P26

614 65 137
                                    

مبعثر26

.
.
.
.

مع موعِد رحيلِه كان يُفكر في السببِ الذي دفع سديم ألا يزوره رغم أنّهُ و ببساطة علِم عن وجوده معه في السيارة حينما أنقذوه مِن أورلاندو حيث كان السبب بإيجاد موقعِه لأنَّه وثق به باحتفاظِه بهديتِه ، لكِنَّهُ حينما استيقظ و خلال الأربعُ أيام الماضية لم يرَهُ أو يعلَم عنهُ شئٍ! .. و لوهلة هو عبس،  فلماذا هو لم يأتيه حتى الآن؟ .. هو حقًا اشتاقَهُ كثيرًا!

أسند مِرفقِه لمسندِ المِقعد المُتحرِك ساندًا خدِه بكفِّ يدِه بملامح عابسة يُحدق باعتيادية في الأجساد المارَّة مِن أمامِه في المشفى،  و لأنَّهُ يجلِسُ وحيدًا ينتظر إنتهاء والده مِما ذهب لفِعلِه رغم غيظِه مِن فِكرة تركِه بمُفرده جاعلًا والدته و أخته يُغادران قبل ساعتين!

و هو حقًا مُمتن لأنَّهُ تركه في طُرقة قريبة مِن غُرف المرضى المُحتجزين و ليس في الاستقبال ، و حتى لا يرى أيّ أمرٍ يدفعه لأن يتذكر ما حدث في ذلك المكان.

و لأجل تِلك اللمحة مِن ذاكرتِه هو أخذ نفسًا عميقًا بضيقٍ يُحاول إبعاد التفكير فقط!

تسلل إلى أذنه بُكاءًا لسيدة تسير مُستندة على كتِف رجلًا في ذلك الممر و بجوارها عِدة أشخاص لم يتبيَّن ملامحهم ، حاول تجاهُل الأمر لكِن حينما سمع 'لقد مات! ' انقبض قلبَهُ بألم ، يُدرِك جيدًا كيف هو شعور أن يموت أمامَك شخصًا تُفضلُه!

تنهيده مُرأفة أطلقها مع اقترابهم منه ،  و لحظة تبادُل النظرات ارتجف جسده و تجمد  دون أي تمييز لشعوره هذه اللحظة! .. و نظرات الغضب مِن أندرو و مارك جعلاه يخَف ليتسلل إلى أُذنه صوت مارك و هو يصيح به لافتًا الأنظار حولِهم:
" أنتَ سبب كل ما حدث لنا ، بسببَك مات أنجِل! "

ارتد جسده للخلف يُحدق بصدمة و رفض بإتهامِه لهُ و قد أدمعت عيناه حين صدع صوتها المُستنكِر بغضب:
" أكُنت أنتَ السبب يا أوليفر؟! .. كنتَ السبب بموت ابني!؟ "

"أجل عمتي، هو سبب تِلك الاصابات و موت أنجِل!"
عقَّب مارك بغضب بينما أندرو إكتفى بإخفاض رأسه هامسًا:
" دعونا نُغادر فقط يا خالتي. "

هي نفت ، تُحاول أن تترك ذراعيّ زوجها لتقترِب مِن ساجد الذي اكتفى بالصمتِ فحسب! .. لكن يد والد أنجل منعتها و كلماته تنبعث بهدوء:
" حتى لو كان السبب عزيزتي، فهم مُراهقون و الانتقام لن يُعيد ابننا فحسب ، كما أخبرنا المُحقق أكيرا أنَّ لا يد لأحدٍ في الأمرِ لأنه كان مُجرد اختطاف لأهداف إجبار الشرطة على تحرير مُجرم مِن السجن."

هي انهارت في البُكاء ليحتضنها برِفق و يعتذر من ساجد بعد رؤيته لحالته الصِحية بينما كان غضب مارك لازال يتصاعد نحوِه ، في حين أنَّ أندرو نظر نحو رفيقه السابق بشئٍ مِن الغموض لم يفهمه ساجد الذي أدمعت عيناه حينما تخطوه تاركين ندباتٍ مؤلمة في روحِه لم يستطع حتى أن يُدافِع عن نفسِه أمامهم! ..  رفع أنامله يمسحُ الدموع المُكثفة .. هو حتى لم يكُن مُقربًا منهم بعد افتراقه عنهم ، لذا ما سببهُ إن هُم وقعوا بطريقةٍ ما تحت أيدي والده؟! .. حتى أنَّهُ حاول التمثيل لأجل انقاذهم! .. كل كلِماتهم السامة لم تجعلُه يحقِد عليهم! لكن هُم يحقدون عليه و يكرهونَهُ كثيرًا! .. و رغم ذلك هُم كانوا سببًا بما فيه الآن حتى لو كان بطريقةٍ غير مباشرة ، فلو لم يكونوا قد أصروا على أخذه لذلك الملهى ما كان حدث ما حدث!

مُبعثَر! "مكتملة"Where stories live. Discover now