الفصل الرابع والعشرين

62 17 1
                                    

بسم الله توكلنا على الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يا رب العالمين
🌷
🌷🌷
🌷🌷🌷
🌷🌷🌷🌷
🌷🌷🌷🌷🌷
وصل هيثم المصنع هو وفريدة وهوي يجي تقريباً من شدة خوفه على أخته وجد السكرتيرة تجلس على مكتبها فسألها :فين مدام أمانى
السكرتيرة :في مكتبها يا فندم رفضت تماما ً إني أفضل معاها وطلبت تبقى لوحدها
فتركها هيثم وتوجهو للداخل بعد أن طرقو الباب عليها وجدوها تجلس و تستند بمرفقيها فوق سطح المكتب وتضع كفيها على راسها كان  منظرها يدل على الحزن الشديد؛ لم تراها فريده هكذا من قبل وهذا جعل قلبها ينتفض من الخوف عليها فاتجهت اليها بسرعه و احتضنتها بشده وقالت: ما لك يا اماني في ايه؟ انا سايباك الصبح كنت كويسه حصل لك حاجه؟
ورفعت اماني راسها وكانت عينيها حمراوتان من شده البكاء فتوجه لها؛ هيثم وقال: لها يا نهار مش فايت انت بتعيطي ليه؟ انا عمري ما شفتك بتعيطي كده ايه اللي حصل؟ اتكلمي
فنطقت اماني اخيرا وهي تبكي بمراره :شفته شفته النهارده يا هيثم بعد اكثر من اربع سنين كنت مرتاحه منه ما صدقت اقف على رجلي واحس بقيمه نفسي جاي لي هو النهارده بمنتهى الهدوء ومصمم انه يركب معي العربيه لا وكمان بيزعق لي علشان صوت ولميت عليه الجيران تخيل تخيل البجاحه🥺 بيقول للجيران انه جوزي بعد كل اللي عمله فيا لسه بيقول على نفسه جوزي؛ انت عارف انا مش زعلانه اني شفته ولا خائفه منه بس اول ما شفته حسيت بكميه كره عمري ما كنت اتخيل اني باكرهه بالطريقه ديت على قد ما كنت باحبه على قد ما حسيت اني نفسي اموته وكرهته اكثر لما فرض نفسه علي قدام الناس وفكر نفسه انه كده بقى راجل واستضعفني فكر اني اخاف منه و ممكن احن له؛ 😏عبيط ما يعرفش ان اللي عمله فيا كله عباره عن زرعه لو قرب مني مش هيحصد منها غير وجع والم زي اللي سببه لي بالضبط
هيثم بعصبيه: انا اللي غبي انا اللي عملت التليفون صامت يا ريتني كنت فتحته والله لو كنت لقيته وكنت هاسيبه على وشي الدنيا ثاني هو راح فين بعد كده اماني الجيران مسكوه وسبتهم وهم بيضربوهم مصممين يودوه القسم
هيثم بضحك : طب والله كويس يستاهل ولا اللي كنت متضايق طب ما هو الناس عملوا فيه زي اللي كنت هاعمله واكثر كمان لا بس انا مش هاسيبه هاروح له الاسم وهاوصي عليه وهاعمل معها الواجب كمان على شان يبقى يلف ثاني من ورانا ويجي لك وما تقلقيش مش انت اللي هتردي وتاخذي حقك لك راجل يرد لك حقك وانت في مكانك هانام وحاطه رجل على رجل كمان؛ ثم اقترب منها وقبل راسها وانا عندي كم اماني يعني ما ينفعش تزعلي وما ينفعش تعيطي بالمنظر ده انت غاليه قوي اغلى حاجه في حياتي وما احبش اشوفك كده ثاني ابدا
اماني بضحك: وهي تحاول الخروج من شعورها بالغضب :لا يا حبيبي ما بقتش لوحدي اغلى حاجه عندك ثم نظره لفريده  وقالت له بقى في ناس ثانيه غاليين كمان ولا ايه يا استاذ هيثم؟
رفع هيثم يديه لفوق علامه على الاستسلام :بريء والله وما اقدرش اقول اكثر من كده انتم الاثنين اغلى عندي من بعض ربنا يخليكم ليا
❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️
عند الباشا
طلب من مساعده تجميع بعض الرجال الذين ذكرهم له  بالاسم وكان من بينهم عباس  لانه وضع خطة ولابد من تنفيذها اليوم سريعاً
وبالفعل لبى أوامر سيده وجمعهم له وبعد أن أمرهم بالجلوس
مر وقت بسيط في صمت من جهتهم ولكن الباشا لا يستهان به فكان يتفرس ملامحهم وكان يدرس حركاتهم فحمد أمجد ربه على إنه حاول التدرب على التحكم في ردود أفعال جسده حتى ولو لفترة بسيطة ولكنه عرف ماهي التصرفات المحظورة عليه؛ وهنا قطع شروده صوت الباشا وهو يتحدث: احنا العمليه الجديده كنا ماجلينها بقى لها كثير وخلاص جاء الوقت اللي لازم تتم فيه.
_فتحدث احد الرجال: معقوله يا باشا كنت قلت لنا ان هي الشهر الجاي معقوله هنبدر شهر بحاله طب ليه مش كنا باعدين عشان الحكومه حاطه عينها علينا.
تحدث الباشا قائلا: اه فعلا كانت حاطه عينها علينا بس انا اكتشفت ان انا اشتغل وانا تحت عين الحكومه قبل ما يبقى عندها معلومات اكيده وتتحفظ عليا، او حتى تمنعني من السفر وبالمره اخرج بره البلد عشان ارتاح من هنا ولما الوضع يهدى حابقى ارجع ثاني لاني بلغني كلام أن البلوتين اللي عند الحكومه دول اكيد اكيد هيجيبوا سيرتنا في اي حاجه  من الاتفاقات اللي كانت بيننا.
هنا تحدث عباس بهدوء: بس انا ليا راي ثاني ما عليك يعني لو مش هيضايقك ممكن اقوله؟ فحرك الباشا راسه دليلا على الموافقه فتكلم عباس: لا مؤاخذه يعني بيه بس انا اللي اعرفه انه فؤاد وسميره اتقبض عليهم لا مؤاخذه يعني في قضيه قتل جوزها وانهم كانوا في وضع لا مؤاخذه مش ولا بد ايه علاقه القضيه بتاعتنا بالقضيه بتاعتهم؟
تحدث الباشا بسخريه: ما هو يا عباس باشا لو انت بتكمل شغلك للاخر وتخش تدور اكثر وتابع اكثر كنت عرفت ان الزفته اللي اسمها سميره كانت سايبه على تلفونها فيديوهات كثير من بتاعه الشغل بتاعنا وما مسحتش حاجه ههه قال يعني فرحانه بامجادها قوي ما تقولش كانت بتحرر العراق وطبعا هيتم معها التحقيق في كل الفيديوهات دي لان كده لما يتضموا الفيديوهات دي للقضيه الاساسيه يبقى هي شغاله في شبكه بتدير الاعمال المنافيه للاداب فهمت يا غبي ولا ما ما فهمتش
حرك عباس راسه بطاعه: تسلم دماغك يا ريس انت دماغك كبيره برده واحنا كلنا تلاميذك بنتعلم منك فتكلم الباشا المهم خلينا في الموضوع الاساسي دلوقتي لو اتكلمت سميره وقرت على كل حاجه طبعا الثاني هيتكلم معها ومين اللي هيتحاسب ويتسال؟ هتجيء رجلينا في الموضوع ده لو ما كناش هيتحقق معنا بسرعه بس اكيد هيدوروا على كل حاجه وراءنا فلازم نكون اخذين احتياطاتنا ونضبط امورنا فبالتالي طبعا لازم العمليه تخلص بدري بدري لان بصراحه كده طولت قوي وبوخت قوي
وفتحدث احد الرجال قائلا :طب ما عليك هنجيب البنت دي ازاي دي يا تكون نازله مع الولد المحامي او نازله مع اخته وما بتروحش في حته غير المصنع والبيت حتى ما بتنزلش تقضي طلبات البيت خالص هنجيبها ازاي؟
فتحدث الباشا قائلا: لا هنجيبها ازاي دي بقى المفروض انها سهله عادي يعني هتتخطف زي ما اي بنت في الشارع بتتخطف
اتكلم عباس قائلا: لا مؤاخذه يا  باشا وانا لي راي ثاني لو تسمح اتكلم الباشا بسخريه :قول يا عباس أرأك الاعتراضيه كثرت خير اشجيني؛ فضحك عباس: لاعيشت ولا كنت يا بيه علشان اعترض على معاليك بس القصد يعني ان البنت دي لو كانت اتخطفت الاول ما كانش احد هيدور بس دلوقت في اللي يدوروا عليها الباين كده ان الولد المحامي والبنت اللي معاه اخته يعني متعلقين بيها وماسكين فيها قوي ولو خطفناها الولد المحامي ده مش سهل حيدور وراها وهيقوم  الدنيا وساعتها حيدوروا وراءنا مع قضيه سميره ولا ايه؟
الباشا بأعجاب حقيقي: تصدق صح عجبتني دماغك طيب نفكر بقى فحل ثاني نخليها مثلا تطفش منهم بس هتطفش منهم ازاي طب احنا ممكن نخطفها ونخليها تبعث لهم جواب او رساله وتقول انها خلاص ما بقتش عايزه تعيش معاهم
اجاب عباس :بس انا عندي فكره ثانيه ممكن تعجبك احنا ممكن نسلط اي واحده من البنات بتوعنا عليها تشتغل مثلا معاها في المشغل او نشوف اي واحده من اللي شغالين في المشغل ونخليها تتقرب لها وتقنعها انها خلاص ما لهاش حد يسال فيها وكمان قاعده عند ناس غريبه وكده كده مش هتقدر ترجع لعيلتها ثاني وهي فين عيلتها دي من اصله يبقى لو تشتغل وتدور على نفسها بره البلد هيكون احسن لها ومش لازم خالص خالص نجيب لها سيره شغلنا الاساسي اما تخرج من هنا الاول يبقى يفرجها ربنا الباشا: ماشي هي خطه كويسه بس هتاخذ وقت واحنا ما عندناش وقت فلازم ننجز ونشوف حل
عباس: طب ما عليك ممكن نخطفها ونوديها اي مكان من تبعنا ونخليها تكلم الست اللي هي قاعده عندها والولد المحامي ونخليها تقول لهم انها مثلا راحت تجيب طلبات خاصه لا مؤاخذه يعني علشان يصدقوها واحنا نهددها انها كده كده تحت عينينا ولو مشيت من عندنا وعرفت احد ان احنا خطفناها او رجعت في اتفاقها معنا وما سافرتش معانا حنقتلها الست اللي هي قاعده عندها والراجل ابوها اللي في المستشفى وهي لازم هتخاف عليهم الباشا باعجاب يعجبني فيك يا عباس تفانيك في عملك حلوه الخطه دي اشتغل عليها بس نفذ النهارده لازم النهارده يا  عباس
عباس :بطاعه اوامر معاليك يا فندم
استأذن جميعاً للخارج وخرج معهم عباس وذهب توجه للمول اشتري بعض الأشياء التي لا يعلم ما هي أصلاً ثم توجه للكافيتريا وطلب قهوة ثم توجه المرحاض وأغلق الباب وأخرج هاتفه واتصل بحسام
فأجاب على الفور حسام :ماتنطقش اسكت في واحد من الرجالة في الحمام دخل قبلك كده هما شاكين فيك لازم هتنفز النهاردة اللي اتفقت عليه معاه هتنفز كمان ساعتين من عند المستشفى اللي فيها ابوها علشان يبان إنك كنت بتراقبها  هبلغ هيثم علشان يستعد هو فريدة أجمد ابوس ايدك انت تمام أوي على فكرة بس طبيعة الباشا كده مبيثقش في حد حتى اللي مراقبك في حد مراقبه متقلقش اخرج دلوقتي واغسل ايدك عادي وأخرج وخليك قاعد في الكافتيريا شوية
فتنحنح أمجد دليل على الموافقة ثم أغلق الهاتف وخرج وفعل كما قال له الرائد حسام
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
عند هيثم كان متوتر وخائف للغاية بعد أن كلمه الرائد حسام وبلغه بكل التطورات فدخل على فريدة وأماني وجدهم يضحكون فنظر لفريدة بأعين حمراء دامعة فتوجست فريدة من نظراته وخافت حتى أمانى أنتابها القلق فيبدو ان هناك كارثة فسألته : في ايه انت عامل كده ليه؟
فجلس هيثم على الاريكة ووضع كفيه على وجهه ثم تنهد بصوت عالي ومسح على وجهه ورأسه وتكلم بصوت جامد :للأسف جت اللحظة اللي مرعوب منها من وقت ما قررت أقف معاكي في القضية يا فريدة
فريدة بخوف :في ايه؟ 😳
هيثم : احنا بدأنا خطتنا من فترة وفعلاً كل حاجة كانت تمام وانا والله كنت بحاول اخلي القضية تخلص من غير ما تدخلي خالص بس للأسف لازم تتواجهي بالباشا
فريدة بقوة لم تعهدها من قبل : انت تقصد اني هاتقابل مع الشخص اللي أتسبب في دمار حياتي وتقصد ان خلاص القضيه قربت تنتهي و كله  خلاص هينتهي و هيتقبض عليه صح هيثم ايوه طبعا لو كل حاجه مشيت زي ما احنا راسمين لها بالضبط اكيد هيتقبض عليه بس للاسف لازم تكوني ضلع من الخطه دي وانا ما كنتش حابب اخليك في وضع زي ده وبجد قلقان عليكي و ما كنتش عايز أخليكي تتعرضي لاي خطر بس ما قدرتش اعمل اي حاجه غير اني اخلي امجد هناك في وسطيهم وهو كمان اللي هيقوم بعمليه خطفك النهارده علشان كل حاجه تبقى عندهم طبيعيه لانه اتحط في وسطهم على اساس انه اسمه عباس والمفروض انه هيكون رجل من رجالتهم فبالتالي لازم يتمم العمليه زي ما هم مخططين بالضبط بس عموما احنا سابقينهم بخطوه وفي اللي هيساعدوكي عند الباشا في امجد وفي بنت كمان بتشتغل خدامه في القصر  هتساعدك على قد ما تقدر وهتكوني على الاتصال بيا بس طبعا حيكون في اضيق الحدود
تدخلت اماني هنا بخوف حقيقي وتوتر: انت انت اتجننت يا هيثم هتوديها عندهم ثاني هتحطها في وسطهم هتأمن عليها في وسط النار دي لوحدها هيثم بجنون وصوت عالي: ارجوكي يا اماني ما تصعبيهاش عليا علشان انا فيا اللي مكفيني وهاتجنن من ساعه ما الرائد حسام ما كلمني بس ما فيش في أيدي حاجه ثانيه اعملها وكده كده انا مش هاسيبها معها خطوه بخطوه وقبل ما يفكروا ياذوها هاكون انا قبلها مش هاضحي بها ابدا بس مضطر علشان هي تكون في امان بعد كده لاننا أتاكدنا ان الزفت اللي اسمه الباشا مقرر ومصمم على فريده وما قدرناش نحط واحده ثانيه بدلها لانه للاسف معاه صورها فمش هنعرف نغير اي حاجه دلوقت غير ان احنا ننفذ الاوامر ؛ ثم نظر لفريدة وتكلم :جاهزه يا فريده تحدثت فريده بقوه وشجاعه: اكيد جاهزه لازم ارد احد واخذ ثمن اللي عملوه في منهم وأضيع حياتهم كلها زي ما كانوا عايزين يضيعوني شوف ايه اللي المفروض اعمله وانا جاهزه هيثم نظر لها بحب ارجوكى ارجوكي خلي بالك من نفسك ودائما خليك على اتصال بيا هاديك تليفون صغير علشان ما يكتشفهوش معك لو حسيتي ان في اي حاجه او اي خطر اتصلي بيا بس على شرط اوعي اوعي تتكلمي في اي اوضه خشي الحمام على طول واتصلي بي او خليك في مكان عام يكون افضل واحنا هننزل دلوقت وهنرجع ثاني عند والدك المستشفى هنطمئن عليه واحنا نازلين هتسبقيني على باب المستشفى ومن هناك هياخذك امجد على عربيه معاهم ما تقلقيش امجد مش هيؤذيك وهيخلي باله منك وربنا معنا فوق كل شيء اوعديني تخلي بالك من نفسك تحدثت فريده بحب حقيقي: وانت كمان خل بالك من نفسك وعلى فكره عاوزك تجهز لي فرحنا لان لما ارجع مش هتنازل ابدا عن فرح الدنيا كلها تتكلم عنه تمام؟!
ضحك هيثم بدموع: تمام يا اغلى حاجه في حياتي هاستناك وهاجهز لكل حاجه بجد،
فاحتضنت فريده اماني وظلت اماني تبكي وتقول: لها بلاش يا فريده بلاش ارجوك انا خائفه عليك قوي نظرت لها فريده واتكلمت: ما تخافيش عليا انا معايا ربنا واللي معاه ربنا ما يقلقش ابدا المهم طول ما انا مش موجوده خلي بالك من ابويا لحد ما ارجع بالسلامه ثم احتضنتها مره اخرى وسلمت عليها وخرجت مع هيثم متوجهه الى المستشفى حتى تبدا الحرب بين فريده والباشا
خلص الفصل النهاردة أشوفكم بكرة بأذن الله
فتاة بالهاوية
بقلم :رنا سلامة

فتاة بالهاوية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن