الفصل السابع

202 24 19
                                    

مضي أسبوعان ولم اخرج من المنزل ، انا اليوم اشعر بفراغ كبير ، كأي يوم مضي ، منذ ذلك اليوم حاولت ان انسي كارولوس ، او حتي ان اتناساه ، اتحاشي الحديث عنه وان لا اذهب الي هناك ، حتي اخبارهم لا اسمعها ولا اود ، بل حاولت ان اكون معزولة مع القليل من الأفلام والنوم والقصص ، لاشيء لا احد يجب ان يكون في حياتي فـمنذُ ذاك اليوم حين حاولت من اجله ، جعلني اشعر بانني لست سوى حشرة ، او اقل من ذلك فكلامه كان كالسهم الذي يخترقه ويخرج من الجهة الاخرى
" انظري فقط لمن ينظر اليكِ ، لا ترفعي عيناك لشيء ليس لكِ اتمني ان تفهمي ذلك جيداً "

لقد قالها بوضوح انه لا يراني ، انني لست سوى طائشة وساذجة ، لاشئ غير ذلك وها انا ذا كالغبية التي لا تسأم اشعر بانني صرت في مستوي اقل من سويت اذ ان سويت هي من ستكون زوجته ولكن انا ... من انا ؟ سألتُ نفسي
من انتي يا ايفا ؟
انتي فقط لا شيء ...

دخل ماكس جالباً الكثير من الأكياس ، قال بينما يضعها
- جلبت لك فستاناً مبهراً !
عقدتُ حاجيات وقلت
- فستان مبهر ؟ ما المناسبة ؟؟

نظر لي وقال بعدم تصديق
- ما المناسبة ؟ الا تعرفين المناسبة حقاً ؟
أومأت وقلت بعدم فهم
- اجل لا اعرفها
- انه زفاف كارولوس .

ضحكت ، قلت بنبرة مهتزة
- زفاف من ؟
قال بينما يجلس
- زفاف كارولوس بعد يومان فقط

كان كلامه اشبه بمزحة سخيفة جداً، حتي قلبي انقبض ، لا ادري لما شعرت بغصة في حلقي وأنا لا اصدق ما يقوله هذا المعتوه هنا ، قلت بابتسامة
- يومان ؟ أتمزح ماكس ؟
اجاب
- لقد كان سيعده مع جيم ولكن الاسبوع الماضي ، قررا هو وسويت التعجيل بموعد العرس ، يجب ان تكوني جاهزة ولا تثيري الشبهات .

نظرتُ متذكرةً بكاء سويت ورغبتها في اقامة حفل زفاف وحدها ، شعرت بانني سأفقد قواي قريبا ، ها هو رده ، رده هو الرفض ، الرفض القاطع لما قلت وها انا اشعر بالسوء لما قمت به ، تنهد ماكس ونهض تاركاً إياي في تلك الغرفة مع فستاني ... فستاني الذي سأرتديه يوم زفاف كارولوس .

____________________________________
14/9
حاولت ان انهض من فراشي هذا اليوم ، لكن قدماي لم تعد تحملانني ، يؤذيني هذا الحب ، كما ان قلبي مرهق من هذا ، لم اعرف ان كل هذه الأشياء السيئة قد تحصل في الحب ايضا !
بكيت هذا الصباح كأنه يوم توديع جنازته وليس يوم زفافه ، لا أبالي ففي كلاهما سأخسره للأبد .

كان الصداع يفتك بي ، وكلامه القاس يجعلني ازداد سوءاً لما اجلب هذا لنفسي لماذا ؟ لماذا انا هكذا ... لما لا أنساه !
لا اجد جوابا وها انا اقف والصداع يفتك بي ، امي وأيما في القصر سعيدتان بهذه المناسبة ، اشعر بانني لن اذهب ، وها قد بدأت افقد توازني من شدة الإرهاق والسهر وقلة الأكل ...
انه ليس اخر رجل
هذا ما سيقوله اي احد ولكنه اخر رجل ، انه حبي الوحيد ، لن اكون قادرة علي ان اتخطاه ابداً ، ولن احب بعده .
دلفت للحمام وألقيت بنفسي في حوض الاستحمام وأنا افتح الصنبور ، يوم الزفاف ... يوم الخسارة
يوم حزني ويوم التعاسة ، لماذا اختارها ؟ وما الشيء الذي يعجبه بها ؟ انا احبه أكثر دون ان اطلب الحب ، فلو قال لي ان اتزوجه غداً لن أتذمر مثلها وسأفعل ، انا لا احب رؤيته متعب كما انني احزن كثيرا لانه بارد هكذا ، انا التي تستحق وليست هي
تنهدت

نيران من جليد | fires from iceWhere stories live. Discover now