الفصل التاسع و الأربعون

6.8K 413 28
                                    

في مكان ما يقع في أقصى مناطق الشمال
الواقعة تحت حكم مملكة العنقاوات، حيث
توجد سلسلة من الجبال الشاهقة ذات قمم
مسننة لا تصلح للسكن لذلك اعتبرت من ضمن
المناطق المهجورة التي لا أحد يعيش فيها،
أسفل إحدى هذه الجبال كان وولكر يقف شامخا
و على وجهه بسمة الانتصار
بعد أن نجح في اختراق حدود هذه المملكة
دون أن يتفطن به أي شخص  رغم
مضاعفتهم  الحراسة حالهم كحال الممالك
الأخرى، و ذلك بفضل تعويذاته القوية
التي انشاها مؤخرا مستخدما السحر
الأسود.

رفع رأسه نحو الأعلى بعيدا جدا حيث
اخترقت قمة الجبل السحب و لم تعد تظهر
للأعين، أخذ المشعوذ نفسا عميقا قبل أن
يستل من جيبه خنجرا حادا جرح به
راحة يده طوليا ثم ترك قطرات الدماء
تتقاطر ملوثة بياض الثلج، قطرة إثنتان
حتى وصلت إلى عشر قطرات غاصت
عميقا تحت طبقات الجليد، تراجع وولكر
بخطوات مدروسة بعد أن شعر بالأرض
تتحرك أسفله تلاه صوت تصدع الجبل
الذي انشطر إلى نصفين.

رفع يده إلى الأعلى ثم قبض على
أصابعه ليمسك بذلك المشعل السحري
الذي لا أحد يدري من أين ظهر ثم دلف
تلك الفجوة الصغيرة و التي لم تكن
سوى بوابة سرداب مظلم طويل.

ما إن خطى وولكر اول خطواته إلى الداخل
حتى عاد الجبل كما كان في الأول، بينما
استمر الساحر يسير في طريقه بكل ثقة
حتى وصل إلى نهايته، حرك بصره في ارجاء
الغرفة الضيقة ثم علق المشعل في مكانه الخاص 
على احد الجدران، من يراه يظن انه قد
أتى إلى هذا المكان عدة مرات من قبل لكن
في الحقيقة هو اكتشفه مؤخرا بعد طول بحث.

ثبت نظره في منتصف الغرفة و تحديدا
على ذلك الصندوق الكبير الذي يشبه التابوت
الذي اختفت معالمه خلف كيلوغرامات من
الغبار و إلأتربة و نسيج العناكب.

حرك يديه في الهواء مشكلا زوبعة صغيرة
قامت بتلميعه على الفور و إزالة كل شيئ
حتى بان له خشب الصندوق الذي كان
كان باللون البني الغامق و كتب عليه
بخطوط رفيعة إسم قاطنه لوسيفر.

إبتسم حتى ظهرت أنيابه المخيفة
و هو يدمدم بوعيد:

-لقد حان وقت إيقاظك من سباتك أخي،
فالعالم بحاجتك كي تخلصه من حكم تلك
الكلاب المسعورة، هيا انهض حتى توريهم
قوتك التي ظنوا انهم قد تخلصوا منها بعد
دفنك في هذا التابوت، انا اعلم انني تأخرت
عليك في المجيئ لكنني كنت منشغلا في
إتمام بعض الأمور قبل أن اتي إليك حتى
إذا إستيقطت وجدت كل شيئ جاهزا للانتقام.

لمعت عيناه بالججيم و هو يخرج علبة
صغيرة فتحها بحرص ثم نثرها بعشوائية
فوق التابوت و هو يقول:

-هذا رماد تلك التنانين المسكينة لقد
أحرقتها من أجلك اخي، لو رأيتها كم
تعذبت و هي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن