الفصل السادس و الأربعون

7.8K 435 9
                                    

لم تستطع كلاريسا منع جسدها من الارتجاف
من شدة الخوف و هي ترى مجموعة من مصاصي
الدماء يركضون بسرعتهم الخارقة تجاههم، راقبت
أحدهم و هو يصطدم بالحاجز السحري الذي وضعته أبريل حولهما حتى لا يتعرض لها أي فامباير
جائع ليكونا وجبتهما الشهية، ليصرخ بصوته
الغريب المتوحش الذي يشبه الخفافيش
و يتشنج جسده و كأن كهرباء قد أصابته
لبضع ثوان ثم يقفز من جديد و يركض
مترنحا ليكمل طريقه.

إستدارت تنظر في أثرهم بعيون متسعة
و شفاه ملتوية تدل على تقززها من هذا
المنظر الذي تراه، لقد مضت ثلاثة أيام
و هي محتجرة في تلك الغرفة الكريهة
مع أبريل التي كانت عكسها مستمتعة
و لا تتوقف عن ممارسة ألعابها  السحرية
فتارة تلون الجدران القاتمة بأخرى أكثر
إشراقا و تارة تختفي من الغرفة حتى تجلب
لهما بعض الفواكه، فالطعام في مملكة
الفامبابر كان سيئا بدرجة لا توصف، و هذا
الصباح أصرت على شريكتها في الغرفة
ان تذهب معها للقيام بجولة في القصر حتى
تطرد ذلك الملل الذي سكن حنايا روحها
و جعلها تكاد تجن و هاهي الان لم تكد
تبتعد عدة خطوات على باب الغرفة حتى
أصبحت ترغب في العودة.

قادعت تأملها صوت أبريل التي كانت
بدورها تنظر وراءها حتى تتأكد
من غيابهم و هي تقول:

-لا بد و ان أكياس الدماء قد وصلت
لذلك هم يتزاحمون بهذا الشكل، انت
تعرفين انهم يقتاتون على دماء الحيوانات
التي يسرقونها من الممالك الأخرى و في
كل بداية أسبوع يحضر حراس المملكة
بعض الأكياس كي يوزعوها على جنود
القصر لأنهم نادرا ما يخرجون للصيد
بسبب قوانين الملك التي تمنعهم من
ترك العمل سوى ساعات قليلة لا تكفيهم
لفعل ذلك.

كرمشت كلاريسا وجهها دلالة على
إستيائها مما تسمعه قبل أن تعلق
بتشف:

-يستحقون الموت إنهم وحوش، وجوههم
مقززة و رائحتهم كريهة بشكل لا يطاق
كما أن مملكتهم ميتة لا حياة فيها.

صوت بغيض أجابها من الخلف على الفور
يحمل في طياته حقدا لا يوصف:

-هذه المملكة الميتة هي من آوتك أيتها
المستذئبة و لولاها لكنت الآن تحت التراب،
أنت فعلا ناكرة للجميل كسائر أبناء جنسك.

راقبت أبريل حرب العيون التي دارت
بصمت بين كلاريسا و إيرينا التي كانت
تتقدم نحرها بفستانها الأسود الملتصق
بقوامها الرشيق، إبتسمت بسخرية
و هي تلاحظ ذلك الحاجز السحري
و الذي لا يستطيع رؤيته سوى من لديهم
القوة الكافية ثم هتفت:

-هل يخيفونك هؤلاء الوحوش لدرجة
انك تسيرين داخل حاجز سحري سخيف،
لم أكن أعلم أن الذئاب جبناء لهذا الحد
أين قوتهم التي تتباهون بها إذن.

أجابت كلاريسا بتحد سافر إتهامات الأخرى
التي كانت مصرة على كسب عداوتها منذ
مجيئها إلى هنا حيث تنتظر خروجها بعد
ان منع آرثر دخولها إلى غرفتها:

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن