وعلى الفور.. قامَ المُقنّع بانحنائةٍ من رأسه، يرفعُ يدًا ليضعها فوق قلبه بسلام، كأنه استقبلَ أمرًا بالانصراف وسيُلبيه حالًا. تلك العيون المنبثقةُ من الفضاءِ الكوني تتبعُ حركات تابِعِه كما لو أنه شديدُ التركيز فيه حتى آخر لحظةٍ قام بها بالالتفات.. وينسلُ جسده الخفيف بسهولةٍ وخِفة عبر النافذة.

صـــه || HUSHWhere stories live. Discover now