الفصل الرابع

225 23 10
                                    

كان الصباح كئيبا ، استيقظت ورأسي كاد ان ينفجر من شدة الصداع ، كنت بحال سيئة حين نهضت متجهة للحمام ، غسلت وجهي ورتبت شعري ثم خرجت من غرفتي ، كانت والدتي تعد الطعام وهي تبتسم بينما تتحدث في الهاتف ، كان الوقت متأخراً ، تعجبت كيف استيقظت بالساعة الحادية عشر ، نظرت ل ايما التي دخلت عائدة من السوق وقلت
- يبدو انني تأخرت في الاستيقاظ
ابتسمت ايما وهتفت
- لا بأس اذهبي وارتدي ثيابك ، سنذهب للقصر
نظرت لها وقلت ساخرة
- القصر مجدداً ؟ آلن نستقر يوماً واحد في منزلنا ؟
نظرت لي امي وأغلقت الهاتف قائلة :
- اذهبي واستعدي سأخرج
- امي لا اريد ...
قاطعتني وقالت
- قلت استعدي .
تنهدت وذهبت بحنق لغرفتي ، ارتديت ملابسي ولملمت شعري ثم وبكل برود خرجت فوجدت الجميع ينتظرني ، صعدت السيارة اتأفف ، كنت حزينة جداً ، لست بمزاج جيد لأخرج من غرفتي ولا بمزاج لأري أحداً ، حتي نفسي في المراة كنت احاول تجنب رؤيتها .
وصلت والدتي للقصر ، كان مرتباً جدا وكأن بالأمس لم تكن تجتاحه حفلة ، مثلي تماما فقد كنت هادئة جداً حين رأيت كارولوس يقف قرب جيم الذي كان يسكب العصير ويشرب بشراهة ، كانت سويت جالسة تداعب جرواً صغيرا وماكس كان يتحدث مع العم جان وأيضا سيسيليا وجوليانا كانتا تحضران الطاولة ، لا ادري كيف سأدخل ولا اعرف كيف أسألهم عن حالهم وكان الامر يهمني ؟ لا ادري كيف اجيب "بخير "ان سألني احد عن حالي ولا اعرف لما بدأت اشعر بانني اريد البكاء حين نظر كارولوس الي
- أهلا يا رفاق
قالت ايما اما انا فاكتفيت بتحية باليد وابتسامة
حياها جميعهم ، نظر لي ماكس وقال فوراً
- تعالي ايفا ، العم جان كان يتحدث عنكِ قبل قليل
كنت ابتسم بتوتر وأنا اقترب لأسلم علي العم جان ، كان كارولوس قريباً وكان قلبي يخفق بشدة، اشعر بالألم وبأن هذا القلب خائن لي ، فلم يَخذلني قلبي وحسب بل خذَلني الوقت وخذلتنا الحياة وخذلني ظرف الوداع نَفسه ، كان أقل من حجم محبتي ؛ كَان باهتآ لا أستحقه
- إذن ايفا عزيزتي هل ارتحت بالأمس من توعكك ؟
قالت جوليانا بينما تقترب ، شعرت بانقباض قلبي ، كان هذا الالم يتفاقم فتركت حقيبتي وقلت بينما اتحاشي النظر اليها
- ن نعم ارتحت .
نظر لي جيم وقال
- ما بك ايفا ؟
تحدث كارولوس نيابة عني
- شعرت بتوعك لذا أعدتها للمنزل
ابتسمت بخفة ووافقته الرأي ، قالت امي
- لقد نامت حتي الحادية عشر ظهرا
ضحكت سيسيليا
- يا لها من كسولة
- لست كسولة لقد تعبت من الحفل
نظر لي ماكس وقال
- ولكننا لم نرقص حتي !
ابتسمت بخجل وقلت له
- ولكنني في النهاية لن ارقص معك !!
