{خطـوة -غُــرابٌ داكِــن.}

1.1K 124 131
                                    



┓━━━━♔━━━━┏

-22-

[ما رأيكِ بلُعبة؟]

┛━━━━♔━━━━┗

.

.

.

┓♠━━━━━━━⚜━━━━━━♠┏

كانت كؤوسُ العسلِ في عدستيها تترقرق بهدوءٍ فيما هي تجوّلهما بحرصٍ حولها، تؤكُِّد لنفسها أنها ستحفظ الطريق بسهولةٍ منذ أول مرةٍ تخوضُ فيه. كانت خُطاها تأخذها أمامَ النوافذ الزجاجيةِ الواسعة التي تبدو ككريستالٍ جليدي يلمع، يرسُم سجاداتٍ ذهبية وافرة من الشمس على الأرضيةِ التي خاضَ فيها ظلُّ الآنسة.

 لمعت اللوحات الثمينة المؤطرة بالذهب مفتخرةً بأصالةِ ألوانها الزيتية في وضحِ ضوءِ النهار، وبدت الأروقة تتنفّسُ بحيويةٍ من جديد بعد إنجلاءِ الليل. كان قصرُ كيم يشهُد إحدى أيام الصيفِ الجديدة والمنعشة ويتحرّك سُكّانه مُبكرًا في الأرجاء، فمع كُلِّ ساعةٍ تنقضي كان موعد الحفلةِ الصيفية وعرضُ الإيرلين في العاصمةِ الانكلترية يقترب.

نسماتُ الحدائق الوفيرة حول الجدرانِ الأنتيكية تتجوّل دومًا بين المنعطفاتِ والأروقة، تجعلُ إيميليا تتساءلُ أحيانًا عمّا إذا كانت إحدى تلك اللفحاتِ هي في الحقيقةِ أنفاسُ القصر، شهيقه فورَ مرورِ نسماتٍ منعشة، وزفيره عندَ شعورها بلفحاتٍ دافئة. ربما كانت فكرة غريبة.. لكنها استبعدت أن يكون أيّ شيءٍ الآن غريبًا لهذا المكان، لأنه يبدو وكأنه يحمل لافتة (الغموض) كتاجٍ فوق مدخله العظيم.

توهجت خصلاتها المنسدلة بلونِ العسلِ بالليمون المنعش كلّما مرّت عبر نافذةٍ تُحييها الشمسُ فيها لتُقبِّل رأسها، ثم ينطفئ بهدوءٍ في الظلِ الخافت للأعمدةِ الرخامية التي تصادفها. وقعُ خطواتها في الحقيقةِ لم يكُن وحيدًا، فعلى الأرضية اللامعة مشى زوجين من الأحذية، أحدهما لإيميليا التي اختارتهُ ناعمًا بلونِ الزهرِ الوردي، والآخر ينتمي لزيٍّ رسمي يتشاركه الخدم هنا.

ذات الخصلات المشتعلة التي تجمعُها في كُرةٍ زغبية فوق رأسها، آنا التي تحبِسُ هدوءَ موجِ البحر في كرتَي عينيها الزجاجيتين، كانت تتقدّمها بعِدة خطواتٍ صغيرة وحسب، تقودها بين الأبواب العديدة نحو واحدٍ حددتاه هدفًا منذ البداية. كانت الخادمة تسيرُ بحذر في تنورتها السوداء الطويلة، وخُطاها واثقةٌ في التقدُّم نحو وجهتها، عكس الآنسة التي تتبعها في الخلف.

صـــه || HUSHDonde viven las historias. Descúbrelo ahora