{ المَاضي - سِـرٌ مَكنون. }

2.6K 256 116
                                    

------------------------------------------

-7-

- حذاري آنسة ايميليا.. أنتِ كتابٌ مفتوح أمامي.

------------------------------------------

.

.

.

.

.

.

ظلامٌ غطى أُفق السماء الليلية، ونُثِرت النجوم الساطعة لتُزينها.. فقد غابت شمسُ اليوم الرابع بالنسبة لايميليا التي قضتهم في قصر عائلة كيم المُبجلة، ولم يزُرها النومُ بعد..
ليس والكثير من التساؤلات الفضولية تُزعجها.

هذه المرة قررت قضاء بعض الوقت في مشغلها الخاص، فهي لم تنتهي بعد من ترتيب كُل حاجياتها في تلك المساحة.. ولا زال هنالك عِدة صناديق تعُج باختراعاتها ومُخططاتها تملأ رُكناً صغيراً من الغُرفة.

كان الصوتُ الوحيد الذي يرتفع بين كُل ثانيةٍ وأُخرى هو صوتُ خطواتها التي تجيء وتذهب على الأرضية اللامعة، تنتقل هُنا وهُناك لتختار الأماكن الفُضلى لأغراضها فورما تنتشلها من الصندوق.

كان الهدوء يعُم المكان، والممر المُنار بأضواءٍ ذهبية خارج الغُرفة خالٍ حتى من الخدم.. مما يجعلها هذا الوحيدة التي تتواجد هُناك، فهي لا تخاف الخلوة والوحدة.. بالإضافة الى أن نورَ المشغل وافِر.

بصمتٍ تُنظّم حاجياتها وتعابيرها ساكنة تُخبِرُك انها غارقة في التفكير.. فحتى تحرُكاتها بطيئة وتبدو كما لو أنها منوّمة، رُغم محاولاتها المُتكررة لالقاءِ تركيزٍ أكبر على ما تفعله.. ولكنها لا تنفك تسترجع كُل شيء عاشته حتى الآن في قصر عائلة كيم.

لا تزال بعيدةً كُل البعد عن امكانية شعورها بالراحة في هذا المكان.. بالإضافة الى أن بعض الاشارات والأقوال الغريبة التي تصدُر من الأشخاص الذين يعيشون هنا لا تتسبب إلا بتوليد المزيد من الأسئلة في رأسها.

لمرةٍ أُخرى هزت ايميليا رأسها لتحاول الأستيقاظ من شرودها.. ووجدت نفسها تنحني لصندوقٍ يقبع على الأرض أمامها.. فمدت احدى يديها لتنتشل ما بقيّ هُناك.

ما قبع بيدها نجح في اخراجها من بحرِ تساؤلاتها.. ولكن فقط ليرميها في آخر يفيضُ بالذكريات.

رمشت بعينيها.. وتسلل الحُزن كضيفٍ غير مرغوبٍ فيه لقلبها حين رأت صندوقاً صغيراً في يدها.. وراح الأسى يرسم ملامحه على وجهها لتُظهِر ذلك الضعف الذي لم يخرج للعلن مرةً أبداً.

صـــه || HUSHWhere stories live. Discover now