كان حديثنا متجانسا ، وكان كارولوس يبتعد عنا متجها ليلتقط زهرة في الحديقة ، كانت سويت جالسة وحدها لا تشاركنا الحديث ، نظرت لها فوجدتها شاردة وهاهو ... يجلس قربها مع تلك الزهرة البنفسجية ، نظرت له وقالت شيئا بحزن ، تنهد ، هذا ما بدا عليه ثم احاط وجنتيها بكف يده وقال شيئا جعلها تبتسم بخفة
كان الامر يخنقني ، يجعلني غير قادرة علي ان أتكلم ولا ان انظر لشيء اخر غيرهما
ابتسمت الخالة نيكول ثم قالت
- حسنا سأخبر الخادمة ان تجلب الطعام
لم يهم الطعام ، لقد كنت اراقبهما حتي انني لم استطيع ان أتجاهل وجوده هنا معها وهو يحتضن وجهها بتلك الطريقة
ان هذا المكان خانق ، وأنا هنا اشعر بانني فارغة كتلك الزجاجة التي شربها جيم علي الطرف المقابل ، انا هنا اموت ببطء شديد ..
- سويت ، كارولوس تعاليا الي هنا
قال العم جان ، ابتسمت سويت ونهضت ، نظر كارولوس لنا ثم نهض ايضا قائلا بسخرية
- أهناك شيء مهم ام ككل مرة ؟
قال العم جان
- بالطبع الطعام جاهز
صدر من كارولوس صوت سخرية من كلام العم جان ، تنهدت وقلت بابتسامة
- عمي جان هل اجلب لك كرسياً ؟
أومأ العم فاتجهت للحديقة الخلفية لأجلب الكرسي ، ابتسمت بعد ان نجحت خطتي لابتعد عنهم كي آخذ نفساً عميقاً وأبداً ، ولكنني لم استطيع ان ابداً ، ان كل الطرق تتوقف عند هذه النقطة وأنا ... اختنق كثيرا هنا وأريد البكاء
جلستُ قليلا وأغمضت عيناي وبدات أتنفس بهدوء
احاول الشهيق ثم الزفير ، بدأت اشعر بتحسن ملحوظ قبل ان يأتيني ذاك الصوت مجدداً ككابوس مرعب :
- هل تستحضرين الكرسي ام ماذا ؟
فزعت حينما رأيت كارولوس ، آخر رجل توقعت ان أراه ، نظرت له بهلع وقلت فوراً
- كنت احاول ان اهدأ فقط !
نظر لي ثم قال
- ومن ماذا ستهدأين
كنت سأقول منك ، من شعوري السيء حيالك وألم قلبي ولكنني قلت فقط بنبرة هادئة جداً
- من قلة النوم ، لم انم ليلة البارحة جيداً
- وهل للأمر علاقة بالحفل؟
قال ثم جلس ، نظرت له مطولا بعد ان توقف قلبي عن النبض لدقائق قبل ان اتساءل ( هل أخبرته جوليانا ؟ ماكس ؟)
لوهلة شككت بالجميع وكأنني لم اعد اثق حتي بصديقي المقرب
- في الواقع اجل ، هناك صلة صغيرة بالحفل ... لقد شعرت بالتعب بسبب الملابس والكعب العالـ .....
نظر لي ثم قال فورا. قبل ان ينهض
- لا تطيلي البقاء هنا ، لقد أرسلني جان لأتفقد ما ان كنتِ تستطيعين حمل كرسيٍّ وحدك ، ويبدو انك بصحة مئة حصان لفعل ذلك
قال ذلك وذهب ...
تركني في حالة ذهول غريبة ، انه نفس الشعور يتكرر ، تلك المرارة التي تبقي عالقة في حلقي وفي عقلي وفي قلبي ، مثل ان يعطيك احد شعاع امل فتسبق اللام الميم فجاة دون سابق إنذار .
نظرت للكرسي ثم وقفت وحملته ببرود ، آه يا ايفا حتي الهدوء والراحة لم تعرفيها معه ، اتمني فقط ان لا أراه ، ان يغادر حتي تستطيعين نسيانه
قلت في نفسي واتجهت لهم ، وضعت الكرسي بهدوء قبل ان يشكرني العم جان ، تقدم مني ماكس وقال
- اريد ان اتحدث معك بعد قليل علي انفراد
رسمت ابتسامة هادئة واومات ثم جلست بين سيسيليا و ايما ، حاولت ان اكون طبيعية ، فقط حتي يمضي الوقت ، حتي تنتهي هذه الساعات .
