"" الخاتمة "" p28

926 79 534
                                    

.مبعثر28
الخاتمة....'

.
.
.

" ليون! .. ليون أنظر! "

صرخ صاحب السادسة قافزًا إلى جوار ابن عمه يُريه سِوارًا ذهبيًا قد أهداه لهُ والده،  و الأكبر ابتسم بخفةٍ يُحدق في ذلك السوار بينما يُبعثر شعر الصغير بهدوء،  قبل أن تتلاقى عينيه ببرودٍ ما إن تقابلت مع مايكل.

و كانت تِلك المرة الأخيرة التي رآه فيها قبل أن يُغادر المنزل للمرة الأخيرة بعد مُشاجرة مع مايكل انتهت بانفصاله الكامل عنهم! ليختفي بعد ذلك!

.
.

جلس أمامه يبتسم دون مُبالاة لما قاَلهُ للأصغر منذ لحظات جعلتْهُ جالسًا أرضًا مُحيطًا وجهِه بكِلتا يديه في صدمةٍ مما سمع! .. أ قال لتوِّ أنّهُ مَن قتل والدته؟!!
.. لا! و يبتسِم و كأنًّه لم يفعلُ شيئًا!

رفع رأسه يُحدق في ملامحه دون أن يبتلِع الصدمة،  السبب بكُل شئ كان ابن عمه الذي أحبَّهُ من قلبه رغم المُشاجرات الدائمة بينِه و والده لكِنَّهُ لم يكرهُه قط! .. لقد ظَن أنَّه عِوضًا عن شقيقه الذي توفى قبل ولادته لكِنَّهُ كان هلاكًا لكُل مَن تعلَّق به! .. بعد موت والدا ليونارد لم تمتد أي يدٍ لهُ سوى يد والده مايكل الذي لم يعتبره ابن شقيقه وحسب بل اعتبرهُ ابنه لكِنَّه كان زَرعًا شيطانيّ  .. لقد بثَّهُم الكُرْه،  اعتبر مايكل السبب بموت والديه،  بل اتهم مايكل بموت والديه دون اعتبار أن والده كان شقيق مايكل! .. دون أن يفهم أحدهُم السبب الذي يجعل ليونارد يكرههُم و يحقد عليهم هكذا دون أن يُسببوا لهُ أيُّ أذى! .. لكِن اتضح الآن أن النفسُ البشرية داخل ليونارد كانت مُظلمة لتجعلَهُ بداية هلاك أُسرته و موت والدته الحبيبة ، لأنَّهُ ظنَّ أن موت والده لهُ عِلاقة بالثروة،  و أنَّ مايكل تخلَّص منهُ لأجلها؟!! .. فعل كل شئ سئ لأجل انتقام سخيف لظنونٍ مرضية ما كانت يومًا صحيحة!

أغمض عيناه لثوانٍ مُحاولًا ألا ينفعِل،  يكاد ينهض لينقض عليه بكُل شعورٍ داخله،  شاعرًا بألمٍ في قلبه .. كيف حدث كل ذلك؟! .. أبيه لم يكُن لهُ عِلاقة بموت شقيقه والد ليونارد! .. لكن الأخير كان سببًا بكُل شئ حدث لأسرته! .. و حقًا يا ليتَهُ لم يعتبرهُ أخًا،  ما كان ليشعُر بهذا الألم،  ألم الخِذلان!

" أتعرف أيضًا؟! "
ردف ليونارد و الابتسامة لا تزال تُزين ملامحه ، فرفع الأصغر رأسه نحوه ينتظر تكملته ، بينما اعتدل الأكبر واضعًا ساقًا على الأخرى رادفًا بمكرٍ:
" .. أنتَ لم ترى شقيقك ماثيو لأنَّك وِلدت بعد رحيله، لكن أيُمكنك إخباري، ما الذي سمعته عن موتِه؟ "

هنا و قد رجف قلبه، لكنه رغم خوفه من الاجابة هو قال بخفوت:
" لقد مات بسبب جُرعة ادمان زائدة."

" أصبت لكن .."
هنا قهقه بخفة يتذكر ذلك اليوم قبل أربعة عشر عامًا،
لقد كان ماثيو الصديق و الأقرب إليه من نفسه،  لكِنَّهُ استغل ذلك ليُدفن جُرعات من المُخدرات في طعامه حينها مُستغلًا خروجهما سويًا دائمًا و مُشاركتهما للطعام في أوقاتٍ كثيرة ، و لِثقة ماثيو به لم يشُك و لو للحظةٍ واحدة في نواياه! .. انتقل ليونارد للعيش في منزلهم منذ موت والديه في حادث سيّر! ... لقد أخفى كُرهِه لهم و حين أظهرُه بدأ بإبن عمه الذي كان صديق طفولته ،لكِنَّهُ و ببساطة كُرههِ قد أعماه لدرجة قتله لماثيو ببُطء! .. يراهُ يذبُل كل يوم عن اليوم الذي قبلُه،  و كل ذلك لم يُشعرُهُ بالندمِ قط! .. بل زادهُ شغفًا برؤية تلك الأسرة تُعاني بشدة! .. رُغم ذلك حين اكتشف ماثيو ما فعله و واجهُه بالحقيقة إعترف ببساطة ساخرًا منه و مِن ثقته العمياء! .. لم يمُت أخاه من المُخدرات،  بل مات بسبب القهرِ و الخِذلان الذي واجهه في صديق طفولته،  الشخص الذي وثق به أكثر من نفسه! .. و لم يًرغمه ندم أو أي مشاعرٍ بالذنب أن يعود إلى صوابه!  .. بل يومًا عن الأخر كان يزيد مرضه بالفخر مما يفعل! .. يذكُر كذلك أنَّ مايكل علِم بكل ذلك لكِنَّهُ لم يكُن يرغب بأذيته،  و ظنَّ أنَّه سيندم بنفسه لكن كان مايكل مُخطئًا إذ ازداد هو جنونًا و شرًا حتى وصل لقتلِه لحُور بسبب إحدى نوبات غضبه! .. و بعد موت حُور كان لديه شك به لكِن حين علِم حقيقة ما فعل كان قد احتمى ليونارد بظهرِ برناند لذا ما كان من مايكل الا أن يحرمُه من كل شئ ، مُكتفيًا بجلدِ ذاتِه بذلك السر داخله!

مُبعثَر! "مكتملة"Where stories live. Discover now