p 1

3.7K 112 184
                                    

أفكارٍ مبعثرة1
.
.

كندا _مدينة مونتريال _الخامس عشر من ديسمبر لعام 2024 م .

التوقيت 3.30 مساءً

في إحدى المستشفيات الكبرى في مدينة مونتريال، و في إحدى غُرف العمليات .. صوت الأجهزة الوحيد مَن يُسمع في ذلك المكان، حول المريض عدد من الأطباء و التمريض لا بأس بهما .. يرتدون الجاون و الكمامات الطبية التي أخفت نِصف ملامحِهم .. نبس إحداهم و هو منغمس بتوتر حاد في العملية :
" إيما أعطني المشرط. "

بعد نصف ساعة توقف الضوء الأحمر المنبعث من مصباحِ صغير فوق باب العمليات الذي فُتح و خرج منه هو بينما ينزع عنه تِلك الكِمامة عن وجهه فتظهر ملامحه التي تزينها لحية خفيفة، أظهر تنهيدة عميقة و هو يفتح عيناه بتعب فتظهر زرقاوتيه و بيده اليُمنى غَلغل أنامله في خصلاتِه الداكنة الكثيفة يُبعدها للخلف ليُقابل زوج من الأعين المُتسائلة بقلق، فتبسم بخفوت رادفًا بلكنة فرنسية كـ مِثل مَن أمامِه:
" لا تقلقا .. لقد نجحت الجِراحة. "

ابتسمت السيدة و اقتربت منه تُخاطبه بامتنان كبير:
" شكرًا لك دكتور مروان! لن أنسى معروفك أبدًا! "

ابتسم مروان بخفة قبل أن يرحل و يقترب المُسنان من ابنتهما التي خرجت على النقالة!

***

3.59 مساءًا

تحركت العجلات في سُرعة متهورة بينما يصرخون بحماس .. يتجاوزون السيارات في ذلك الطريق و هم يتسابقون بـِ جُرأة عالية!

و من بينهم بزغ بخصلاته ذات اللون الأسود الشاحب التي ترفرف مع حركة الهواء و رماديتيه تطالع الطريق و مسارات السيارات بينما يُسابق رفاقِه و يسبقهم!

" تمهل أوليفر تمهل! "

" أوليفر توقف! هناك إشارة .. "

لم يُكمل الشباب إذ بـ الفتى يتجاوز خط المرور بعد توقف الاشارة بينما بقى الثلاثة بالخلف يسِبُون إياه بكل أنواع الشتائم .. لم يلبثوا أن نظروا نحو طريقِه بشماتَة حين خرج خلف الفتى دراجة الضابط النارية، فيقول إحداهم بابتسامة ساخرة:
" يستحق ذلك العربيّ! "

" حاولنا إيقافِه لكن يبدو أنه واقع بمشكلة يا رفاق! "

" لنعد نحن للمنزل. "

تبادل الثلاثة الكلمات قبل أن يتراجعوا تاركين صديقهم وحيدًا!

****

6.00 مساءً

تحركت تضع الأطباق على الطاولة البنية و تُنظم المقاعد الخشبية المُبطنة ثم هرولت بخفة ذاهبة كي تُوقظ صغيرتها صاحبة السبع سنوات و التي ربما نامت على دفاترها كعادتها الكسولة!

بالفعل حين دلفت للغرفة كانت الصغرى نائمة و خصلاتها البنية تتناثر حول وجهها، فابتسمت نارين بـِحُب و اقتربت لتُوقِظها بينما تجذب خُصلة من شعرها المتموج أطرافِه :
" سارة استيقظي حبيبتي الطعام جاهز و والدك و شقيقك في الطريق. "

مُبعثَر! "مكتملة"Where stories live. Discover now