الفصل الحادي عشر

224 25 23
                                    

مضي وقت طويل والمشفي لم تسمح لي بالمغادرة ليلا ، توقعت ان اخرج ولكن حدث ما لم اتوقعه ، نظرت للساعة فوجدتها الحادية عشر مساءً وكما قال كارلوس ان العالم يستمر امي نائمة وجوليانا نائمة مع زوجها وكارلوس مع زوجته وأنا هنا .. أواجه الأشياء وحدي ..
تنهدت وأنا انتظر اي ممرض او طبيب لأسأله متي سأخرج من هذه اللعنة ، ولكن حتي انتهاء ساعة كاملة لم يأتي احد وأخيرا في الثانية عشر بعد منتصف الليل فُتح الباب ، جلست فوراً وقلت فوراً للطبيب
- انا مستيقظة

- أ نتنظرين أحداً ؟
قال كارلوس بسخرية وهو يدخل ، فتح الضوء ليتضح لي وجهه ، نظرت له وقلت كأنني اعتد وجوده في هذا الوقت :
- في الواقع ... انتظر الطبيب كي اسأله متي سأخرج
تقدم مني وقال :
- سنرى في هذا لاحقا
قلت بابتسامة هادئة
- قلت اننا سنتحدث ؟
- نعم هذا صحيح
قال بينما يُخرج أقراص الدواء من الدرج ، ناولني واحدةً وقال
- كما توقعت لم تأخذي الدواء ابداً

تنهدت وقلت بينما آخذ قرص الدواء من يده
- ليس مهماً
شربت ماءً وقلت
- هل تخبرني عن ما تريد ان تحدثني به؟
اخرج ورقة من جيبه وناولها لي قائلا
- عثرت عليها سويت في سيارتي

(العاشر من شهر نوفمبر ، لقد ضعت في هذا الطريق مع كارلوس اشعر بالبرد والكثير من الأفكار ، لطالما تمنيت ان لا أراه وان انسي أمره ولكنه يظهر من العدم ليحيط بي ، اشعر برغبة جامحة تدفعني للبكاء مع هذا المطر فرغم انني تحدثت كثيرًا عن مشاعري معه ، لكن ما أردت قوله فعلًا ظل مدفونًا في صدري ، ورغم انني احاول ان انكر هذه المشاعر الا ان هذا الرجل الذي يغفو قربي هو الرجل الوحيد الذي حقا أردتُ أن أحمل قلقهُ وجراحهُ وعُقدهُ وصراعهُ الداخليّ ولا مبالاته معيّ وحتى تناقضاتهِ، لكنه لم يكن يراني سوي ساذجة يا للمضحك ! ، ولكنني الان بخير ، فقبل شهرين، كان كل شيء مختلفاً ، لم أكن لأتصور نفسي هكذا بهذه القوة وهذا الصمود .. والآن بعد أن نظرت للخلف، أدركت أن شهرين يمكن أن يفعلا الكثير لشخص .)

اتسعت حدقتاي وأنا انظر لتلك الورقة التي كتبتها بقلم الكحل ، نظرت اليه فوراً وعيناي مذهولتين مما حصل ، كان ينظر الي ببرود وهو يرخي رأسه علي الحائط ، كانت يداي ترتعشان ولم استطيع ايجاد كذبة مناسبة للموقف حتي وان قلت انها قديمة لكن التاريخ مكتوب بخط واضح وأيضا تفاصيل اليوم معروفة

حينما لم يجد رداً اقترب مني وقال :
- يجب ان تتوقفي عن ذلك

نظرت له بأعين متسعة وأنا استمع لما يقوله ، أتوقف ؟ كم ان هذا الكلام قاس جداً ، نظرت الي لاشيء وأنا اشعر بالإحراج والألم  اردف
- قد احتمل هذا ؛ لانني معتاد علي ذلك ولكنّ زوجتي لا تفعل .

معتاد ؟ يا للسخرية ، نظرت اليه مجدداً كانني اتمني ان يكون طيفاً ويذهب ولكنه كان حقيقيا فكيف لكل هذا الجليد ان يكون طيفا بحق السماء ؟
قلت وحروفي باتت تخونني
- ا أتدري ، انا أفشل فتاة تعبر عن مشاعرها ولكنني لم اقل احبك ولم اقل اشياءً غبية حتي ، انا فقط قلت انني اردت ان اكون معك يوماً واعتقد ان سويت "زوجتك " تعرف ذلك جيداً
شددت علي كلمة زوجتك لأردف :

نيران من جليد | fires from iceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن