الاخير

10.5K 494 108
                                    

فغر وولكر فاه و هو يرمق ابتسامة شقيقه
الخبيثة بملامح مرتعدة بعد أن فهم ما يرمي
إليه، فقد انتظره حتى يقضي على الألفا
ثم يأتي هو في الاخير ليقتله و يحصل
على دماء اللونا.

تحركت مقلتاه بتشتت و هو يحاول
إستحضار تعويذة قوية كي يفلت من
يدي لوسيفر لكنه لم يستطع بعد أن
قيده الآخر بفروع الأشجار التي قام بتحريكها
بواسطة سحره فهو في الاخير نصف ساحر
و نصف مصاص دماء.

صاح وولكر و هو يحاول تحريك يده
لاستجماع القدر الكافي من الطاقة
و الذي سيمكنه من الهرب:

-هل جننت، أفلتني انا شقيقك و لست
عدوك.

مط لوسيفر شفتيه دون أن يتوقف عن
ربط شقيقه باحكام و التأكد من عدم هروبه
ثم اجابه :

-لازلت اراعي انك شقيقي و إلا لكنت قتلتك
منذ اللحظة الأولى، لكني سوف اكتفي بتركك
هنا و أخذ اللونا فخلال دقائق قليلة سوف
أصفي دماءها و أقدمه قربانا للشمس و بعدها
سوف أفك وثاقك، هذا إن لم يعثر عليك
احد جنود الألفا و يكتشف انك انت من قتلته.

ضحك بسخرية ثم استرسل متهكما:
ترى ماذا سيفعلون بك؟

صاح وولكر و هو يشعر بالاغصان تضغط
عليه و تمتص من طاقته، تماما كتلك
السلاسل التي قيد بها أورورا منذ قليل:

-قلت أفلتني، لا تتهور أيها المجنون لقد
عدت إلى الحياة بفضلي.

أجابه لوسيفر دون أن يزيل مسحة السخرية
التي كانت تملأ وجهه:

-لما لم توقضني من قبل إذا كنت تعتبرني
شقيقك؟
لو كنت فعلت ذلك لاستطعت إنقاذ مملكتي
لكنك تركتها في يد ذلك الملك الضعيف
الذي كان يسير وراء زوجته و كأنه حمل وديع
حتى إنهارت البلاد.

قلب وولكر عينيه بملل قبل أن يهتف بلامبالاة:

-و لما قد يهتم ساحر مثلي بعشيرة
مصاصي الدماء هم ليسوا شعبي حتى، هيا
كف عن الولولة كالنساء و اترك سراحي قبل
أن يستيقظ الألفا ما تفعله هو خطأ فادح
في حقي.

لم يكد يكمل كلامه حتى شعر بسكاكين
حادة تخترق أحشاءه، أخفض بصره ليشاهد
لوسيفر يخرج مخالبه المسمومة من بطنه
و هو يبتسم له نفس الابتسامة الماكرة
و كأن من قتله للتو ليس شقيقه.

سعل بشدة و هو يبصق الدماء من فمه
متأملا بأعين متسعة ملامح شقيقه التي بدأت تتغير
بصدمة أنسته كل آلامه.

وقف لوسيفر على بعد أمتار منه مطلقا
هديرا مرعبا و قد بدأ لون بشرته في التحول
إلى الأحمر الناري و كأنه للتو خرج من الجحيم
أجنحة سوداء ظهرت من خلفه و قرنان
معقوفان كخاصة الشياطين نبتتا في رأسه
الذي كان يشتعل بالنار.

إلتفت نحو وولكر الذي كان لا يزال يرمقه
بملامح لا تفسر، صدمة ممزوجة بالرعب
و التفاجئ من هول ما يراه
ثم نطق بصوت غليظ:

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن