{ رَقصَـة - الـرَجُل المُقنَـع. }

6.9K 480 401
                                    

تقدمي بثباتٍ رجاءً..

يرجو إظهار التذكرة ليتم ختمها، جاري التحقق من الاسم..

رقم المقعد مسجلٌ في ذيلِ التذكرة.

استمتعي بالعرض رجاءً، إنه على وشك البدأ.

-----------------------------------

-1-

" عينيكِ فِتنة خطيرة يا آنسة. "

--------------------------------------

.

.

.

( العاصمة لندن / ربيعُ عام 1961م ).

تجلِس باستقامة، رافعةً صدرها بكبرياء وهالة من الانوثة تحيطُ بتلك التي اتخذت من الغرور صِفةً لهيئتها.

جزءٌ من ظلام الغرفة قشَعه ضوءُ شمعةٍ صغيرة كانت موقدة بالقرب من الفتاة أعلى الطاولة الخشبية المزخرفة.. فتُضيء قليلاً من المكان حولها، كانت تستقر وسط غرفة مجهولةِ الملامح كونها لم تأخذ قبساً من نورها فبقيت مُغطاةً في الظلام.

الكرسي العتيق كان مسكناً لجسد الفتاة التي تجلس بكُل هدوء كما لو إنها لوحةُ جامِدة، دون حركةٍ تماماً.

شعرها الداكن امتزج مع الظلام حولها فبرزَ وجهها المُضيء بفعل وهجِ الشمعة الباهت، ينزلق لأسفل مغطياً عنقها ومفترشاً ظهرها فيخفي فُتحة الفستان التي أظهرت بشرتها بوفرةٍ هُناك لذا أعتلاه كما لو إنه يغار من إظهارِ فِتنة جمالها.

ما من خُصلات متمردة تزعجها فغُرّتها مرفوعةٌ الى الأعلى حيث تُشكِّل تسريحة لطيفة وهادئة أظهرت جبهتها ووجهها الذي بدى إنه خالٍ من العيوب.

خالٍ من الاخطاء تماماً كدليلٍ على مقدرة الرب على خلقِ ملامحٍ مثالية لهذه الدرجة، كأن الجمال أودعَ علاماته عند تلك التي تُمثّله بجدارة فتنازلت الانوثة عن اسمها لها.

رونقٌ صغير وإشراقة خامدة سكنت حدقتيها ذوات اللون البندقي والرموش الكثيفة المُكحلة بالسواد، أنفٌ صغير وشفتين ممتلئتين مغمستين بلونِ الزهر الذي بدى باهتاً في قحطِ الضوء ذاك.

صـــه || HUSHWhere stories live. Discover now