- إذن عزيزتي جوليانا وعزيزي جيم متي ستحددان العرس؟
قالت امي فابتسم جيم وقال
- بالطبع لن يطول الامر شهراً آخراً
ابتسم الكل بسعادة ، حتي انا ابتسمت وقلت بحماس
- يا الهي كم ان هذا مذهل !
ضحك وقال بينما يغمز لجوليانا
- سوف نجعله زفافاً أسطورياً
ضحكت الخالة نيكول
- وانت عزيزي كارولوس متي سيكون زواجك من سويت؟
نظر لسويت ثم قال ببرود
- بالتأكد في نفس اليوم مع جيم
هذه المرة ، لم تكن المزحة مضحكة ابداً ، بل ان قلبي بدا يعتصرني وبدا يخنقني بطرق متوحشة ، كانه يصرخ ( لما لا توقفي هذا الحب ؟ لما انا أتعذب هنا ) !
ابتسمت هذه المرة ايما وقالت
- ستكون الفرحة فرحتين
ابتسمت سيسيليا وضحكت بعد ان قال ماكس
- حسنا بقيت انا فقط يا رفاق ، من الأفضل ان تجدو لي عروساً والا فسأشعر بالغيرة!
ضحكت سيسيليا وجوليانا بشدة فقال العم جان فوراً
- حسنا هناك آلاف الفتيات الآتي سيبتهجن من الزواج بك !
ابتسم ثم قال موجهاً أنظاره لشقيقتي ايما
- ولكنني اريد واحدةً مميزة ... مثل الملاك البرئ
اتسعت ابتسامتي واختلست نظرةً الي ايما ثم ركلتها أسفل الطاولة ابتسمت هي الأخرى وردت لي الركلة ، سعيدة جداً بان ماكس بدا يراها ، علي الأقل ان لم اسعد انا في قصتي فأتمني ان تسعد شقيقتي بحياتها .
قال كارولوس بعد ان انتهي
- لدي بعض الأعمال في المكتب ، يجب ان اذهب
لم يكترث بل ذهب فوراً ، لحقت به سويت حالما نهض ، تنهدت ثم أكملت طعامي بهدوء
لم يمضي وقت طويل حتي وقف ماكس وناداني
تنهدت وأنا انهض من الطاولة مستأذنةً اياهم الذهاب ، نظر لي ماكس حين اقتربت منه وقال
- يجب ان نتحدث
نظرت له وقلت بانزعاج
- حسنا حسنا سنتحدث ما بك مستعجل هكذا ؟
نظر لي وابتسم
- هيي لا تنزعجي!
نظرت له ثم ابتسمت بحنق
- إذن ماذا تريد ؟
ابتسم وقال : ليس هنا لندخل
زفرت بانزعاج وذهبت مع ماكس الذي كان يضحك علي ملامحي ، في الحقيقة ورغم انزعاجي الزائف الا انني كنت متشوقة لأسمع ما سيقوله ، لربما سيقول لي اشياءً عن شقيقتي ! وها انا اتوجه الي القصر رفقته ، دخلت للقصر نظرت ليداي اللتان كانتا متسختان فقلت فوراً
- اريد الحمام سريعا وسأعود
- حسنا لا تتاخري
توجهت سريعا للطابق العلوي حيث الحمام ، ففاجأني صوت سويت الذي كان يبدو واضحا ،كأنها كانت تقول بنبرة باكية
- ولكن الي متي ؟ الي متي سأعيش مجرورة مع جوليانا؟ لما انا مقيدة معها وكأنني ليس من حقي ان افرح وأحدد يوماً مناسبا لي ؟ بربك لما لا نخرج ولا نتصرف بما يقوم به كل حبيبان لما !
صوت كارولوس ، كان يقترب فحاولت الهرب ولكن يبدو انه لم يكن يقترب مني ، بل منها .
- سويت ، انت تعرفين مسبقا من هو انا ، وكيف احب ان أعيش ، ورغم علمك بكل شيء الا انك اردتِ وبشدة الزواج بي .
اتسعت حدقتاي، هل هي من طلبت الزواج منه ؟ هل سويت من قامت بذلك ؟؟ بدا الدوار يفتك بي قبل ان تقول هي
- كارولوس ، انا احبك ‏رغم انني أعرف ! واعرف انك تغيرت..أصبحت أكثر برودا من ذي قبل، تشعر بالملل من المُحادثات الطويلة، لا تطيق التحدث في الهاتف، لا تعبر عما تشعر به لأي شخص مهما كنت غاضب ، أصبحت أكثر قساوةً ، وتفكر كثيرًا قبل إتخاذ قرار واحد، لقد تحولت إلى كتلة جليد تعيش دونَ أي هدف او غاية
- إذن لما أردتي الزواج بي ؟
‏قال ذلك بنبرة ساخرة ، يحيّرُني هذا الرجل بلامبالاته التي لا يكون هناك تفسير مباشر لها ، لقد جرحها وهذا واضح ، ان تعيش المراة مع رجل لا يجد هناك فرق في وجودها وغيابها هو الجحيم بذاته ، لكم يؤذيني ما تشعر به سويت ، خلت يوماً انها صارت سعيدة معه ، ولكنني انا التي ظننت انني الأكثر بؤسا الان شكرت الله لانني لم اكن في مكانها وإلا ل انهارت أعصابي حتماً
تنهدت وابتعدت عن المكان لادخل للحمام بهدوء ، ان سويت من تعلق نفسها به ، هو ليس مصمماً كثيرا علي الزواج بها ، تنهدت وفكرت لما يتصرف هكذا ؟ لما ياخذ حياته علي محمل السخرية ؟ لما يتصرف بتهور وعدم مسؤولية ؟ انه زواج ولطالما كنت اقدس الزواج وأقول انه اكبر قرار يجب علي المرء ان يفكر فيه مرارا حتي لا يندم فلماذا لا يهتم هو كثيرا بهذا الشيء ؟ ، خرجت بعد ان غسلت وجهي واتجهت للأسفل حيث ماكس وقلت فوراً بعد ان لاحظت انزعاجه من تاخرى :
- اعتذر اعتذر لقد تأخرت فعلا
نظر لي ثم قال
- حسنا ليس مهما الان
ابتسمت وقلت
- إذن ما الامر المشوق الذي تريد اخباري به ، ماكس؟
نظر الي لاشئ ثم أعاد بصره لي وقال متنهداً
- نظراتك .
عقدت حاجبي وقلت
- ماذا ؟ نظراتي ؟ وما بها نظراتي !
قال بانزعاج وهو ينظر لي :
- اشك في ان كارولوس لاحظ امرك يا فتاة مابك لا تتوقفين عن النظر اليه هكذا ؟
- ببساطة لانها تحبني .
استدرت لأنظر لذاك الصوت الذي اتي خلفي ، لذاك الصوت الذي تجسد في شكل اخر رجل تمنيته ان يكون ، كان يبتسم بسخرية ، عيناه كانتا لا تحملان شيئا وذلك اللاشيء اخافني كثيرا ، "الرفض الذي كنت اخشاه ، عدم الاكتراث لمشاعري وتجاهلها ، " ان كل تلك الأشياء جعلتني اخشي ان اعترف له بحبي ، وها هي الأشياء التي أخشاها تتجسد امامي باسوا طريقة ممكنة

________________

اهلين 😂🫶
رح كون منتظمة بالتنزيل شرط ان يكون التفاعل جيد ، اذا شفت تفاعل ضعيف ممكن اضطر انهي الرواية
تعليقاتكم مهمة جداً
ارجوكم علقو ع الشخصيات ورأيكم ب ايڤا وماهو افضل حل لحبها المستحيل هذا !؟؟

نيران من جليد | fires from iceWhere stories live. Discover now