P14

737 70 132
                                    

مبعثر14

.

.

.

مِن فوائد التنهيدة أنَّها تُبعِد عنَّا جزءً مِن شعورنا، تمحو القليل من أفكارِنا المُبَعثرة ، التائهة، و بِرغم مَعرفتنا للطُرق الا أنَّ الجميع تائه! .. و جميعهُم أنا! .. حاولتُ كثيرًا معرفة لو كنتُ في الزمن و الحاضر و المكان المُناسب لكن كلَّما أسير في طريقي أميالًا أجِد نفسي مُبعثرًا مُخطئًا الطريق! .. فأعود مَخذولًا لنُقطة الصِفر مُجددًا!

و كأنَّ نُقطة الصِفر تُحتِم عليَّ العودة إليها مهما ذهبتُ في طريقي!

الأمر المُهلِك أنني مجددًا أدلُف لمرحلة الامتحانات النِهائية في أخِر عامًا يشملُ مَرحلتي الإعدادية، كيف مرَّ الوقت؟ كيف سِرت؟ .. كل أسئِلة عقلي لا أجد لها إجابة فالأيام تمُر بسُرعة البَرق، و كأنَّ العالم يُحاول إظهار نهايته لأنَّهُ استاء التمطيط! .. و استاء وجود المنافقين في أحقابِه الزمنية! .. و ربما وجودي كذلك!

حدَّقْت في الكِتاب مع مزيجًا مِن وجع الرأس! .. لَم أتناول شيئًا منذ صباح أمس حين بدأت امتحاناتي التي كان عليَّ اجتيازها بنجاح كَوني رسِبت و بجدارة في مادتين في الفصل الأول مِن العام بسبب الظروف التي مررت بها! .. و ها أنا أُحدق بمادة العلوم، عقلي توقف فجأة عن التفكير و ذهبتُ مُجددًا نحو الماضي أستذكِر كل ما مررت به و لوهلةً راحت عينايْ لتُحدق في تلك الكاميرا التي ملأ رُكنها شباك العنكبوت و راحت ذاكرتي تعرض لي ذكرى لطيفة أثناء الحصول عليها......

.
.
.

|||| قبل عامين تَقريبًا ...
تتابَعت خُطواتِه بلهفةٍ نحو ذلك المكتب الذي يَخُص والده، لكِنَّهُ حين دلَف إليه لم يجده ، فعبس لِإدراكه أنَّهُ مُجددًا مُنشغل في عملِه ، دون أن يُدرِك الأمر لكنه فقط استاء بشِدة لأنَّهُ مُجددًا لم يجِد مَن يُخبره بما يُريده!

و مِن خلفِه توقفت نارين و ابتسمت لملامحِه العابسة لتندهُه بينما تحتضن ذاك الفستان الجديد بين يَديها:
" صغيري لِمَا تقِف هكذا؟ والدَك ليس عِندك. "

" أعلَم! "

بانزعاج أجابها بينما يتقدم نحوها ، هو يريد تِلك الكاميرا التي رآها في ذاك المَتجر بشِدة! .. لذلك ما إن وقف أمامها حتى تذمر :
" أمي، كُلَّما أحتاجه لا أجده! ألن يتوقف؟! ... لقد مللت!"

تنهدت و هي تترُك ما بيدها على أحد المَزهريات و تلتفت نحوِه باهتمام ، وضعت كفَّاها أعلى كتفيه و قائلة بجدية:
" بُني؟ .. أعرِف أنَّهُ دائِم الانشغال لكن لو فكرت فيها جيدًا فهذا واجبُه و عليه إتمامِه على أكمَل وجّه ، فهو يُساعد في انقاذ حياة الناس . "

مُبعثَر! "مكتملة"Where stories live. Discover now