P 19

709 69 110
                                    

مبعثر19

.
.

هالِك أنا بتِلك الفوضى التي تعُم حياتي!

..

لم يُدرك كِلاهما ما حدث بالخارج، الهدوء يُحيط بالمنزل، و ضربات قلب ساجد الذعِرَة جعلته يفقد قدرته على السير، لذلك حين رأت نارين حالته تحرَّكت نحوه لتجاوره ، لم تنتظر أن يُسند رأسه عليها بل بادرت تحتضنه كي تمنحه الأمان! .. و سُرعان ما شعرت برجفة جسدِه الغير طبيعية ، مما جعلها تقلق و هي تُحاول التقاط أيُّ صوت بالخارج حيث ذاك الضجيج الذي أُحدِثَ قبل لحظات لكن فشلت بمعرفة ما يجري! .. و رغم قلقها على طفلتها لكنها لم تتمكن من ترك ساجد بتِلك الحالة! .. كان يبدو أنَّ أعصابه تالِفة تمامًا!

فجأة فُتِح الباب بهدوء لتتعلق عيناها بجسد زوجها الذي كان يحمل سارة بين يديه و يبتسم بقِلة حيلة  بينما كان الفتى قد أغمض عيناه بتعب! .. رمقته بقلق ، فراح يُنفي لها بحركة مِن رأسِه و هو ينظر لساجد بين يديها قائلًا بخفة كي يُطمئن الاثنان أمامِه:
" لم يحدث أي شئ! .. لقد كانت سارة تسير و هي شِبه نائمة و في طريقها كسرت إناء الورد ليس إلَّا ".

أنهى كلماته جاعلًا إياها تستلقي بجوارهما، ليستمع كِلاهما فجأة لجِدالِ ساجد بنبرتِه المُهتزة:
" لقد كان يُحاول فتح نافذتي! "

تنهد مروان بملل ، يرُد:
" لم يكن هناك غيرنا و لقد تأكدت مِن نافذة غُرفتك، انّها سليمة! .. ربما كنت تَحلُـم .."

" لا! .. "
هتف يفتح عينيه و يتمسك بملابس والدته بينما يُكمل بخوف و إصرار :
" لم يكُن حُلمًا! .. انّها الحقيقة! .. لقد كان هناك مَن يُحاول فتح النافذة! .."

توقف حين وقف مروان أمامِه و قاطعه بهدوء:
" أعصابَك تالفة، اهدأ و هيا للذهاب للنوم. "

عاد يُريح رأسه على كتف والدته باحباط، لما لا يُصدقه فقط؟! .. و الأكبر أردف مُتذكرًا ما دار بينهما مِن حديث قبل عِدة ساعات و بشئ مِن الضيق:
" هيا انهض أيها المُزعج! أقلقت راحتي .. ثم توقف عن جلبِ المتاعب لنفسَك .. "

لم يتحرك ساجد و كل ما فعله هو إغماضِه لرماديتِه و تمسكهُ بوالدته التي رفعت عيناها نحو مروان قائلة بقلق و عتاب بعد أن قاطعت حديثه:
" مروان! لا تستخدم هذا الأسلوب مع إبننا ثم كيف سيعود لغُرفته و جسده يرتجف بتلك الطريقة؟! و كما عن أي متاعب تتحدث يا مروان؟! "

تنهد مروان مُدلكًا جبهته بضيق يُومئ لها بأنَّها صادقة ثم نظر لساجد مجددًا ، كان يُلاحظ مدى خوفه و لكنه لم يُصدقه نوعًا ما لعدم وجود سبب منطقي لما قالِه ، لذا اكتفى بأن قرر جعل الثلاثة ينامون سويًا بينما هو غادر لغرفة ابنه مُتجاهلًا أخر سؤال لنارين .. ربما تعمَّد ذلك،  فهو لا يَوَدُّ إشراكها بأمور إبنهما كي لا يتضاعف قلقها أكثر.

مُبعثَر! "مكتملة"Where stories live. Discover now