الفصل الرابع و الاربعون

8.4K 458 7
                                    

لا تدري إيرينا من أين أستلهت الصبر الذي جعلها
تتحمل قدوم كلاريسا و العيش في قصرها
مع تلك الساحرة أبريل،. فوولكر كان يعلم
أنها سوف ترفض وجودها و قد تحاول أذيتها
لذلك أرسلها معها حتى تكون إلى جانبها.

همهمت بامتعاض و هي تذرع غرفتها جيئة
و ذهابا تفكر في حل مناسب حتى تنتقم
لمكانتها التي بدأت تتلاشى مع مرور الايام:

-لا أصدق ما يحصل بالتأكيد هناك خلل ما
فقصري أصبح ملجأ للمتشردين و المارقين
من الفصائل الأخرى، سوف أريك آرثر
كيف تستقل بي و تقصيني من القرارات
الملكية، الغبي لقد نسي أنني أنا من تدير
المملكة منذ سنوات طويلة و لولاي لأنهار
منذ زمن طويل  و إنقلب الشعب ضده، لكن لا بأس
انتظرني قليلا فقط و سوف أريك وجهي
الحقيقي لأنني صدقا مللت من ضعيف مثلك
يدعي الذكاء و القوة و هو أضعف مخلوق أراه
في حياتي لا يصلح لأن يكون جنديا فما بالك
بملك، يبدو أنه نسي بأنني  انا هي الملكة
الفعلية للبلاد و انا سأطالب بحقي قريبا بعد أن
أتخلص منك، انتظر فقط ما ستفعله إيرينا
بك.

كانت ترعد و تزبد و بداخلها بركان حارق
من النيران التي تهدد بالإنفجار، تاركة عقلها
السام يقوم بعمله و يستنبط اكثر الأفكار شرا
و خطورة.

في مجلس الملك،

كانت كلاريسا تنظر حولها و هي تجلس
على إحدى المقاعد، رائحة مصاصي الدماء
جعلتها تصاب بالغثيان فهم الد الأعداء منذ
سنين طويلة و هذه حقيقة لا يمكن إنكارها
حتى و إن أصبحا يتشاركان نفس العدو.

رحب بها الملك الذي كان يرسم على شفتيه
إبتسامة مصطنعة:

-مرحبا بك في مملكتنا أيتها المستذئبة.

بادلته كلاريسا نفس الابتسامة الصفراء مجيبة
إياه على الفور:

-أشكرك أيها الملك، لكنني أعلم أنه غير مرحب
بي هنا لذا ارجو ان تقنع وولكر بإيجاد مكان
آخر لي، يكون أكثر أمانا فقد يأتي الألفا هنا
و يغزو بلادكم بسببي.

أومأ لها آرثر بإيجاب و هو يقبض على
طرفي عرشه الأحمر، لون مصاصي الدماء
المفضل بعد الأسود، المقتبس من ذلك
الظلام الذين يعيشونه فقد لاحظت كلاريسا
منذ وصولها بشاعة هذه المملكة التي تبدو
و كأنها محترقة فغير اللون الاسود و الرمادي
و الأحمر لم تر ألوانا أخرى، لا غابات و لا انهار
و لا هواء نظيفا كالذي تتميز به مملكتها
السابقة و هذا ما جعل ذئبتها تشعر بالإختناق
لذلك وجب عليها مغادرة هذا المكان في أسرع
وقت لإستحالة العيش فيه.

أخفى ملامحه الممتعظة من وجودها هو الآخر
فهو إن قبل بها فذلك لأجل وولكر فقط
لكنه أبدا لن و لم  يكن ليستطيع إدخال
مستذئب إلى قصره، أكثر فصيلة يكرهها
في هذا العالم فقد قتلوا من أبناء جلدته
الالاف، و أبادو نصف شعبه و منعوا عنهم
دخول حدودهم لصيد الحيوانات و لم يرحموا
جوعهم و عطشهم و هذا ما جعل نصف
شعبه يتشتت في كل أنحاء الممالك بحثا
عن الغذاء.

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن