الفصل السابع عشر

215 25 14
                                    

تنهدت بقلة حيلة ، قلت بهدوء
- لا ادرى انا لا اتذكر شيئا ، ولا افهم لما لا يمكنني تذكر ما تقولونه !
تنهد ماكس وقال
- ربما ليس كُلّ ما هو قابل للفهم مقبول فِي القلب ، لا ادرى لماذا تحبينه الي هذا الحد ؟ لا ادرى كيف يمكن للمرء ان يحب شخصا لا يحبه بهذا القدر..

نظرت له ، اغلقت عيناي وقلت
- ولكني لست احبه ، لقد شفيت منه من اجل نفسي حتي ولو لم اشفي تماماً الا انني احاول وهذا جيد
ربط لي ماكس الشاش وقال
- لقد كانت زوجته تنظر اليكِ ليلتها كالقاتلة، تهذين باسمه ، كأنه آخر رجل في هذا الكوكب ، الرجل الوحيد الذي تحبينه يا ايڤا لا يمكن ان يكون لك
نظرتُ له وقلت بحدة
- ولكنني اعلم ، لذا احاول ان اتجنبه
- أقول كلامي لانني اراك تغرقين اكثر
زفرت بقلة حيلة ونظرت له قليلا ثم اغلقت عيناي وسألت
- أكان كارولوس يحب ارينا ؟ لم اري في حياتي عينا كارولوس تعشق من قبل ..
تنهد ماكس وقال بأسى
- اجل ، لقد كان يحبها ، يحبها كالفِكرةِ الأولى كالأمل الاول بعد اليأس كالقبلة الاولي التي ما زالَ أثرها بياقة قميصه الابيض .
ابتسمت
- كنت اعرف كارولوس ، منذ وقت طويل ولم اكن اعرف انه احب امراة سابقا ، انا التي ظننت انني اعرفه ..
تنهدت واردفت
- ورغم ان هذا منذ وقت طويل الا انه تأكلني فكرة أنه احب امراة بمشاعر زرعتها انا في داخلي له اشعر الان كأنه كان يُطعمها فُتات قلبي رويداً رويداً وتشرب من بُكاء أيامي عليه . .
ضحك ماكس وقال
- تبدين سخيفة هكذا ، في النهاية هو ليس لكِ وليس لها
نظرتُ له ، وقلت مغلقةً عيناي
- يكفي ما حصل معي ، يجب ان استعيد نفسي ، لا آذري لماذا أهذي باسمه ليلتها ولكنني لا اتذكر شيئا الان غير انه نظر لي في الحديقة الخلفية ثم قال كلاماً غير مفهوم ، وبعد ذلك قال انني احبه ، وانني لن انساه في غصون يومان فهذا مستحيل ، وبعد ان فعل ذلك اقترب وقبـّلني ، اشعر الان بالألم ، لان ذلك كان كذباً

نظر لي ماكس بذهول دون ان يقول شيئا وفجأة تذكرت أمراً ، تلك الرسالة !
هرعت بسرعة الي حقيبتي لآخذ هاتفي ، وتحت نظرات ماكس المذهولة فتحت صندوق الرسايل املةً ان اجد شيئا حقيقياً هناك ، كنت ابحث كالمجنونة علي تلك الرسالة ولكنها .....
لم تكن موجودة ، ولوهلة بات كل شيء وهماً سخيفاً صدقته وحدي ، نظرتُ لماكس بأعين دامعة وقلت بنبرة باكية
- انه لا يأتي ... ولا يتركني يا ماكس ، اشعر بطيفه حولي ، اشعر به سيظهر الان من لا مكان كما يفعل حين ابتعد عنه ، يظهر لي ليثبت لقلبي انه خاسر علي الدوام

احتضنني ماكس ، طبطب علي رأسي وقبله ، تمتم بهدوء
- سيكون كل شيء بخير أعدك يا صغيرتي

اغلقت عيناي واحتضنته قائلة
- ماكس انا اريد ان اعطيك فرصة
نظر لي بعدم فهم فأمسكت يده وقلت
- ليس الان ولكنني سأحبك يوماً ما يا ماكس ، انا اؤمن بذلك
نظر لي ماكس مطولا ثم ابتسم ، قال بينما يضع رأسه بالقرب مني
- حتي ذلك اليوم .. ماذا سأفعل ؟
ابتسمت وقلت
- ستكون حبيبي ...

نيران من جليد | fires from iceWhere stories live. Discover now