{الشـروق-ما يقبـعُ في القلـوب.}

1.4K 115 132
                                    

━━━♔━━━

-28-

[لو بقيتِ تنظرين إلى ما يجعلكِ تتعثرين فستفقدين لذة النظر إلى الأمام.]

━━━♔━━━

.

.

.

┓♠━━━━━⚜━━━━━♠┏

تمايل القماش الأبيض للستارتين الخفيفتين بهداوةٍ مع أنفاس الفجرِ الباردة، وانزلقت خُصلةٌ حُلوة من العسل بعيدًا عن البركتين الفاتحتين الّتين اتسعتا حتى بانَت حدودُ قُرصيهما المتفاجئين. هالةٌ من ازرقاقِ ساعات اليوم الأولى تلوّن ملكية كيم على وسعها، ورائحة الحديقة الرطبة تملأ المشهد الذي حلّ فيه صمتٌ عميق، وبطلته في الأعلى تقف وكأنها تعلمّت للتو فنّ التحوّل إلى لوحةٍ ساكنة على الجدار.

ها هي ذا، إيميليا التي كانت منغمسة في شؤونها ورغبتها بالاستمتاع بلحظاتٍ هادئة تنظرُ إلى الأسفل من شرفتها الصغيرة بوجهٍ لا يبدو عليه أي نوعٍ من المتعة أبدًا، لأن تعابيرها تجمدت بعد أن طُرِدت منها بسمتها وزارتها مفاجأة غير متوقعة، النبيل الذي سمِع تحيّتها الطفولية وظنّها موجهةً له هو! يا للإحراج!

ظنّت أنها لم تعُد تسمع أنفاسها للحظة عندما رأت تلك العيون الداكنة تنظرُ فيها ببساطة، عيونٌ من الحجر الأسود الذي يتمسّك بظلمته مهما لمّعته. كان الإيرل جونغكوك أسفل شرفتها بقليل، لا تعلم من أين ظهر فجأة ولكنها بكل تأكيد لم تشعر به ولم تسمع حتى شيئًا يُنذرها بأنه كان هناك. تواجد قماشٌ خفيف من الستان كلونِ خفاشٍ حالك ليُغطي جسده، حتى تطريزه اليدوي الملكي اختفى تحت وطأة هذا اللون المميز، ولكنه برز في المقابل بشرة هذا الحنطاوي الضخم.

إنه ينظرُ نحوها ببرودٍ معتاد في ذلك الوجه الهادئ من فوق كتفه، فكما يبدو أنه توقف والتفت قليلًا ليجد الشخص الذي تجرأ على تحيته بتلك الطريقة للتو، وهذا ما جعل الآنسة ترى تلك الأكتاف قلاعًا مظلمة ومخيفة أمامها حين زارتها لحظة الإدراك الخطيرة في رأسها.

أيها الكون هل تكرهني؟! لمَ عليه أن يكون هو؟!

كانت على وشك أن تتحول إلى هلامٍ حين اضطرت ان تُمسك بحافةِ شرفتها الحجرية وكأنها تشعر أن هنالك حرارة في وجهها على غفلة، فهي لم تقُم أبدا بالقيام بشيء مُحرج كهذا من قبل والآن.. حتمًا كان سهلًا على خديها أن يتوردا أسرع تحت تأثير النسمات الباردة ووقعِ خافقها المُباغَت بظهوره. رفّ جفناها للحظة وكأنها أدركت أن حلقها جف وبدت سخيفة كطفلة شاردة تُحدق فيه، فانسابت خصلاته القصيرة بلونٍ غرابي داكن فوك حاجبه بخفة حين تحرك رأسه ببطءٍ وخفوت ليميل جانبًا، وعلى الفور يصيبُ جسد إيميليا بقشعريرة مدّت أطرافها كأصابع باردة فوق جلدها، فمن الواضح أنه طلب للتو عن تفسيرٍ يُخبره كيف لها أن تنعته باللطيف؟

صـــه || HUSHDär berättelser lever. Upptäck nu