P6

923 75 85
                                    

مبعثر6 ✨

_
«عونكَ يا اللّٰـه، لا إِلَٰه إلا أنتَ».

.
.

" أجل .. نحنُ مَن نختار طريقنا! "

..

.

الماضي قبل ثلاث سنوات  _شهر سِبتمبر _أول أيام المدرسة

عانَقت عينيه تِلك المدرسة مُجددًا، إنه أول يوم مدرسة له في مرحلتِه الجديدة و لا زال يحمِل ثِقل الجبال فوقِه، أنه يكرهها و يتمنى مُغادرة هذا المكان حقًا ، فلا زال وحيدًا! .. و هي تُزيده وِحدةً فقط كلما رأى مجموعات الأصدقاء المتلاقية! .. أنه لازال يتلاشى! .. لازال تحت بَند النكِرة!

انتقل من حيِّز الانشغال بِـ كُرّه المكان لـِ داخلُه حيث استوى جالسًا في مقعدِه يُدمن قراءة إحدى الروايات لعل ضجره يختفي، ما لبث أن لامس حاجبيه و نظرِه يرتفِع لثلاث فِتية بـِ عُمرِه و الذي ابتسم أولهم بمرحٍ قائلًا:
" مرحبًا ساجد، أنتَ عربيّ صحيح؟! .. المهم ما رأيك أن تُصبِح صديقنا؟ "

ظل مُحدقًا في وجه الفتى لثوانٍ مِن ثم تجاهلهُ يُكمل قِراءة لكن أندرو جاورَه بِغِلظة مُصرًا:
" ما بِك ؟ .. لا تُصبح جبانًا يا فتى أنها مجرد صداقة! "

و رغم تجاهلُه للثلاثة هو كان يُفكر بالأمر، لـَ رُبما حين يُصبح معهم لن يشعر بالوحدة مثلما يشعر! .. لربما سيتوقف والديه عن دعوتِه بـ المُعقد بـِنظراتهما نحوه!
و ربما كذلك يشعر بالرضا كونُه وجد مَن يُرافقه أخيرًا و يَشغَل وقتِه عن انشغال والديه عنه !

ترك الكتاب من يدِه و التفت لهم مادًا كفِّه قائلًا مع ابتسامة بسيطة رُسمت فوق شَفتيه:
" موافق."

و تلاقت كفِّه مع كف أندرو، و مِن هنا كانت لحظة انحدارِه نحو الأسوأ!

" إن تجاوزت تِلك الاشارة سندفع لك المال و إن فَعلناها قبلَك ستدفع لثلاثتنا المال. "

لازال وحيدًا، هو يعلم، لا زال ثلاثتهم معًا بينما هو وحدِه! .. لكنه رغم ذلك كان يُحب البقاء إلى جوارِهم، ليس رغبةً فقط، بل انحيازًا للرفاق و لعل الأمر يُصبح أفضل مع مرور الوقت!

و ها هو يندفع بدراجته مُخترقًا الاشارة قبلِهم، و كاد يُمسك به الشرطي لكنه نجد مِنه!

.
.

" لا تقلق، أنه سوف يُنسيكَ ألامَك! "

ثلاث سنوات منذ معرفتهم ، الكثير من المواقف تخطاها بجوارهم،  الكثير مِن المشاكل،  و الكثير مِن الأمور .. لقد مر بالكثير من التجارب معهم و لكنه كان وحيدًا،  لقد كان ثلاثتهم معًا عليه بشكلٍ غير مُباشر لكن لـِرغبتِه بـِقُربِهم هو لازال معهم،  ذلك غير أنه لا زال لا يستطيع التخلص من الذكريات التي تَخصهم!  .. و ها هم يُعرِّفوه بشئٍ جديد قبل شهورٍ قليلة من هذه السنة! .. هذا الشئ الذي يُدمر حياته لا الذي ينسيه ألامه كما قالوا، و ببط أمسك بتلك البودرة و قد جاوروه بذلك المستودع القديم يستنشقوها بِـنهم! .. و ببطء و رغم خوفِه الا أنه أراد أن يُجرب مِثلما جرب الكثير معهم، و ما ان لامست الرائحة أنفه حتى بدأ يختار طريقه للهاوية! .. طريق لا رجوع مِنه الا بمعاناة!

مُبعثَر! "مكتملة"Where stories live. Discover now