{ ذاتَ الحُسن - سِـرُّ الليدي. }

2.3K 227 598
                                    

-----------------------

-12-

" أنا أقرأُ القلوب. "

-----------------------

.

.

تنهدت إيميليا في محاولةٍ منها للبقاءِ هادئة، ثم رفعت إحدى يديها لتدفع بخُصلةٍ بُندقيةِ اللون إلى الخلف فتنسدل مع الأُخريات. غطّى شعرُها ظهرها حتى نهايته، أما خُصلاته الأمامية فكانت مرفوعة بدبوسِ شعرٍ أصفر لامع حتى لا تُزعج ناظريها، وليبرز هذا أيضًا من وجهها وعينيها أكثر.

لائمَ دبوسُ الشعر الجميل اللون الأصفر الخافت لثوبِ إيميليا البسيط والهادئ. كانَ يُغطي صدرها وكتفيها قماشٌ أبيض خفيف ومُزخرّف بنعومة، ثم يُغطي جسدها اللون الأصفر حتى نهاية قدميها. تميّزت التنورة بقوامها الخفيف الذي يتحرك مع كُل نسمة، وبريقُ الكريستالات الصغيرة المنثورة على كُمّيه رائع.

كالعادة اكتفت بأسوارةٍ ذهبية ناعمة لتُزيّن معصمها، وقلادة شقيقتها الي كانت صغيرة لتُلاحَظ، ولم تضع الكثير من الألوان في وجهها أيضًا، فبدت كزهرةٍ ربيعية نضرة. كانت إيميليا تسيرُ في الممرات اللامعة لقصرِ عائلة كيم، متوجّهةً إلى حيثُ يُمكنها الترحيب بالليدي.

كان اليوم الجديد الذي وُلِدَ حديثًا يحمل معه خبرَ وصولِ الليدي جانين إلى العاصمة لندن، وبكُل تأكيد قررت المبيت في قصرِ الإيرلين مُتجاهلةً أملاكها فائقة الجمال فقط لتتمكن من مُقابلة الفتاة التي حلّت ضيفة في القصر المُقفل، وهذا ما جعلَ إيميليا متوترة بعضَ الشيء.

من جديد أخذت إيميليا نفسًا عميقًا، ونظرت إلى آنا التي تسيرُ أمامها لتدُّلها على الطريق، فيما تسمع خطواتَ هيلدا خلفها. لقد كانتا مُتحمستين جدًا منذ بزوغِ الفجر وهُناك ابتسامتين لطيفتين على وجههما، كما أنهما تبدوان مشرقتين. ضمّت إيميليا يديها معًا وحافظت على خطواتها الهادئة ووجها الجاد، والتفتت تنظُر إلى النوافذ الكبيرة في الممر عندما سطعت أشعة الشمس على وجهها جاذبةً انتباهها.

حدقت أولًا بالحديقة ذات اللون الأخضر النضر، ثم رفعت ناظريها نحو السماء الزرقاء الصافية. أي نوعٍ من الأشخاص هي الليدي جانين؟ بل أي نوعٍ من النساءِ هي؟ تتساءلُ إن كانت لطيفة لدرجةِ أن تُحبها الخادمتين لهذه الدرجة. ألن تكون إذن غامضة وغريبة الأطوار كالإيرلين؟ أيًا كان، ستتمنى فقط أن وجودها سيُشغِل الجميع كفاية حتى لا يعلم أحد بما حصلَ أمس. 

عند ذكرِ الأمر، عقدت إيميليا حاجبيها مُنزعجة من الغصة التي تكوّمت فجأة في حُنجرتها، لكنها حاولت تمالك نفسها سريعًا لكيلا يظهرَ شيءٌ من التعابير التي قد تفضح مشاعرها على وجهها. أنها تتذكر الحادثة جيدًا، وهي تعلم تمامًا ما رأته عيناها كما أنها حلُمَت بكابوسٍ مُزعجٍ أمس لا تتذكر تفاصيله بسببِ ذلك الشيء.

صـــه || HUSHWhere stories live. Discover now