الفصل السادس عشر

224 21 27
                                    


جهزو انفسكم مع شاي او قهوة ترا البارت طويل وجميل ...
_________

دلفت الي الشقة مغلقةً  الباب ، هدوء كبير يخيم علي قلبي لم اعرف له سبب ، نظرت للمراة ولنفسي ولقلبي ، ابتسمت ابتسامة جافةً جداً وباهتة كأنني كنت ميتة ،لماذا كانت  معدتي تشتعل ويضطرب قلبي كلما لمحته
رغم انه بعيد كنجم قطبي ومستحيل بما يكفي لأن يذبل أي أمل و يصدأ أي طموح
- لأنه لطالما كان يوهمني بالحب
قلت ذلك وبدات أبرح الحائط ضرباً ، السرير والوسائد

لطالما كنت ساذجة ولكنني علي الأقل كنت احاول ان ابتعد ، وحين كنت ابتعد كان دوما يحوم حولي ، لست مذنبة انا متاكدة انني هذه المرة أقول شيئا حقيقيا
في النهاية انا اعلم انني لن اكون له ومع ذلك هو ... يظهر من لا مكان ، يتحدث معي رغم انه يعرف انني ابتعد عنه ، يستفزني ويثير جنوني بكلماته المبهمة ، ملامحه المموهة وتفاصيله التي ألاحظها وحدي ، أبدو كالمجنونة حين أقول هذا لأحد ، لان لن يصدقني اي شخص ان تكلمت

اغلقت عيناي بغضب عارم ، اغضب من نفسي لانني أسمح له بفعل ما يريد ، لانني اعطي فرص لحبٍ كهذا ، حب من طرف واحد
تنهدت ولملمت أشيائي وانا اطالع الساعة ، انها الخامسة فجراً ،  ضحكت ساخرة وانا ارتدي ثيابي العادية والملم فستاني وأغراضي ، مسحت المكياج من وجهي وربطت شعري وخرجت ... في النهاية لن اهرب من اي احد ، لن اكون ضعيفة لن اجعله يؤثر بي لن اصعد معه مجدداً حتي ولو كنت ازحف وقدماي مكسورتين
كنت امشي في الطريق ، حتي الشمس لم تشرق ، اشعر بالضعف لانني لم انم طيلة الليل ومع ذلك استحملت نفسي ووجدت سيارة اجرة بصعوبة ، وها انا ذا . متجهة الي منزلي ، مجدداً ولكن بقوة اكبر
________________________
-  الأفعال  التي تكون مبنية على تفاءل كبير دائما ماتكون خاطئة

- لست متفائلةً بشيء معك !
قالت بصوت مهتزْ ، نظر لها وتراجع قليلاً
- إذن لا تستغلي فرصـاً كهذه معي ، انك مع الشخص الخاطئ
كيف تفسر له انها لا تستغل شيئا ، كيف تخبره انها فقط ... فقط تعلن انتهاء حبها له ؟ كيف ؟ ً
لا طريقة ، اغلقت عيناها ورددت
- لست استغل شيئا ، إنها فقط راية انتهاء الحرب كارلوس
دخل ماكس عليها ونظر لها ، رمق كارولوس بحدة وقال
- ما بها ؟ ايڤا ماذا حصل معكِ ؟ ...
ابتسمتُ بسخرية وابتعدت ، يكفي ، هذا يكفي ، هذا القدر من الإهانات يكفي ، ان كان لا يبال بها فلماذا تراه دوماً لماذا يكون دائما معها في أوقات ضعفها ؟؟ لماذا يظهر من لا مكان حتي تراه وتضعف ؟؟
تركت كل شيء وذهبت ، كان ماكس ينادي عليها الا انها اغلقت الشقة وجلست تطالع اللا شيء بفتور ، ربما هو موقف واحد ، ثانية واحدة ، لحظة واحدة ويكون الإنسان مختلفاً عن ما كان عليه طيلة حياته

_________________

وصلت الي منزلها وطرقت الباب ، عيناها كانتا لا تحملان شيئا ، انهما كالبرد ، لقد نجح في اخماد نيرانها ، لطالما كانت تأمل ان تذيب جليده ولكـنه نجح في تحويلها الي جليد ..
فتحت ايما الباب بنظرات متعجبة ، فركت عيناها حين رأت ايڤا ، قالت بعدم تصديق
- هل انتي حقا هنا ؟
ابتسمت ودخلت ، وفجأة احتضنتها ايما وقالت بنبرة باكية
- لقد ظننت انني لن اراك ابداً !
تنهدت وقلت بصوت هادئ
- لست ساذجة كي لا اعود
ابتعدت عن حضنها ولمحت والدتها  التي استيقظت تواً ، كانت تنظر لها بعدم تصديق لتنهال عليها بالأحضان ، كانت ايفا تحتضن والدتها التي كانت تبكي
- انا لن ابتعد عنك مجدداً امي
قالت ايفا لتجيب والدتها
- انا اسفة ... كله بسببي
- ليس بسببك ، انتي لم تفعلي شيئا انه بسببي انا لذا انا اسفة امي
ابتسمت امها وأيما التي أعدت الغرفة لها ، احتضنتها امها وقالت
- حسنا تبدين كالزومبي يا ابنتي ماذا بكِ؟
تنهدت ايفا ودلفت لغرفتها
- لم انم ، كنت متعبة وأيضا تقابلت انا وماكس وعدت في وقت متأخر
نظرت لي ايما وقالت
- هل ماكس كان يعرف مكانك ؟
تنهدت
- لا لقد كنت اتبضع لذا قابلته صدفة وأمضينا وقتاً مع بعض
نظرت لي امي وقالت بانزعاج
- ولكن لما لا يخبرني ؟ سوف ا...
أوقفتها
- كلا امي انا أجبرته علي الصمت ليس ذنبه ابدا بل هو ساعدني وأمن لي كل شيء والا لربما قتلوني عصابة مجرمة لانني فتاة ضعيفة
تنهدت ايما وكانت والدتي غير راضية تماماً ولكنها قالت
- حسنا إذن ارتاحي قليلا سوف نجهز الافطار ، بعد قليل سأتصل بنيكول يجب ان ت..
قاطعتها
- لا انا متعبة لذا لا احد يجب ان يأتي ..
- ولكنهم قلقين مثلنا ايفا!
قالت ايما لتجيب امي
- حسنا لن أقول صباحا  ولكن عند الظهر سأتصل بها
تنهدتُ بقلة حيلة ووافقت بينما استلقي علي السرير غارقةً في نوم عميق لا طآئل منه ...
__________________

نيران من جليد | fires from iceWhere stories live. Discover now