الفصل الثاني والعشرون

193 21 18
                                    


من البارت السابق :
________________
كان هناك رقم هاتفٍ اسفل البطاقة ، يريدني ان احادثه ، يقول انني احبه ! كيف احب احداً تكرهه امي ! ان كل من تكرهه امي تكرهه فكيف يقول اني احبه
انه كاذب !
قلت وكوّرت تلك الورقة ، انه يريد ايذائي ، وإلا ما كانت امّي تكرهه ، لماذا يريد ان يؤذنيِ! ماذا فعلت له !
آهٍ يا ايڤا كم انتِ حمقاء !
اخذت الورقة وفتحتها مجدداً وسجّلت الرقم بهاتف المشفي بتهور ، يجب ان اوقف هذا ، او ربما يجب ان ابدا ، اريد ان اعرف من هذا الرجل ، او ربما اريد ان انزع هذا الاسم من شفتي والدتي التي تنطقه بألم ، ودون ان افكر في شيء آخر اتصلت...
رنّ ...
كانت الرنّات في الهاتف ترجع صداها في معدتي ، ماذا أفعل بحق السماء ؟!
وقبل ان ادرك نفسي وأغلق الخط قبل ان يجيب ... أجاب .
صرخت به فوراً بغضب  :
- لماذا ارسلت الورود السخيفة هذه ! اخبرني ؟ لماذا ترسل تراهاتٍ مثل هذه البطاقة التافهة ، ابتعد عنّا ولا تؤذي امي ، ابتعد عن طريقها فهي تكرهك جداً !

- اوه.
هذا ما بدا منه ، تأوه صغير فقط ، لما لم يصرخ في وجهي ؟ بدأ الشعور بالخوف يتسلل داخل قلبي الصغير ، هذه المسافة التي يصمت فيها كأنه يضخ فيها الخوف والبرود اليّ ، صمت حلّ جعلني انظر الي سماعة الهاتف لأتأكد انّ الخط لازال مفتوحاً ، قلت مكررة
- وانا لن احب يوما شخصا مثلك ، فلقد دمرت حياتنا !
كنت اكرر ما قالت امي ، لعلّ هذا الشخص يبتعد عن طريقنا ويخلصنا من الألم ، لا ادري ما يحصل تماماً مع امي ولكن بدا لي انها تعاني منه

- هل تشوه صدركِ ؟
اتسعت عيناي صدمة وشعرت ان قلبي سقط بمعدتي ، لمستُ صدري لا ارادياً وقلت صارخة به :
- كيف تجرؤ ايها الوقح !
- لكنني متأكد من ان مشاعركِ حقا تشوهت ...
صوته أعرفه ! أعرفه ولكن ... من ؟
اعرف صوته واسمه ولكن لا اعرف من هوا ، مالذي جمعنا ، كيف تحدثنا وكيف هي مشاعري تجاه هذا الرجل الحقير ، قلت بصوت ثابت
- ارجوك ، لا ترسل الورود ، ولا تخرج في طريقنا ف امي تتألم بسببك انت .
كان يتحرك ، يمشي ... صوت خطواته في السماعة ، اجل هو يسكب شيئاً الان انا اسمع ذلك بوضوح ، اجل انه يحتسي شراباً ما ، تنهد وقال ساخراً :
- يجب على الأيام أن تتحرك بشكلٍ ما، عليها أن تتلاعب ببرودكِ ، هذا الركود يُخرج الانسان عن طوره.
___________________________
___________________________

كنتُ متسمرةً بعد هذه المكالمة ، اغلقت الخط فوراً والقيت بجسدي علي السرير محاولة ان اجمع انفاسي ، كلامه يجعلني اريد ان اتذكر وبشدة ، اغلقت عيناي ونمت ، نمت كأنني لا اريد التفكير في الامر مجدداً

—————————

استيقظت ايڤا صباحاً مع صداع في رأسها ، فتحت عيناها فوجدت الطبيب امامها , سألته بإعياء
- هل أتت امّي ؟
- الزيارة ممنوعةٌ الان ، يجب عليكِ ان ترتاحي
قالها ثم نظر ناحية النافذة
- ايڤا ، لو انّ والدتكِ ابتعدت لفترة ما عنكِ ، أهذا سيجعلكِ تشعرين بالحزن ؟
قال فنظرت له بتعجب
- ما هذا السؤال ايها الطبيب ؟
تنهد وقال :
- اسف ولكن يجب ان نبعد الأشخاص اللذين تتذكرينهم عن محيطك ، إنّ هذا لن يحفز دماغك علي تذكر شيء ، يجب ان تحاولي ان تستعيدي عافيتكِ في أقرب وقتٍ ممكن

نيران من جليد | fires from iceWhere stories live. Discover now