الفصل الخامس عشر

204 21 11
                                    

- توقعت ذلك

قالت بينما تفتح الباب :
- سوف اتصل بماكس يجب ان اعود ، لا رغبة لي بليلة أخرى من الالم
نظر لها نظرة سوداوية ، ثم أشاح بنظره بعيدا وقال بحدة
- لم يجبرك احد علي فعل شيء ليلتها
تنهدت وأغلقت الباب قائلة بسخرية
- اجل لم يجبرني احد علي ذلك ؛ ولكنني كنت احبك للاسف

تنهد قليلاً ثم نظر لها ، اردفت فوراً :
- ولا اخجل من ذلك ، فانا لا اهرب من الحقائق ابداً وأواجه ذلك الان أمامك ، لأنني لن استمر في فعل تلك التراهات في النهاية ‏لن نبقى الشخص نفسه طيلة حياتنا
شغّل السيارة مرةً أخرى وعاد للقيادة في صمت جعلها تفقد صوابها ، كانت أعصابها مشحونة ، ورغم صعوبة ما قالته الا انه بدا كالثلج ، الثلج الذي لن يذوب ابداً .
رنّ هاتفها مقاطعاً تلك الطاقة الغريبة المشحونة بينهما ، كان ماكس ، تنهدت واجابت دون ان تبالي
- مرحبا ماكس
- اين انتي ايفا ؟!
لاحظت ان الاخر نظر لها بزاوية عينيه ، تنهدت واجابت
- أتسكع ، ماذا هناك ؟
زفر ماكس
- هل تختبرين صبري ؟ اخبريني اين انتي انني قادم اليك !
باغتته قائلة :
- لا تقلق اخذت سيارة اجرة فقط اريد ان تعطيني عنوان المنزل
- انا انتظرك إذن ، انه في القاطع الرابع من شارع سيفورا
أومأت وأغلقت الخط ، نظرت لكارولوس وقالت
- الشارع الرابع من قاطع سيفورا
- قاطع ماذا ؟
نظرت له وقالت بينما ترفع كتفيها
- هكذا قال لي ماكس
عقد الاخر حاجبيه ونظر للطريق ، رنّ هاتفه ايضا ، لمحت الشاشة ، انها سويت ، زوجته :
اغلق الخط ، نظرت له مطولا دون ان تقول شيئا ، وبعد ان أطالت النظر قالت
- لماذا لا تجيب ؟
- لأنني أقود .
زفرت وقالت
- ولكنك دوماً لا تجيب ، حتي حين كنا في السيارة ليلتها لم تجب علي اتصالات كثيرة ، ألا تحب ان تتحدث مع الناس؟
نظر لها وأوقف السيارة ، صمت قليلا ثم نظر اليها وتمتم
- لماذا تكثرين الأسئلة ؟
قلبت شفتيها وقالت
- لا انا اتعجب هذا ، ولكنك ... تبدو دائما لا تطيق البشر !
نظر لها وقال بابتسامة ساخرة
- ربما لانني لست بشرياً
نظرت له وقالت بابتسامة
- لن تخيفني بهذا !

تنهد ونظر في هاتفه مطولاً ، أعاد الاتصال بسويت التي أجابت
- كارولوس اين انت ؟ لقد قلقت عليك
- لا تقلقي ، سوف آتي قريبا
- حسنا إذن تصبح علي خير
اغلق الخط ورمي الهاتف في الخلف نظرت اليه ايفا وقالت :
- ظننت انك لا تطيق الحديث في الهاتف حينما تكون في السيارة
نظر لها قائلا بسخرية :
- ‏لن نبقى الشخص نفسه طيلة حياتنا
نظرت اليه ثم أشاحت بنظرها بعيداً ، حسنا انه يستخدم كلامها ويجعلها تفكر وهذا ما لا تريده انها تريد الحديث معه بطبيعية ، ان لا تحبه او تتأثر بوجوده ، وأنها تنجح في إظهار ذلك ولكنها تفشل في إقناع نفسها
- اجل لن نبقي ، سنتغير
- وهل تغيرتِ انتي ؟
فاجأها بسؤاله ظلت تحدق به لتستوعب ، فأومأت وكأنها تريد ان تثبت لنفسها ذلك اكثر مما تثبته له ، ابتسم ساخراً وقال
- اعتقد انكِ تكرهينني الان
- ‏ليس كُرها انه ندم، لقد وهبت شيئا حقيقياً كاملاً لشخص ليس حقيقي .

نيران من جليد | fires from iceUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum