الفصل التاسع

201 23 12
                                    

ننتظر حتي الصباح ..
كانت تلك الكلمة تتردد داخل جمجمتي هذا أسوأ شيء يحصل بعد رؤيتي لجوليانا في الحفل ، لم استطيع ان اركز علي شيء غير ان مشاعري كانت مضطربة ، تنهدت وعدلت الكرسي بطريقة تجعلني استلقي نسبيا وقلت :
- اشعر بأنني في فيلم رعب

نظر لي دون ان يتحدث ، اخفض مستوي كرسيه واغلق عينيه دون يبالي ، تمتم بصوت مسموع :
- حين تتوقف المطر سنعود .

نظرت له ولملامحه القاسية ، هذا الرجل لا يملك قلباً ابداً، وأنا متاكدة
من ذلك

ضحكت في نفسي علي افكاري وانا اطالع عيناه وذقنه الخفيف ، أشحت ببصري وظللت اشاهد المطر في صمت فـهذه المرة بالذات لن أحاول من اجله أبداً ، لقد حاولت بما يكفي وها انا  أعرف أنّ محاولاتي ما هي إلا هدرٌ للطاقة ، وهدرٌ للأيام ، وهدرٌ للشعور ، أنا الآن مكتفية بما أملكه ، ولا أملك أثمن من نفسي ، وبالطبع لن اكذب علي نفسي واقول ولو للحظة بأنني مُطمئنة ، بل إني قلقة ، وأدعو الله أن يخلّصني من كل ذلك دون أن أبذل مجهودًا حتى .
تنهدت وانزلت النافذة ، جزء صغير جداً من النافذة سامحةً لبعض قطرات المطر بالتسرب ، ابتسمت وأنا التقط الحبات وابلل أناملي قاطع سكوني وصوت المطر ، صوت هاتفه ، اخرج هاتفه بانزعاج  ، افهم انه منزعج مني وأنا ايضا منزعجة من الذي حصل  ، لكنها ليست غلطتي في النهاية . القي نظرة الي هاتفه واغلقه ، تنهدت وقلت بانزعاج :

- ولكن أجب ! قد يقلق من في البيت علينا

نظر لي وامتدت ذراعه لتحاصرني ، نظرت له وقلبي بدا يعبث معي هذه المرة ، اغلق النافذة وأعاد ذراعه فوق جبينه ، تنفست الصعداء ودون ان افكر اغلقت عيناي ، كان قلبي سيخرج من بين أضلعي وها هو قربي ، بطريقة لم أتخيلها في حياتي ابداً

لم يأتي النوم ، تنهدت ونظرت له ، اشعر بالبرد حقا في هذه السيارة وتلك الأمطار تندفع حتي تكاد تكسر الزجاج ، قلت بصوت منخفض :
- كارلوس هل نمت؟

لم يجب فتنهدت وأنا افتح حقيبتي لأخرج تلك الاوراق وقلم الكحل  واكتب :
- العاشر من شهر نوفمبر ، لقد ضعت في هذا الطريق مع كارلوس  اشعر بالبرد والكثير من الأفكار ، لطالما تمنيت ان لا أراه وان انسي أمره ولكنه يظهر من العدم ليحيط بي ، اشعر برغبة جامحة تدفعني للبكاء مع هذا المطر فرغم انني تحدثت كثيرًا عن مشاعري معه  ، لكن ما أردت قوله فعلًا ظل مدفونًا في صدري ، ورغم انني احاول ان انكر  هذه المشاعر الا ان هذا الرجل الذي يغفو قربي هو الرجل الوحيد الذي حقا أردتُ أن أحمل قلقهُ وجراحهُ وعُقدهُ وصراعهُ الداخليّ ولا مبالاته  معيّ وحتى تناقضاتهِ، لكنه لم يكن يراني سوي ساذجة يا للمضحك ! ، ولكنني الان بخير ، فقبل شهرين، كان كل شيء مختلفاً ، لم أكن لأتصور نفسي هكذا بهذه القوة وهذا الصمود .. والآن بعد أن نظرت للخلف، أدركت أن شهرين يمكن أن يفعلا الكثير لشخص .

نيران من جليد | fires from iceWhere stories live. Discover now