الفصل الثامن عشر

240 23 23
                                    

تلك الذكريات ، حريق يحوم منزلنا وزوج والدتي يبتسم ساخراً ، كنت أعاني من فوبيا من الحرائق انني اصاب بالجنون حين اري ناراً ولا احد يبالي بهذا غير امي التي تشعر بالندم لانها تزوجت زاك ، الرجل الذي دمّرها  .......
___________
كنت اشعر  بأحد قربي ، ونسمات الحديقة تعبث معي ، فتحت عيناي وانا استنشق عطراً ما ، فاخراً ، ذاك العطر ، انه عطر كارولوس
دائما كارولوس .
- كارولوس
قلت بعدم وعي قبل ان افتح عيناي ، لا ادري لما بدأت واثقة من انه هو ، ربما لانني اعرفه ، اشعر به ولا يمكنني ان أخطئ رائحته ولا صوته  ولا هالته
- كارولوس ؟ أهذا انت
بدأت افتح عيناي تدريجيا فأجاني صوته ساخرا
- ما هذا حتي الكلاب لا تميّز الروائح بهذه البراعة

نظرت له فكان يرفع راسي  الذي كنت أضعه علي الارض
كنت مستلقيةً تماماً وانا انظر الي عينيه ، تنهدت وقلت متجاهلة ما قاله :
-  أكان حريقا في غابتكم ؟
نظر خلفه ثم أعاد النظر الي وقال
- كنت اشعل النيران مع جيم لإعداد الطعام
نظرت له بعدم تصديق وقلت
- ولكن لما تشعل النار لتعد الطعام ؟ أليس هناك مطـبخ هنا او...
قاطعني وهو يضع سبابته علي شفتي
- رجاءاً توقفي عن هذا ، لقد استعدتِ وعيك للتو وتبدين كأنكِ طفل عاد من المدرسة تواً
تنهد ثم سحب يده أسفل رأسي وقال :
- انهضي قليلا

استجمعت نفسي ونهضت ، جلست قربه وقلت بنبرة ساخرة
- لماذا اصبحت هادئاً هكذا
- لا يمكن ان تفسري ما أقوم به عزيزتنا ايڤا ، لا يمكنك التنبؤ بأفعالي حتي وان حاولتِ
نظرت له ، كان ينظر الي الأشجار بأعين فارغة ، يبدو ضائعاً ، بطريقة لم اره عليها قط ، لماذا ؟ كنت متشوقة لأعرف ، ولكنني تركت هذا لاحقاً وقلت بنبرة واثقة
- كلا انني أتوقع دائما ، نظراتك الباردة وكلماتك الساخرة ، كلها اشياءً أتوقعها

نظر لي ثم ابتسم ساخراً وهو يضع رأسه علي ساقاي ليستلقي بهدوء وهو يطالع السماء ، قال بنبرة ساخرة
- هل توقعتِ ذلك ايضا ؟
نظرت له بعدم تصديق وانا متسمرة تماماً ، وفجأة فقدت القدرة علي الشعور بقدماي ، اشعر بأنني احلم ، ان هذا حلم جميل فقط وانا لا ازال فاقدة للوعي ، او ربما اندلع الحريق واحترقت وانا في الجنة الان !
كنت جالسة كالتمثال ،. اخشي ان ازعجه بحركة قدمي او زلة ما ، نظرت للسماء بهدوء ثم ابتسمت ، لا ادري لما اسمح بهذه اللحظة ان تحدث ، ربما هي لحظة خارج إطار الحياة ، ربما اخذت فاصلا زمنياً قليلا لأعيش هذا
ولكن كل ما أدركه هو انني سأعود للمنزل باكية ، لا ادري الي اين وجهتي ..
- لم اكن اعلم انك لا تزال تخافين النيران
نظرت له فوراً ثم قلت
- لست اخاف !
رفع رأسه واعتدل في جلسته ، كانت عيناه مشتتة الي حد ما ، نظرت اليه وقلت
- انا حقا لا اخاف ان احترق ! ولكنني لا اريد ان اري ما أوصلني الي حالة احتراقي!
اردفتُ بهدوء
- انا اكره هذ لانه اوصلنا الي حالةٍ سيئة ، وامي ايضا جعلها الامر تحزن كثيراً
- ربما لو لم يحترق المنزل لما كنتي رأيتني قط ، انه قدر سيء لكِ
ابتسمتُ وقلت في نفسي وانا انظر اليه
(اذا كانت الحرائق ستجعلني التقي بك إذن فليحترق هذا العالم ! )
ولكنني دون ان اطيل افكاري قلت
- انه قدر سيء ، ولكنني في النهاية تخلصت من زوجها

نيران من جليد | fires from iceOnde as histórias ganham vida. Descobre agora