52

8K 491 25
                                    

رمقت سيلا صديقتها فرح و هي تجهز نفسها
حتى تخرج مع فولكانو لكي تتدرب، حسب
إتفاقهما كانت ترتدي فستانا فضفاضا
باللون الأسود و طويلا بعض الشيئ و بأكمام
كاملة و هذا ما جعل سيلا تهتف بمزاح:

-خلي بالك تسيبي حتة في جسمك عريانة
لحسن جوزك هيرجعك من الباب.

ضحكت فرح و هي ترفع خصلات شعرها
الطويل إلى الأعلى حتى لا يعيق حركتها
ثم قالت:

-ماهو عمل كده امبارح، اصل كنا هنروح
عشان نتدرب بس كل ما البس حاجة
يقعد يبص عليا و في الاخر يقلي اطلعي
غيري.

قلدته لتنفجر سيلا ضاحكة و هي تتخيله يقول
ذلك بينما اكملت فرح سرد ما حصل لها:

-المهم بعد ما غيرت هدومي يجي سبع
ثمان مرات عشان كل مرة بيطلعلي في عيب
قال إيه مرة قصير، مرة لونه ملفت و مرة ضيق
لغاية ما لبست الفستان داه و لما عجبه
و اقتنع بيه أخيرا و سمحلي اني اخرج
بيه، جاه تواصل من الاستاذ ماريو
عشان في مشكلة و محتاجه عشان يحلوها
سوى.

علقت سيلا دون أن تكف عن الضحك:

-جات الحزينة تفرح، المهم هتخرجي النهاردة
بس بسرعة لتطلع حاجة ثانية و تبوزلك
الخروجة كلها زي امبارح.

لوت فرح شفتيها قبل أن تعترف لها:

-و هو انا طالعة اتفسح، داه انا بعد  شوية
هتطلع عيني من التدريب، انا اصلا مش
عارفة هعمل ايه و خايفة اوي ببين إني
شجاعة و مش هاممني حاجة بس انا من
جوايا مرعوبة لولا أورورا هي اللي بتشجعني
و كمان فولكانو انا كنت انهرت من زمان، إنت
متخيلة بعد أيام قليلة هيحصل إيه هنا؟
هتبتدي الحرب و مش حرب أي كلام دي
بين وحوش و سحرة و غيلان إنت متخيلة
الوضع و انا بصفتي الملكة حاسة بمسؤولية
اكبر داه انا زمان لما كنت في مصر كنت
بتعب من مسؤولية المطبخ و البيت اجي
دلوقتي أتحمل مسؤولية عالم بحاله انا مرعوبة
يا سيلا.

إستقامت سيلا من مكانها بصعوبة و قد رق
قلبها على ما تخفيه صديقتها داخل قلبها
فهي محقة في كل كلمة تفوهت بها، لقد
وجدت نفسها بين عشية و ضحاها مسؤولة
عن ملايين الأشخاص اللذين ينظرون
إليهما  و كأنها حاميتهم، ضمتها نحوها ثم
ربتت عليها قائلة بحنان:

-حبيبتي و الله انا حاسة بيكي و فعلا معاكي
حق المسؤولية كبيرة عليكي اوي، بس انا
متأكدة إنك قدها و إن شاء الله هتقدري تنفذي
العالم داه من اللي إسمه وولكر عشان للأسف
مفيش حل ثاني غير المواجهة و يا إما نستسلم
و بكده هنموت كلنا.

تنهدت بأنفاس محترقة فهي لم تكن اقل
من فرح رعبا و صمتها فقط كان واجهة تختفي
وراءها حتى تهون علي الآخرين و تخفف عنهم
فما ينتظرهم بعد أيام ليس بالهين أبدا.

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن