مجنونة في بلاد المستذئبين

36

حاولت نرسيس إخفاء غضبها من هذا الخبر
السيئ بالنسبة لها فظهور عنقاء اللونا يعني
لها أشياء كثيرة و أهمها أن تنس أمر فولكانو،
و إلى الأبد.

بسطت يداها النحيفتان على قماش فستانها
الحريري ذو اللون البنفسجي و الشبيه بلون
عينيها مخفية توترها ثم قالت:

-حسنا، أنا يجب أن أذهب الآن فلأتترككما
لترتاحا و إن إحتجتما إلى أي شيئ، هناك
خادمتان تقفان أمام الباب و ستكونان
في خدمتكما ألفا.

أشار لها فولكانو بأن تنصرف لتنحني
بحركة خفيفة أمامه ثم أسرعت نحو الباب
قبل أن تنفجر من شدة غيضها و يفتضخ
أمرها.

ما إن إختفت حتى أغلقت الخادمات
الباب وراءها، أوصتهن جيدا بأن يعتنين
بالألفا و زوجته و أن يكن يقظات و إذا طلب
منهن أي شيئ ينفذن دون أي جدال ثم
اكملت طريقها نحو مخدعها حتى تنال قسطا
من الراحة، لكنها تفاجأت بوجود شقيقتها
أندريا، توأمها الغير متطابق فنرسيس
شقراء بشعر أصفر و عيون بنفسجية و
بشرة بيضاء عاجية تشبه الثلج اما أندريا
فكانت تمتلك بشرة حنطية و شعرا أسودا
لامعا و عيون خضراء كالعشب ورثت صفاتها
عن والدها.

تأففت و هي ترفع خصلات شعرها إلى
الأعلى حتى تبدأ بإزالة مستحضرات التجميل
التي كانت تملأ وجهها، شأنها كشأن بقية
فتيات السايرن اللواتي يمضين أغلب وقتهن
في التزين و التجمل حتى يعتنين بجمالهن.

فالقوانين هنا في بلاد حوريات البحر
تدعو إلى ضرورة الحفاظ على الشكل الجذاب
مهما كلف الأمر، فالجمال و حسن الصوت، هما
السلاح الأوحد الذي يعتمدنه السايرن في
قهر الأعداء فهم لا يتمتعون بأي قوة
جسدية و لا أي هبات كالنار أو السحر
مثل التي تتميز بها العنقاوات و الساحرات.

تحدثت لهجة غاضبة لم تستطع السيطرة
عليها:

-ماذا تريدين أندريا، هيا تحدثي بسرعة
و أخرجي فلست بمزاج جيد لسماع
سخريتك.

رفعت أندريا حاجبيها باستهزاء و هي
تعلق على هجوم شقيقتها:

-أوه و من قال لك انني هنا السخرية عزيزتي
لا تقلقي لست بحاجة لذلك، لقد أردت أن أسألك
فقط بعض الأسئلة قبل أن أغادر.

قالت نرسيس دون أن تلتفت إليها:

-حسنا، أسرعي لا وقت لدي أريد أن
أنام لأنني تعبت كثيرا هذا اليوم، فمنذ
بزوغ الشمس حتى هذا الوقت و انا لم أرتح
و لو لدقيقة واحدة.

لوت أندريا شفتيها بلا مبالاة ثم قالت:

-كنت أريد أن أسأل، عن رفيقة الألفا
هل تحولت إلى عنقائها.

إلتفتت نحوها نرسيس بذهول ظهر
جليا في لمعة عينيها البنفسجيتين
ثم أردفت:

-من أخبرك بذلك؟