الفصل الثالث

14.6K 640 47
                                    

هووش... إبعد عنها يا مقرف سيبها ".
أمسكت فرح بأحد الاعواد الصغيرة و رمتها
على ظهر الذئب الذي كان لا يزال يلعق وجه
سيلا و يشتم رائحتها و المسكينة كانت مرتعبة
و تخفي وجهها بيديها و هي تصرخ :
- إتصرفي يا فرح...شيليه عني داه بيذوقني
قبل ما ياكلني..

فرح و هي تدفعه بكل قوتها :
- مش عاوز يتحرك الدب داه... إحنا لازم
نهرب من هنا داه بيتصل بعيلته عشان
ييجوا يشاركوه الوليمة... منك لله يا خالتي
كنت فاكراكي مجنونة طلعتي مشعوذة
قديمة... إوعى نهار اسود لالا.... إبعد عني
ألحقيني يا سيلا ".

سقطت على ظهرها و بدأت تزحف إلى الخلف
برعب عندما إلتفت نحوها الذئب و الذي تحولت
عيناه من اللون  الذهبي إلى الأزرق المشع
قبل أن تعود من جديد إلى لونها الطبيعي الأول..

إستطاعت فرح الوقوف بينما تراجع الذئب
و هو يرفع رأسه محدقا بشيئ خلفها....

صرخت سيلا و هي تشير وراء فرح :
- بليز إلحقنا الذئب داه عاوز ياكلنا...

إلتفتت الذئب نحوها من جديد لتصرخ
بفزع و هي تستند بسرعة على يديها
لتقف و تركض إلى فرح....

إلتفتت الأخرى وراءها لتشهق بصدمة
عندما وقعت عيناها على شاب
أقل ما يقال عليه أنه وسيم جدا فاقت
بعضلاته المتكتلة التي ظهرت تقاسيمها
من تحت قميصه الأسود...
عيناه بنيتان تشع منهما نظرات حادة
ظهرت أكثر من خلال نبرته الصارمة و هو يسألهما
بلغة أنجليزية متقنة :
- من أنتما أيتها البشريتان  ....و ماذا تفعلان
في ارضنا...

شهقت سيلا و هي تتبادل النظرات
المصدومة مع فرح قبل أن تهتف على الفور :
- إلحقي يا فرح داه بيقول بشريتان... قصدك
إيه جدع إنت....

تمتمت فرح و هي تفرك رأسها بذهول :
- هو الذئب داه بتاعك....

زمجر الرجل بشراسة و قد إتقتدت عيناه
بشر قبل أن يصرخ فيهما بصوت هادر:
يسألها من جديد بعد أن فشل في
فهم ما تقولانه:
-لقد سألتكما  أيتها البشريتان ماذا تفعلان هنا
في حدود أرضنا و كيف تجاوزتما أرض مصاصي الدماء و العمالقة و وصلتما إلى هنا هيا أجيبا على الفور قبل أن أفصل رأسيكما عن جسديكما هيااا
أيتها الجاسوستان".

تراجعت سيلا بخوف و هي تتمسك
بفرح و  التي شوحت في وجهه بذلك
الغصن الصغير الذي لا زالت تتمسك به
بيدها مردفة بشجاعة مزيفة  :
- بقلك إيه ياظ وطي صوتك و إنت بتكلمنا
متفتكرش عشان بعضلاتك النفخ دي
هتقدر تخوفنا...خذ الكلب بتاعك
و غور من هنا يلا......

صاحتا برعب عندما زمجر الذئب من ورائهما
و هو يرمق الرجل بغضب مكشرا عن أنيابه
لينحني له الاخر بطاعة و قد ظهرت على وجهه
علامات الخوف الممزوجة بالدهشة و هو
يحدق في سيلا التي كانت ترتعش خوفا
و تتمسك بصديقتها مشيرة نحوه باصابعها
المرتجفة :
- فففرح... بصي عنيه قلبت إزاي انا خايفة
أوي من المكان داه أصله بينادينا بشريتان
إحنا الظاهر إترمينا في المريخ و دول
كائنات فضائية هياخدونا عشان يعملوا
علينا تجارب....

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن