الفصل العشرون

191 24 20
                                    

كنت انزف ، نظرت لكارولوس الذي كان متمسكا بي والذي قال بصوت حاد :
- تحملي حتى تصل الاسعاف الي هنا
ان المسافة بعيدة جداً ، حتى وان وصلت سأكون حينها لقيت حتفي ، ولكنني لسبب ما ،استجمعت قواي وصوتي بصعوبة وامتدت اناملي لتلامس وجهه ، قلت بصوت متعب
- ألست تريد اعترافاً ملقناً من القلب ؟...
سعلتُ بألم فازداد الالم اكثر في صدري قال كارلوس
- اصمتي، انتِ تقتلين نفسك اكثر هكذا !
تنهدت وقلت بينما اقترب منه
- لكنني يا كارلوس ... احبك اكثر من اي شيء في هذا العالم ، صدقني ان هذا  ليس اعتراف مهدر ، انها الحقيقة التي ولدت عليها والتي سأموت عليها كذلك .

ان الضباب بدأ يغشى علي بصري وفجأة شعرت برغبة في النوم ، تلك الرغبة المزيفة التي تتقمص شخصية الموت لتجذبني اكثر
وها انا . اغلقت عيناي دون ان آمل ان افتحهما مرةً أُخرى !

_____________________

الساعة 3:00 صباحاً .
كان كارولوس ينظر الي تلك الجثة الهامدة التي امامه، سيارة الاسعاف وصلت اخيراً ، ظل يناظرهم وهم يحملونها داخل السيارة ، وبدون ان يتفوه بشيء ، دخل وجلس قربها ، كانت ممدة ، الدم اخترق الضمادة التي وضعها عليها كإسعافٍ اولي ، لطالما كانت تنزف ولكن الان ، فاض نزيف روحها وخرج من جسدها علي هيئة هذه الدماء
رنّ هاتفه فتفاجأ بأنّ والدتها تتصل ، منذ متى تتصل والدتها به هو.؟
ظل يطالع الشاشة طويلاً حتى انتهت مدة الاتصال ، اتصل بعدها بجيم، مرة اثنان ثلاثة اربعة
لا يجب جيم ايضاً!
تنهد ثم نظر لسقف السيارة ، الاجهزة والممرضتان اللتان حاولتا اسعافها بتعقيم جرحها وايقاف النزيف مؤقتا
نظر الي هاتفه واخد ينظر الي سجل المكالمات ، فجأة وقعت عيناه علي اسم ماكس ، اتصل دون ان يفكر
- مرحبا
قالها ماكس بصوت نعس وفجأة لاحظ صوت صفارة الاسعاف من سماعة الهاتف
- ماذا هناك !!؟
- تكتم عن الامر ، وتعال الي مشفى جانديون

فزع ماكس وقال بنبرة مندهشة
- اخبرني ان الامر لا يخص ايڤا التي تحميها
اغلق كارولوس عينيه ثم اغلق الخط .
لم يكن ماكس بحال تسمح له بالخروج من الاساس ، لذلك جلس وسكب كأس ماء ليهدئ روعه ، رفع شعره ثم نهض محاولاً ان يرتدي ثيابه ، وبصعوبة كبيرة فعل ذلك ثم اتجه لسيارته

________________
كان كارولوس ينظر اليها ، شفتاها صارتا كالحبر الازرق ، وبشرتها شاحبة ، جعله ذلك يغلق عينيه ولكنّ طيفها ظل يحوم حوله ، انه ضميره ، ربما لازال لم يتجمد بعد

"- يجب على الأيام أن تتحرك بشكلٍ ما، عليها أن تتلاعب ببرودك، هذا الركود يُخرج الانسان عن طوره."

نيران من جليد | fires from iceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن