P 17

779 72 161
                                    

مبعثر17

.
.
.

لا ثوابت في هذا العالم، كل ما يمنحك الآمان بإمكانه أن يبثّ فيك الرعب دفعةً واحدة وكل تلك الأشياء التي هربت إليها ستجد نفسك هارباً منها.

#اقتباس!
.
.

القلق أخذ نصيبًا مِن أفكارِها حين استيقظت و لم تجده في المنزل بعدما غلبها النوم باكرًا مِن كثرة التعب! .. و لوهلةٍ و لشِدة ذَعرها لم تفكر في الذهاب لعملِها أو الاتصال به و أخذت تبحث عنه في الغرفة و المنزل بخوف و قلقٍ مِن إصابتِه بمكروه بعد كل تِلك الأحداث السابقة ، و لكنها راحت تُمسِك الهاتف و تتصل على مروان الذي كان يبيت خارجًا تِلك الليلة!

" مروان! "

" ما بكِ يا نارين؟! "

مروان الذي كان قد استيقظ توًا قد انتفض على نبرة صوتها الهلِعة و هو يُحاول مقاومة تعبه لمعرفة ما جعلها خائفة هكذا؟ .. و ما إن سمع أنَّ ابنه مُختفي منذ الأمس و لم يَعُد للمنزل بعد حتى أغلق الهاتف فورًا و راح يرتدي قميصه بِعَجَلٍ ليعود للمنزل!

بحْلقَت في الهاتف تُخفي فمها بكفِّ يدها بمرارة و ندم ثم تراجعت تجلس على إحدى الأرائِك حين اشتد عليها الدوار و راحت تتنفس بمرارة شعورِها و داخلها تتكاثر التساؤلات بـِعُنف ، عن أين يكون صغيرها؟! .. هل فعلت شيئًا خاطئًا مُجددًا؟! .. ربما نومها قبل الاطمئنان عليه كان السبب! .. كان عليها تَحمُّل تعبها مِن العملِ حتى يعود للمنزل و تطمئِن عليه! .. لكنها لم تفعل! لتُفاجأ صباحًا أنَّهُ ليس موجودًا بالمنزل كُله! .. هي حقًا مهملة! .. و...

و هنا كانت قد تذكرت أنَّ معه هاتف ، فعادت لتتقفَّى هاتفها و تتصِل بصغيرها متمنية أن يُجيب، لكنه لم يُجب!! .. فشعرت أنَّ هناك غصة علِقت في حلْقِها! .. قبل أن تنزلق دموعها بخوف! .. هل أصابَهُ مَكروهًا ما؟! أم أنَّه هرِب منهما؟!

بعد نصف ساعة كان قد وصلت سيارة مروان ليترجل منها فور وقوفها متقدمًا مِن المنزلِ بخطواتٍ متسارعة قلِقة ، لكنه توقف فجأة حين التقطت أُذناه لصوتِ جروٍ صغيرًا خلف منزله ثم سمع صوت رنين هاتفًا يعرف نغمته حق المعرِفة ، ترك بُقعته و راح يلتفت خلف منزله ببطء حيث توقفت نغمة الرنين ، و هنا توقفت أقدامه خلف منزله تمامًا و لانت ملامحه بينما يراه يتكور على نفسهِ و لا يقيه مِن البرد غير سُترته الجِلدية ، جوارِه كان جروٌ صغيرًا يُحاول ازعاجه و حين شعر بخطوات مروان هرِب فورًا حيث تقدم منه بهدوء دون رد فعل مِن الأصغر الذي لم ينتبه على ما يدور حولَهُ لأنَّه كان نائمًا بتعبٍ بينما يحتضن قدميه إلى صدره راميًا بثقلِ رأسهِ عليه، و مستندًا بظهرهِ للحائطِ خلفه !

مُبعثَر! "مكتملة"Where stories live. Discover now