P12

872 76 431
                                    

قبل بدء البارت...
  خذوا نفسًا عميقًا و صلوا ع النبي ﷺ

و استعدوا للصدمات و البُكاء.. 🙂

*
*
*

مبعثر 12

...
.

"لقد حظينا بمحبةٍ لم نُدركها الا بالكثير من الجُهد!"

..

العِناق اللطيف الذي حصلتُ عليه مِن والدتي كان لطيفًا و دافئًا، أشعرني كأني طائرًا كان تائهًا و عاد إلى وطنِه .. رغم ذلك، كانت كلمات جون تعود لتسكُن بين تجاويف عقلي مُشبعة إيايّ مِن الحيرة البالغة!...

الساعة التاسعة ليلًا كانت أختى تلتصق بي في فِراشي، دون رغبة منها لتركي و أنا قد رحبت بذلك، فلقد اشتقت لرؤيتها!

..

ابتعد قليلًا عنها حينما غفت و نهض مِن جوارها نحو النافذة يستنشق الهواء بِعُمق، فـَ ضربات قلبُه ليست مُنتظمة هو يشعر بذلك دون أن يعرف السبب لكنه يُوقن أنه لازال تحت تأثير تِلك الصدمات، فلا يستطيع أن يخرُج منها بقلبٍ سليم .. و بوقفته تِلك استطاع رؤية القمر وسط تِلك الغيوم المنتشرة بكثرة حولِه، الجو يُنذر بهطول أمطارٍ غزيرة الأيام القادمة.

تنهد بضيق بينما يلتفت ليخرج مِن غُرفتِه يسير نحو غُرفة والديه بلهفة، لقد اشتاق لوالديه و عليه الذهاب لهما، قرر للتو الإعتذار لهما عما بدر منه في سابِق أيامِه ، و قد قرر أنه سيعود لنُسخته اللطيفة، و لن يُصاحب أشخاصًا سيئين ، و لن يتجه للطريق الخاطئ مجددًا .. بل سوف يستمع إلى ...

" و لكنها الحقيقة يا مَروان! ... ساجد ليس ابننا! "

توقف به الزمن و انهارت كل دفاعاتِه، أحلامه، مستقبله، و حياته! .. عيناه غشاها الظلام فأضحت داكنة تختفي منها لَمعة لهفتَه! .. يقترب أكثر بخطواتٍ ترتعش و بالكاد ثابتة بينما يستمع لصراخِهما الذي كان بالكاد يرتفع بصوتٍ مسموع:
" ليس مِن شأنِك يا نارين! .. أنه سيظل إبننا..."

" أنتَ تكذِب على نفسَك و علينا! .. ساجد سيظل ابن .."

فـ ارتفع صوتِه بعصبية قاطعًا كلماتِها:
" اخرسي نارين!.. ساجد ابني و سيظل رُغمًا عن أنفِك! .. لا تُدخلي الماضي بيننا مجددًا! "

ابتعد بخطواتِه متراجعًا عن الباب بانتكاسة أخرى ، و التفت حتى اختفى ظِلالهما الظاهرة مِن فتحة الباب عن حَدقة عيناه .. وصل للصالة و وقف دون قدرتِه على الحِراك و حينها صدَّعت كلماتِ جون رأسِه مجددًا ، فـ بدأت الدموع تتشكل بطبقة رقيقة، ضربات قلبُه تبَعثرت و تنفسِه ضاق لحقيقة حياتِه المُزيفة! .. تنفس بأنفاسٍ مُتقطعة غير قادر على التحكم بشلالات بكاءِه المكتوم! .. انحشرت غصة حادة في حنجرتِه أراد لو أن يصرخ لإخراجِها، ودَّ لو أنْ عاش بِـكِذبة على أن يسمع نبراتِ الرفض تِلك من شخصٍ غالٍ عليه، لقد قالتها و هي في غضب شديد كسره، كسرت قلبه، و خانتِه رغم حُبه لها! .. و رغم أنها كانت الجِدار الساند له، مالت و تركته يسقط دون حامٍ! ... الفجوة بدأت تكبُر و القسوة أخلفت مشاعرًا كريهة داخلُه! ..  بدأ يذكُر كل أحداثِه معهم، الآن علِم سبب قسوتهما تجاهِه! .. و عدم ايذائهم لسارة حتى لو بكلمة واحدة عكسُه! .. لقد كانا يضعان فجوة بينهما و بينِه ! .. فجوة مُخيفة! .. و مُهلكة!

مُبعثَر! "مكتملة"Where stories live. Discover now